مما لاشك فيه ان المملكة العربية السعودية تسير بخطوات ثابتة وواثقة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه الذي بنى دولته على قواعد الايمان وتحكيم الشريعة وأسس مدرسة تقوم على الحكمة وتعتمد على المشورة واختيار الاصلح وفيها تعلم ابناؤه الذين تخرجوا من مدرسته والتزموا بحكمته وتجربته وبعد نظره. نعم ان من أهم مميزات مؤسسة الحكم في المملكة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وهذا يتوافق تماماً مع نهج وثوابت المملكة في تحكيم شرع الله والتحري والدقة في أختيار الاصلح. ولا شك ان هذه المنطلقات كانت حاضرة عندما اصدر الملك عبدالله حفظه الله امره الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. ولا شك ان ذلك الاختيار جاء موفقاً فللرجل مكانة كبيرة لدى الشعب عكستها فرحتهم بذلك التعيين الموفق. الأمير نايف بن عبدالعزيز صاحب تجربة طويلة ومشاركة فاعلة وهو ركن رئيسي من أركان الحكم في المملكة على اختلاف المواقع والمسؤوليات التي تحملها. فهو لم يكن على الهامش في يوم من الايام بل كان دائم الحضور بالقول والعمل. انه رجل دولة من الطراز الأول همه دائماً منصب على الرفع من مكانة وطنه ورفاهية مواطنيه في توافق فريد مع توجهات القيادة وحرصها الدائم على التكامل والتناغم. وبما ان الامن يشكل الهاجس الرئيس الاول والأهم عند حساب منطلقات الأمم والشعوب في مجالات التعليم والصحة والسياسة والاقتصاد وعموم التنمية المستدامة فقد اولى الأمير نايف هذا الجانب جل اهتمامه وذلك لأنه يدرك ان الأمن هو العماد الرئيسي لأي حراك مهما كبر او صغر. فبدون الأمن يدب الخوف والهلع في انفس الناس وهذا يؤدي الى زعزعة الاستقرار. ولا شك أن الفوضى التي تعيشها بعض الدول مردها الأساسي انعدام الامن وفقدان الأمان. ان الأمير نايف بن عبدالعزيز يعتبر مهندس ومصمم وباني منظومة الامن الحديثة في المملكة فهو رجل الأمن انضباطاً وممارسة وتوجهيات ومتابعة وإدارة وقيادة فالأمن هاجسه الأول على مدى عدة عقود. ولذلك فإنه يعمل الليل والنهار من أجل الرقي بأجهزة الامن على اختلاف مسؤولياتها الى مصاف مثيلاتها في الدول المتقدمة من خلال توفير الدعم اللوجستي المادي والمعنوي ومن خلال التجهيز والتدريب وتنمية الحس الديني والإنساني المنضبط لدى منسوبيه. ان اهتمام سموه الكريم بمنظومة الأمن وتطويرها انعكس على أدائها وفعاليتها في تنفيذ المسؤوليات الملقاة على عاتقها والتي يثبت كل يوم انها على قدر المسؤولية والميدان يشهد على ذلك فهذه فلول الارهاب تترنح وموجة التطرف تنحسر ومنظمات الجريمة المنظمة الخارجية والتي تستهدف زهور هذا الوطن من شباب وشابات من خلال تهريب المخدرات تفشل وهذا الأمن يستتب حتى اصبحت المملكة مضرب المثل في الأمن والأمان على الرغم من كل المؤامرات الخارجية التي تدعم الارهاب ومفرداته والتي استطاعت ان تغرر بعدد محدود من أبناء الوطن نتيجة جهلهم او جشعهم او فشلهم. ان مقياس الأمن في أي وطن من الأوطان هو مقدار إقبال الآخرين على الاستثمار فيه والمملكة اليوم تعتبر قبلة للاستثمارات الاجنبية. اما عند الحديث عن شخصية الأمير نايف فنجد انه جمع بين الثقافة والحصافة والتواضع ودماثة الخلق والكرم والشفافية وحب الخير والسعي الى الاصلاح ما وسعه الى ذلك سبيل. وهو في السياسة رجل محنك وفي الاعلام لا يشق له غبار فهو قريب من رجال الاعلام والكتاب والمثقفين ورجال الدين ومن المواطنين على اختلاف مواقعهم ومناطقهم وهو قبل ذلك وبعده رجل الأمن الأول في هذه البلاد العزيزة. لذلك فهو رجل يحظى بحب واحترام الجميع ولا شك ان ذلك لم يأت من فراغ بل أتى نتيجة تراكم مخزون هائل من الخبرة والتجربة والممارسة المقرونة بعقلية متفتحة تحترم الآخر وتأخذ وتعطي معه فهو المتواضع من غير ضعف والقوي من غير تجبر فهو الإنسان والمواطن والمسؤول وهذا كله نتيجة تمتعه بالحكمة والتوازن ومن يؤتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً. نعم الأمير نايف جمع بين العظامية والعصامية فهو لم يكتف بواحدة ولم يركن الى الراحة بل عمل وسهر وتعب من أجل رفعة وطنه ورفاهية مواطنيه واثبت بما لا يدع مجالاً للشك انه رجل عملي من الطراز الأول فقد جمع بين جودة الإدارة ومهارة الممارسة بأسلوب جعل منه مدرسة تحتذى. ولا شك ان جنوح سموه الى الاستشارة أسلوب عملي متميز فاستعانة سموه بعدد كبير من المستشارين في مختلف العلوم والمعارف دليل على حصافته وثقته بنفسه «ما خاب من استشار » الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المقام الثاني ولهذا تأتي قرارات سموه مدروسة وممحصة لأنه يعتمد في اتخاذ القرار على جملة من المقومات يأتي في مقدمتها: استقبال المشكلة ومحاولة فهمها وتشخيصها، يلي ذلك طرح وتوليد البدائل والعمل على دراستها واختيار فعالية كل بديل ويكون ذلك مقروناً بالتخطيط وحصر كافة العوامل المؤثرة، يلي ذلك التنفيذ المقرون بالمرونة التي تكفل النجاح وأخيراً يأتي دور التقييم من خلال تحديد الإيجابيات والسلبيات والحكم على المحصلة. ان خطوات انجاز القرار المتسلسلة تكفل النجاح وهي من خصائص المبدع الإيجابي الذي يتميز في عمله بإدراك العلاقة بين الأشياء وسعة الخيال والمرونة والمثابرة في انجاز المهام والاستقلالية في انجاز العمل ودعم ذلك بالقدرة على التكيف والذاكرة الجيدة ودرجة عالية من الوعي والطموح... ومن المعروف أن اهتمامات سموه ومسؤولياته عديدة وواسعة ومتشعبة فأهم المواقع التي تقلدها تشمل عمله وكيلاً لامارة منطقة الرياض ثم أميراً لها ثم عمل نائباً لوزير الداخلية ثم وزير دولة للشؤون الداخلية بعد ذلك أصبح وزيراً للداخلية وتوج ذلك المشوار العظيم بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة إلى عمله وزيراً للداخلية أعانه الله وشد من أزره. أما المهام التي يتولاها فيمكن أن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: ٭ رئيس مجلس أمراء المناطق الذي ينعقد بصورة دورية كل عام. ٭ رئيس المجلس الأعلى للإعلام. ٭ رئيس الهيئة العليا للأمن الصناعي. ٭ رئيس لجنة الحج العليا. ٭ رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني. ٭ رئيس مجلس ادارة جامعة نايف للعلوم الأمنية ٭ الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب. ٭ رئيس الهيئة العليا لاغاثة الشعب الفلسطيني ٭ رئيس مجلس القوى العاملة ٭ رئيس مجلس ادارة صندوق التنمية البشرية ٭ نائب رئيس الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها ٭ عضو في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ٭ رئيس الهيئة العليا للسياحة كما أن سموه رأس ويرأس عدداً كبيراً جداً من اللجان التي تعنى بدراسة الأمور الهامة ومن ذلك ترأسه اللجنة التي قامت بإعداد النظام الأساسي للحكم ونظام المناطق ونظام مجلس الشورى. أما جهود سموه على المستوى الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي فهي عديدة ولعل جهوده في إنجاز عدد كبير من الاتفاقيات الأمنية مع تلك الدول خير دليل على حكمة سموه ودرايته. فبفضل جهود سموه البارزة أقر مجلس وزراء الداخلية العرب عدداً كبيراً من الاتفاقيات في مجال مكافحة الإرهاب وخطة الأمن العربي ومحاربة المخدرات ولذلك أصبح الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، ولاشك أن الجوائز والأوسمة ودرجات الدكتوراه الفخرية التي منحت لسموه من عدد من الدول يعكس سعة وفعالية سموه على المستوى الدولي، وهذه الدول تمتد من الصين في أقصى الشرق إلى فنزويلا في أقصى الغرب مروراً بفرنسا وغيرها من الدول، ولاشك أن جهود سموه وحراكه في سبيل التعاون الاقليمي والدولي من أجل المحافظة على الاستقرار تظهر من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات الأمنية الهامة مع تلك الدول. إن اهتمامات ونشاطات الأمير نايف عديدة وكثيرة وهي تصب في اتجاه الصالح العام ونصرة الإسلام وحماية المواطن وتوعيته وتثقيفه ونشر اللغة العربية وبناء الوحدة الوطنية وترسيخ الأمن الفكري، ولذلك فإن اهتمام سموه بالبحث العلمي ودعمه موجه الى تلك الأهداف السامية. من هذه المنطلقات تبنى سموه جوائز ومسابقات متميزة تشمل المجالات الآتية: ٭ جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة. ٭ جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز التقديرية لخدمة السنة النبوية وعلومها. ٭ مسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث الشريف. أما في مجال البحث العلمي والتعليمي فإن سموه الكريم يقوم بدعم عدد من الكراسي العلمية والتعليمية المتخصصة في عدة مجالات حيوية هامة تنفع الوطن والمواطن ولعل من أهم تلك الكراسي وأبرزها: ٭ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لتعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة موسكو. ٭ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات السنة النبوية بجامعة الملك سعود. ٭ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود. ٭ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الوحدة الوطنية بجامعة الإمام محمد بن سعود. ٭ كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للوقاية من المخدرات بجامعة الإمام محمد بن سعود. ولاشك أن كل تلك المجهودات لا تعدو أن تكون غيضاً من فيض، فاهتمامات سموه وجهوده وإنجازاته لا يمكن حصرها في مقال أو كتاب حتى وان اجتهد كاتبه. نعم إن الأمير نايف بن عبدالعزيز يعتبر من أولي العزم من الرجال ذلك أنه يتمتع بتعدد النشاط وسعة الاهتمام وعظم الهمة وكثرة الانجاز وتعدد المواهب ولعل القول الفصل هو أن نايف بن عبدالعزيز نسيج وحدة، فهو رجل عظيم تهون أمامه الصعوبات وتضمحل، وفي ذلك يقول الشاعر: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم لذلك فإن القرار الملكي الحكيم الذي تم بموجبه تعيين الأمير نايف في منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء كان موفقاً أيما توفيق وقد انعكست إيجابيته على نفسية القاصي والداني من أبناء هذا الشعب الوفي. والقرارات الحكيمة والمبادرات النيرة ليست بغريبة على قائد المسيرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - فهو يسعى لتحقيق كل ما فيه مصلحة للوطن والمواطن، ولذلك فإن التكاتف والالتفاف بين القيادة والشعب هو ما جعل الوحدة الوطنية راسخة ومميزة وهي التي أعمت أعين الأعداء والحساد. سدد الله خطى قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومساندة ومؤازرة اخوانه ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز وأمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظهم الله - وحقق على أيديهم ما تصبو إليه الأمة من تقدم ورخاء والله المستعان.