تختلف أسباب الطلاق في مجتمعنا نظراً لاختلاف كل حالة عن الأخرى، فقد تكون الزوجة هي السبب الرئيس في طلب الانفصال، وقد يكون الزوج وراء إنهاء هذه العلاقة بشكل أو بآخر، لكن مانود معرفته هنا حال الأسر التي تسعى في طلاق بناتها، خصوصاً بعد تزايد معاناتهن من أزواجهن المصابين بأمراض نفسية أوتعاطٍ للمخدرات، أو أرتكبوا «الخيانة» ضد بناتهن ولم يتقبلوها.. وفي المقابل نجد بعض الأسر تحاول أن تقنع بناتهن بمواصلة الحياة الزوجية والصبر على الزوج مهما كان سلوكه أو مرضه..فهم غالباً مسلمون للواقع دون رضى به !! .. نرفض طلاق أبنتنا السيدة أم خالد (50 عاماً، ربة منزل، وعضو بالجمعية الخيرية بالدمام)، ترفض بشكل قاطع طلاق إحدى بناتها " لاقدر الله "، فهي ترى أن الفتاة عندما تخرج من بيت أهلها لزوجها يجب أن تعرف أنها لن ترجع إليه، إلا للزيارات فقط ، وقالت: لايمكن أن ترجع لي إحدى بناتي مطلقة، فهذا عيب كبير في حقنا، ولا يمكن أن نسمح أنا أو والدها بانفصالها، مهما ساءت ظروفها مع زوجها فالحياة مصاعب ولابد عليها أن تتحمل مثل ماتحملنا وصبرنا، مستشهدة بقصه إحدى بناتها التي جاءت إليها قبل ثلاث سنوات تقريباً لمشكلة حدثت بينها وبين زوجها، وهي رفض زوجها الإنفاق على تكاليف دراستها، فلم نقبل جلوسها عندنا أكثر من يومين، بعدها أخذتها أنا ووالدها لتعود لمنزلها، عندها تكلمنا مع زوجها وتفاهمنا معه بأننا سوف نتكفل بمصاريف دراسة ابنتنا وانحلت المشكلة ولله الحمد، فأنا مستعدة لحل جميع مشاكلها في ظل إبقائها في بيتها.. وتوضح مها الرشودي (مديرة مدرسة متقاعدة) أن المشاكل الزوجية التي تلجأ لها بناتها لحلها عادة ماتكون مشاكل طبيعية؛ مؤكدة على أنها لا تتمنى لأي منهن الانفصال مهما ساءت الأمور خاصة وأن المجتمع ينظر للمطلقه بنظرة قاسية، فالأستاذة ترى وجود الأطفال لدى المتزوجة سبباً كافياً لجعلها تصبر طوال حياتها من أجلهم، فلو لم يكن لدى السيدة أطفال لكان الطلاق أسهل تقبلاً على الأهل .. أم منصور الزهير توضح أنها تشارك في حل مشاكل ابنتها المتزوجة بشكل مستمر لاستمرار حياتها الزوجية بحالة مستقرة، مشيرة إلى أنها أكثر من مرة طلبت ابنتها الطلاق بسبب مشاكل سطحية، ولم توافقها على ذلك فهي ترى أن الطلاق ليس بالسهل على نفسية الزوجة أو الأطفال ولايمكن حدوثه لأي مشاكل. وحول الأسباب التي تراها ممكن أن تسعى مع ابنتها للطلاق تبين لنا في حالات معينة مثل تعاطي الزوج المخدرات لأنها آفة ممكن أن تعود على ابنتها بالضرر وإلى مالا تحمد عقباه أو مرض "العقم" .. انتصرنا لبناتنا بينماتؤكد أم عبدالعزيز (مرشدة طلابية في إحدى مدارس الخبر) أنها راضية كل الرضا عن طلاق ابنتها، لكنها لم تساعدها أبداً على ذلك، أما عن السبب الذي جعل أم عبدالعزيز ترضى وتخضع لطلاق ابنتها، فقالت: كانت ابنتي تخبرنا عن مشاكلها مع زوجها، وحاولنا كثيراً إصلاح الأمور، ووصيتها بالصبر عليه لأن كل حياة زوجية لاتخلو من المنغصات، ولكن عندما وصلت الأمور للخيانة الزوجية ووجدت ابنتي تذبل يوماً بعد يوم حاولت أن أساندها عندما طلبت الانفصال عنه، لأن برأيي صاحب الطبع لايترك طبعه !! خاصة وأنها ليست المرة الأولى له. وأضافت: شاهدت ابنتي في حالة جداً سيئة، وحالة من الكآبة بعد أن كانت الضحكة لاتفارقها؛ وهذا السبب الوحيد الذي دفعني للوقوف معها، حيث إنها بقيت عندي بالمنزل لاتريد الرجوع لزوجها مهما فعل لأجلها، وساندتها وساعدتها حتى حصلت على الطلاق فلن أجبرها على الرجوع لحياتها طالما أنها كارهة وغيرمقتنعة تماماً بمواصلة حياتها معه .. السيدة (سحر. م) ترى أن الأم دائماَ تتقبل طلاق أبنتها أكثر من الأب، فالأم تشعر بابنتها وبمشاكلها التي تتعرض لها بشكل أقرب للواقع وهذا ماحصل عند طلاق ابنتها، قائلة: أنا تضايقت لطلاق بنتي الذي حصل من سنتين، لكن في الوقت نفسه شعرت أن الطلاق حل لها من استمرارها مع رجل مريض نفسياً ولا يقبل العلاج، لكن زوجي لم يتقبل طلب ابنتنا للطلاق ولم يقف معها حتى مع ادراكه لمرض الزوج، فهو يرى أن على الزوجة الصبر والتحمل مع زوجها مهما كان الوضع الصحي للزوج، مشيرة إلى أن زوجها حتى هذه اللحظة متأسف لحصول ابنتنا على الطلاق، ودائماً يلومها ويحملها المسؤولية، داعية إلى ضرورة إدراج الفحص النفسي قبل الزواج بشكل إلزامي كالفحص ماقبل الزواج، لأن كثيراً من الأمراض النفسية المزمنة تجبر الزوجة على الانفصال كمرض الوسواس القهري، والانفصام .. وبالنسبة للمعلمة أم روان السنيدي أم لفتاة مطلقة، توضح أنها سعت مع ابنتها حتى حصلت على طلاقها، والسبب أن زوج ابنتها تركها معلقه سنتين دون طلاق، حيث عانت من الاضطرابات النفسية، فكان الطلاق بالنسبة إلى والدتها ووالدها الحل الأمثل والأفضل لابنتهما .. حالة خاصة أم عبد الله الكردي، تتحدث عن الموضوع من خلال واقع لامسته حيث إن ابنتها مطلقه منذ عام ونصف العام، وقالت إن ابنتي منذ أيام "الملكة" لم تكن مرتاحة مع الخطيب وذكرت لوالدها ذلك، إلا أن والدها لم يوافقها في إحساسها خوفاً من كلام الأقارب والعائلة نفسها، فوالدها كان يرى أن إحساس ابنته نابع من توتر مشاعرها خلال هذه الفترة ، وظننا أنها ستزول بعد الزواج، إلا أن ماحدث هو العكس حيث تفاجأنا بتفاقم الأمور أكثر بعد زواجها حتى حدث الطلاق، وقتها شعرت ووالدها بتأنيب الضمير، دون أن نعرف منها السبب الرئيس لطلبها الطلاق، فكان يكفينا أن استرجعنا كلامها الماضي في عدم ارتياحها له منذ البدايه ؛ لأننا حينها خفنا من كلام الناس أكثر من اهتمامنا بمشاعر ابنتنا!! ..