اتفق زعماء العالم أمس على خطة قيمتها تريليون دولار للتصدي لأعمق تراجع اقتصادي منذ الكساد العظيم، ووقّع الزعماء كذلك على خطط لإعداد قوائم سوداء للملاذات الضريبية وتشديد القواعد المالية وإخضاع صناديق التحوط ووكالات التصنيف الائتماني للرقابة. وقال جوردن براون رئيس الوزراء البريطاني الذي يستضيف القمة: “هذا هو اليوم الذي اتفق فيه العالم على التصدي للكساد العالمي، ليس بالكلمات، بل بخطة للإنعاش العالمي والإصلاح، وبجدول زمني واضح”. وجاء رد فعل الأسواق العالمية إيجابيا؛ حيث ارتفع مؤشر كبرى الشركات الأوروبية بنسبة 5 في المئة بعد ارتفاع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 4.4 في المئة، وفي وول ستريت ارتفع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 4 في المئة، وصعد داو جونز الصناعي بنسبة 3.6 في المئة. وقال براون إنه رغم عدم وجود “حلول سريعة” إلا أن القرارات تعني أننا “يمكننا تقصير أمد الكساد والحفاظ على الوظائف”. وطلبت مجموعة ال20 من صندوق النقد الدولي تسريع المبيعات من احتياطياته من الذهب لجمع أموال لمساعدة الدول الأكثر فقرا. وقال ساركوزي: “منذ بريتون والعالم يعيش على نموذج مالي هو النموذج الانجلو ساكسوني.. لست بصدد انتقاده؛ فله عيوبه.. لكن من الواضح اليوم أنه صفحة طويت”. مشيرا إلى المؤتمر التاريخي الذي أنشأ النظام الاقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية. وقال ايون أومالي مستشار التجارة الدولية لدى (بيزنيسيوروب): “هذه خطوة إيجابية لإنعاش تدفقات التجارة الدولية.. هذا إسهام جيد لحل المشكلة.. لكن العامل المهم الآن هو التنفيذ.. حكومات مجموعة ال20 يجب أن تعمل بسرعة على توفير التمويل للشركات التي تحتاج إليه بشكل عاجل”. وأضاف “هذا الإجراء يحتاج الآن إلى أن يكون جزءا من صفقة أوسع لتجنب إجراءات الحماية واختتام جولة الدوحة التي ستحفز النمو التجاري. المسألة الأساسية الآن هي المضي قدما مع (جولة) الدوحة”. وقالت كارولين ديري مدير مشروع إدارة التجارة العالمي بجامعة اكسفورد: “إن هذه خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن حتى فيما يتعلق بالتمويل التجاري فإن الأمر في الواقع غير واضح”. وقال دبلوماسي بالاتحاد الأوروبي إن دول مجموعة ال20 اتفقت أيضا على محاولة بدء محادثات تحرير التجارة بجولة الدوحة لمنظمة التجارة العالمية عندما تجتمع مجموعة الثماني مع الدول الصاعدة والدول النامية أثناء قمة يوليو المقبل.