انتقلت إلى رحمة الله تعالى يوم الاثنين 28 صفر والدتي نورة أحمد العصيمي بعد معاناة طويلة مع المرض انتقلت من الدار الفانية إلى الدار الباقية بعد معاناة 14 سنة مع المرض الذي أنهك جسمها الطاهر، كانت رحمها الله صبورة على كل شيء بإرادة الله حتى في مرضها كانت لا تشتكي لأحد فلا تذهب للمستشفى إلا في الحالات القصوى وهي دائماً تردد (على الله)، فكانت مثال الأم الصبورة فهي دائما تحثنا على الصبر في كل شيء وتحثنا على تقوى الله وطاعته وتزودنا بالنصح ففي أيامها الأخيرة لاتعي شيئاً من الدنيا بسبب المرض والغيبوبة كانت تطلق صرخة الألم متوجعة فأحس بحرارة ألمها قد انتقلت إلى قلبي مباشرة فأجلد نفسي حتى لا تفضحني عيناي وكلما أفاقت كانت تطلب التيمم وتستقبل القبلة وتشرع بالصلاة حتى رحمها الله وافاها الأجل رحمك الله يا أمي رحمة واسعة حيث يقول سبحانه وتعالى (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).. لقد تركت الدنيا بهدوء حيث بكاها الكبير والصغير لما بها من صفات حسنة كانت مشتهرة بالكرم فهي دائماً تحث على مساعدة المحتاجين واشتهرت بإصلاح ذات البين فهي لا تحب أن يزعل منها لا بعيد ولا قريب كان قلبها طاهراً ولله الحمد والمنة لقد كانت رحمها الله مثال الأم الحنونة العطوفة ، فعندما أذهب لزيارتها أنسى همومي وأحزاني وتكون دنيتي جنة وهي تزودنا بالنصح والأحاديث وتحثنا على صلة الأرحام فهي تحب لم شمل الأسرة،وكانت دائماً تنسى نفسها وتدعو لنا ولأولادنا ليلاً ونهاراً فله ما أعطى وله ما أخذ. آه ثم آه يا أمي ما أصعب لحظات الفراق ليتني لم أعش تلك اللحظات.. لقد تركتني أتجرع الحسرات من بعدك، فيا ليتني لم أفارقك ثانية ولكن قدر الله وما شاء فعل ولا نعلم ما بالغيب، لقد تركتي يا أمي الابن المعاق والبنت الضعيفة يبكيان لفراقك ...كم قاسيت من أجلنا وكم تعبت على تربيتنا وضحيت من أجلنا حتى أصبحنا صالحين بعون الله ولكن عزائي الوحيد ولله الحمد كنت أقوم بعنايتها وخدمتها في أيامها الأخيرة حتى لفظت أنفاسها وخرجت روحها الطاهرة إلى بارئها وهي على يدي قال الله سبحانه وتعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه إحساناَ حملته أمه كرهاَ ووضعته كرهاَ) فكانت تلفظ الشهادة وهي مبتسمة ووجهها مشرقاَ ولله الحمد فهذه نعمة من نعم الله .... اللهم أبسط على والدتي من بركاتك ورحمتك اللهم اختم لها بالمغفرة حتى لا تضرها الذنوب، اللهم أكفها كل هول دون الجنة حتى تبلغها إياها ..برحمتك يا أرحم الراحمين... اللهم أجعلها في ضمانك وأمانك وإحسانك...اللهم عظم أجر محبيها وإخوانها وأولادها وبناتها وألهمهم الصبر والسلوان.. كما نتقدم بخالص الشكر والعرفان لكل من واسانا بها سواء حضر أو اتصل وقدم واجب العزاء و كما أحب أن أشكر الدكتور صالح محمد صالح العصيمي والابن البار الاستاذ عبدالعزيز محمد احمد العصيمي لما قدماه من جهود جبارة جعلها الله في موازين أعمالهما .. إنا لله وإنا إليه راجعون... ابنتك البارة: أم تركي