أنا: ألو.. كيفك ؟ هو: تعبان عندي زبائن يستأجرون ولا يدفعون. أنا: اشتكيهم. هو: الأمر ليس بهذه السهولة لابد أن أعطل عملي وأذهب لأشتكي والمحاكم لا تقبل معاملات كثيرة من الوكيل الشرعي. أنا: إذاً وكل محامياً؟ هو: المحامي لا يقبل بأقل من عشرة آلاف وأنا شركتي وليدة لا تتحمل النفقات العالية. أنا: لماذا لا يدفع، هل يوجد فقر؟ هو: من الظلم أن تتهم السعودية بالفقر ولكن مصادر السيولة لدينا لا تحقق النمو. أنا: كيف؟ هو: يحصل على السيولة عبر القرض الذي يوظفه في استثمارات عالية المخاطر فيخسر فيزداد الهم همين. أنا: لماذا أصلاً طلب القرض؟ هو: التضخم في ارتفاع والحياة في غلاء ولا يعوض هذا الفارق بين دخل راتبه المحدود وزيادته إلا عبر القرض والمخاطرة. أنا: يعني الأفضل أن تكون الزيادة سنوية مرسومة على رفع استهلاك معين لتحقيق نمو أعلى. هو: بالضبط لكن يوجد سبب ثانٍ لعدم التسديد. أنا: ما هو؟ هو: البطالة والعاطلون عن العمل، عالية وقد يزدادون أكثر. أنا: لماذا هم في ازدياد؟ هو: انخفاض أرباح بعض الشركات والبنوك والأزمة العالمية والتباطؤ الاقتصادي فسرحوا بعض الموظفين. أنا: عفواً لم أفهم تضخم وتباطؤ كيف تجتمع؟ هو: نعم تضخم وتباطؤ الأول نتيجة المبالغة في أسعار أراضي العقار ورفع أسعار السلع المستوردة بدون مبرر رغم أنك تجد بعض هذه السلع تعاني من الكساد في الخارج. أنا: الحل؟ هو: لابد من مراقبة دورة السلع محاسبياً وتحديد هوامش الربح المسموحة، لكن بعض التجار يضطر لرفع السلع لأنه في حالة خسارته يخشى عدم تدخل الجهة المسؤولة لدعم وإنقاذ شركته كما يحدث في الخارج مثل (جنرال موتورز) و(رينوي في فرنسا) فيضطر لرفع السلع. أنا: يعني تضخم وتباطؤ وبطالة.. لماذا لا تشرح الصحف ذلك؟ هو: ماذا تقرأ في الصحف وأنت في الخارج.. أنا: سجال في الصحف ضد التعصب الديني أو التطرف الليبرالي والمناهج والمرأة. هو: صحيح يوجد تعصب ديني أو تطرف طرف ليبرالي ولابد من إعطاء دور أكثر للمرأة وهذه للأسف تتحول في أغلبها مواد للاستهلاك.. أكتب أي مقال ضد أو مع الهيئة وأبشر بالشهرة، يتم نقد المناهج... أنا وأنت درسنا المناهج الدينية لا أرهبنا ولا انهبلنا وعشنا في أوروبا مثل الأوروبيين لكن هل انتقد أحد المناهج العلمية مثل الفيزياء والرياضيات في المدارس؟ والتي تعاني الجامعات السعودية من ضعف التأهيل للطالب وكذلك اللغة الإنجليزية.. نحن شعب مستهلك بالرغم من القروض للمواطن والبطالة والبعض لا يقدر على شراء بيت فتجد لديه هاتفي محمول والبعض الآخر سيارة آخر موديل حتى لو كان عاطلاً والبعض كل شيء استهلاك والسبب أن ناتج الدولة القومي يأتي عن النفط. أنا: وما الحل؟ هو: حرية الصحافة الاقتصادية التي تأتي في نقدها وخلق بديل للنفط على التقدم التقني يراعي الأبحاث وزيادة الرواتب بشكل يحقق النمو لو يشتري أي أوروبي منتج صنع في السعودية سوف تتغير نظرته لنا، نحن لا نصدر إلا النفط لذلك يعتبروننا (بترو دولار)، تقديم منتج يصدر للخارج خير دعاية للمجتمع وأفضل من آلاف المؤتمرات والشعارات والدعايات، لأن ذلك المنتج نتج من عقل المواطن وليس من باطن أرضه مثل النفط. من ذا يريد أن يتطرف إذا تيسرت له سبل الحياة؟. عذراً إن كنت نسيت سؤالاً فذكرني أيها القارئ. * بروكسل