وجه الرئيس الاميركي باراك اوباما دعوة تاريخية مباشرة الى الشعب الايراني أمس الجمعة حثهم فيها على انهاء عقود من العداء وعرض اجراء حوار "نزيه" مع الجمهورية الاسلامية. ورحب مستشار بارز للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بمبادرة اوباما الا انه حث واشنطن على الاعتراف ب"اخطاء الماضي" واصلاحها فيما اعلن وزير الطاقة الايراني برويز فتاح ان بلاده "ستستكمل وتشغل" مفاعل بوشهر النووي بنهاية العام. وقال اوباما في الخطاب المسجل على شريط فيديو بمناسبة السنة الايرانيةالجديدة (النيروز) ان ادارته تتعهد "باتباع دبلوماسية تعالج مجموع من القضايا التي نواجهها، والسعي الى اقامة علاقات بناءة بين الولاياتالمتحدةوايران والمجتمع الدولي. وقال اوباما انه يرغب في "علاقات بناءة مع ايران" تمكنها من اخذ "مكانها الصحيح" في العالم في حال نبذت العنف وتبنت السلام. ووصف اوباما، في خروج كبير عن سياسات سلفه جورج بوش، الاحتفالات بانه "موسم بدايات جديدة"، مضيفا انه يرغب في بدء عهد جديد من "الحوار النزيه والقائم على الاحترام المتبادل". واضاف "على مدى ثلاثة عقود كانت العلاقات بين بلادنا متوترة. لكن في هذه المناسبة نذكر العناصر الانسانية المشتركة التي تجمع بيننا. ستحتفلون بالتأكيد بالعام الجديد بالطريقة نفسها التي يحتفل فيها الاميركيون باعيادهم -- بالتجمع مع الاصدقاء والعائلة، وتبادل الهدايا والحكايات والتطلع الى المستقبل بروح متجددة من الامل. والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين متوقفة منذ عام 1980 في اعقاب الثورة الاسلامية الايرانية واحتجاز دبلوماسيين اميركيين رهائن لاكثر من عام. وقال مستشار الرئيس الايراني علي اكبر جوا نفكر في رد فعل على رسالة اوباما "نرحب برغبة رئيس الولاياتالمتحدة وضع خلافات الماضي جانبا". واضاف ان "على الادارة الاميركية ان تدرك اخطاءها الماضية وتصلحها وذلك كوسيلة لوضع الخلافات جانبا". واكد ان على اوباما "تجاوز الكلام والقيام بتحرك. واذا اظهر اوباما استعدادا للقيام بعمل، فان الحكومة الايرانية لن تدير ظهرها له" مدينا ما وصفه ب"التوجهات العدوانية والعدائية والاستعمارية للحكومة الاميركية". وقال وزير الطاقة الايراني برويز فتاح ان رسالة اوباما "ايجابية" لكن يجب ان يتبعها "تحرك ايجابي". وقال فتاح على هامش مؤتمر المياه العالمي الذي يجري في اسطنبول ان "هذه الرسالة ايجابية .. رغم وجود بعض النقاط السلبية فيها". واضاف ان "القادة الايرانيين سيقيمون بدقة هذه الرسالة. نعتقد اننا بحاجة اضافة الى الرسائل، الى تحرك ايجابي من اوباما وكذلك من حكومته. بالاضافة الى الاقوال نريد افعالا". واعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا امس الجمعة عن امله في ان تكون رسالة اوباما بداية "فصل جديد" في العلاقات الدولية مع طهران. وصرح سولانا للصحافيين على هامش القمة الأوروبية في بروكسل "اعتقد ان الرسالة بناءة للغاية". واضاف "آمل ان تفتح فصلا جديدا في العلاقات مع طهران". وفي موسكو رحبت روسيا برسالة اوباما. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف خلال مؤتمر صحافي "نحن نرحب (بهذه المبادرة). ان بدء حوار جوهري سيسهل اعادة احياء الثقة في الطبيعة السلمية البحتة للبرنامج النووي الايراني". وبدون الاشارة الى الاتهامات الموجهة الى ايران بدعم "الارهاب" او بشأن برنامجها النووي، قال اوباما ان "الولاياتالمتحدة تريد ان تأخذ جمهورية الايران الاسلامية مكانها المناسب في المجتمع الدولي". واضاف متوجها للايرانيين "انتم تملكون هذا الحق -- لكنه يأتي بمسؤوليات حقيقية ولا يمكن شغل هذه المكانة بالارهاب ولا بالاسلحة بل بالتحركات السلمية التي تبرهن على العظمة الحقيقية للشعب والحضارة الايرانية. مقياس هذه العظمة لا يتجسد في القدرة على التدمير، بل في قدرتكم على البناء والابداع". واكد اوباما على امكانية "وجود فرص اكبر للشراكة والتجارة. وقال ان ذلك "مستقبل يتم التغلب فيه على الانقسامات القديمة وحيث تعيشون انتم وكل جيرانكم في عالم اوسع في امن وسلام اكبر". وتعتبر رسالة اوباما مؤشرا على ان ادارته تعترف بايران كشريك محتمل يمكن التفاوض معه، رغم انه رفض استبعاد العمل العسكري لوقف ايران من امتلاك اسلحة نووية. الى ذلك اعلن وزير الطاقة الايراني برويز فتاح امس ان ايران "ستستكمل وتشغل" مفاعل بوشهر النووي بنهاية العام في اطار البرنامج النووي الايراني الذي اكد انه سلمي. وردا على سؤال حول ما اذا كانت رسالة اوباما الى الزعماء الايرانيين، قال فتاح ان "ايران اختارت طريق الحصول على طاقة نووية سلمية. وقد حققنا هذا الهدف". واضاف في مؤتمر صحافي "بعد 20 يوما بالضبط من الان سنقيم احتفالا آخر حيث سنحتفل بالانجازات التي حققناها للحصول على طاقة نووية سلمية. وستسمعون هذه الاخبار". وتابع "ايران ستنتهي وتشغل مفاعل بوشهر بنهاية هذا العام".