اتفق زعماء العالم أمس على خطة قيمتها 1.1 تريليون دولار للتصدي لأعمق تراجع اقتصادي منذ الكساد الكبير وتشديد القوانين للحيلولة دون تكرار ذلك. وفي قمة مجموعة العشرين وقَّع الزعماء كذلك على خطط لإعداد قوائم سوداء للملاذات الضريبية وتشديد القواعد المالية واخضاع صناديق التحوط ووكالات التصنيف الائتماني للرقابة. وأقر القادة المشاركون في القمة إنشاء مجلس للاستقرار المالي العالمي مع آليات تعزز مهماته في التعاون البناء مع صندوق النقد الدولي لتوفير آلية للإنذار المبكر حول المخاطر الاقتصادية والمالية مع توفير آليات للتصدي لمثل هذه المخاطر. وأكد البيان الختامي للقمة على أهمية اتخاذ إجراءات لإعادة تشكيل الأجهزة المالية التنظيمية حتى تتمكن السلطات المعنية من تحديد ماهية المخاطر المالية والاقتصادية في الوقت المناسب. وقال جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني الذي يستضيف القمة «هذا هو اليوم الذي اتفق فيه العالم على التصدي للكساد العالمي. ليس بالكلمات بل بخطة للانعاش العالمي والاصلاح وبجدول زمني واضح». وجاء رد فعل الأسواق العالمية التي تحتاج بشدة لانباء جيدة في وقت ينكمش فيه الاقتصاد العالمي للمرة الاولى منذ الحرب العالمية الثانية ايجابيا. ورحب براون خلال مؤتمر صحافي بانبثاق «نظام عالمي جديد» من الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة. ورأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وفد المملكة العربية السعودية وقد أناب - حفظه الله - صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية لرئاسة وفد المملكة في الجلسة الافتتاحية للقمة. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ان قمة مجموعة العشرين كانت «مثمرة جداً» وتشكل «تحولاً» عبر اتخاذها «مجموعة جهود منسقة لا سابق لها». وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي في لندن إثر اختتام القمة «لقد اختتمنا قمة مثمرة للغاية ستشكل على ما اعتقد تحولاً في سعينا إلى تحقيق النهوض الاقتصادي». وشدد أوباما على أن قمة العشرين اتخذت أيضاً خطوات اصلاحية كبرى ضد «نظام الرقابة المالية الفاشل» الذي قوض الازدهار الاقتصادي في العالم، و«رفضت الحمائية التي من شأنها أن تساهم في تفاقم هذه الأزمة». من جانبه أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن ارتياحه للنتائج التي خلصت إليها القمة في ضبط النظام المالي الدولي معتبراً هذه النتائج «أكثر مما كان يمكن أن نتخيل». فيما أعلنت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ان القمة توصلت إلى «تسوية تاريخية لأزمة استثنائية». من جانب آخر استقبل خادم الحرمين بمقر اقامته في لندن مساء أمس فخامة الرئيس باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية. وجرى خلال الاستقبال بحث جهود البلدين الصديقين في إطار الجهود الدولية المبذولة لانعاش الاقتصاد العالمي. كما تطرق الزعيمان إلى تطورات الأحداث على الساحتين الاقليمية والدولية ومبادرة السلام العربية وآفاق التعاون. كما التقى خادم الحرمين فخامة الرئيس لويز أناسيولا ديسلفا رئيس جمهورية البرازيل، ودولة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، ودولة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج. كما التقى الملك عبدالله معالي وزير الأعمال البريطاني اللورد بيتر مان دلسن. ومعالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وجرى خلال اللقاءات تبادل الأحاديث حول الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة.