أصدر فضيلة رئيس محاكم نجران المكلف الشيخ أحمد بن جمعان الغامدي يوم أمس الأربعاء صك إثبات نسب لطفلي نجران كل لعائلته الأساسية وذلك خلال الجلسة التي جمعت العائلتين السعودية والتركية مع رئيس المحاكم بالمحكمة الكبرى بنجران . وبعد أن بين أولياء أمور الطفلين الأب السعودي محمد بن سالم آل منجم والد الطفل «يعقوب» والأب التركي يوسف اجاويد والد الطفل «علي» أمام رئيس المحاكم خلال الجلسة ما أثبتته تحاليل فحوصات الحمض النووي التي خضعوا لها العام الماضي مبدين ومقدرين بأن ذلك نتج لخطا طبي أثناء ولادة الطفلين «يعقوب وعلي» وافق فضيلته على إصدار صك إثبات نسب للطفلين . الشيخ الغامدي قال انه بعد اقتناع آباء وأمهات الطفلين بنتائج التحليل النووي واعترفوا بذلك فإن دور المحكمة توثيق ما أقرت به الأطراف في هذا الأمر حيث سيحرر صكين بذلك لكل طرف صك إثبات نسب وصورة منه يبقى في ملف المعاملة لدى المحكمة. جدير بالذكر أنه منذ أسابيع عاد الطفلان علي ويعقوب برفقة أسرتيهما للسعودية وذلك بعد انتهاء البرنامج ألتأهيلي بتركيا والذي استمر لمدة ثلاثة أشهر في مدينة أنطاكية. وفي تصريح خاص ب(الرياض) تحدث الأب السعودي محمد بن سالم آل منجم مبدياً سعادته بصدور صكي نسب الطفلين وأضاف لقد ذهبت مع أسرتي وأخي التركي يوسف وأسرته لنبدأ البرنامج ألتأهيلي الذي أعددناه بأنفسنا من تركيا حيث تم وضع الطفلين علي ويعقوب في إحدى الروضات بتركيا وتحديدا في مدينة أنطاكية لمدة ثلاثة أشهر بهدف تعليم اللغة التركية لابننا علي والذي أصبح الآن ولله الحمد يتقنها بطلاقة وقد كان لتواجدنا جميعاً معهما دور كبير في زرع الطمأنينة في نفسيهما وخصوصاُ ابننا علي الذي لم يتأقلم بعد مع مجتمعه الجديد بتركيا , وهنا أشير إلى أن مصاريف السفر والإقامة والبرنامج ألتأهيلي بتركيا كانت جميعها من تخطيطنا وتنفيذنا وعلى حسابنا الخاص كأسرتين دون الرجوع لوزارة الصحة التي تخلت سابقاً عن إكمال خطة البرنامج ألتأهيلي الذي وضعته , لكننا ولله الحمد بدأنا الآن نلمس ثمار قرارنا الذي اتخذناه , ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - الذي لم يدخر شيئا في سبيل دعمنا وتوفير ما نحتاج إليه وليس ذلك بمستغرب من ملك الإنسانية كما أتوجه بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية والأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية والأمير محمد بن نايف نائب وزير الداخلية للشؤون الأمنية على ما لقيت منهم من دعم مادي ومعنوي ووقفة أبوية مذللين كافة الصعاب والعقبات التي واجهناها كما أشكر أخواني أبناء وطني الحبيب الذين وقفوا بجانبنا منذ البداية. وعن وضعهم الحالي قال آل منجم : لقد قمنا بعد عودتنا من تركيا قبل أسابيع بإلحاق ابنينا علي ويعقوب بإحدى الروضات بمنطقة نجران وذلك بهدف تعليم اللغة العربية لابننا يعقوب الذي لم يتقنها بعد وكذلك لتعليمها أيضاً لابننا علي ليتقن قراءة القرآن الكريم. وحول إقامتهما الحالية قال آل منجم : نقيم حاليا كاسرتين في نفس المنزل الذي قامت وزارة الصحة باستئجاره سابقاً ونحن مسرورون جدا بتواصلنا معاً كأسرة واحدة. وفي ختام حديثه عبر آل منجم عن رضاه عن نتائج البرنامج ألتأهيلي الذي قاموا به بجهود ذاتية وما زالوا مستمرين في تنفيذه , موضحاً أن ما أبداه الطفلان من تجاوب يبعث على التفاؤل ونظرتي للمستقبل مشرقة وأتمنى أن تدوم العلاقة بيننا كأسرة واحدة فمن الصعب نسيان أو التخلي عن أي من الطفلين فكلاهما اصبحا ابنينا وحبنا لهما لا يعرف الحدود. تجدر الإشارة إلى أن الطفلين يعقوب وعلي كانا قد أعطي كل منهما بطريق الخطأ لعائلة الأخر بعد ولادتهما في مستشفى الملك خالد بنجران وبعد مرور خمس سنوات اكتشف الخطأ وخضعا لبرامج تأهيلية لدمج الطفلين في مجتمعهما الجديد.