على رغم مضي أربعة أعوام على إعادة طفلي نجران إلى ذويهما، إلا أنهما لا يزالان يتحدثان لغتين مختلفتين عن أسرتيهما، فصباح أمس كان مأزقاً لعائلة الطفل السعودي، بسبب التحاق ابنها بالمدرسة التي تتحدث اللغة التركية. والدتا الطفلين علي ويعقوب تعيشان وضعاً نفسياً سيئاً، لمفارقة كل واحدة منهما طفلاً ربته وسهرت من أجله سنوات عدة، كما كثرت أسئلة ابنيهما الحقيقيين عن الآخر، والعائلة التي ترعرع وسط منزلها. وقال الأب التركي يوسف جوجة ل«الحياة» أمس من تركيا، إن الطفل علي لم يتأقلم بالصورة المطلوبة في المدرسة في أنطاكيا، وأصبح كثير السؤال عن يعقوب، مطالباً بأن يكون إلى جواره في المدرسة، ناهيك عن الوضع السيئ لأمه، فيما أكد السعودي محمد آل منجم أن يعقوب كثير السؤال عن علي، ويريده إلى جواره، والأم التركية التي ربته. بدوره، وجّه المدير العام للتربية والتعليم للبنين في منطقة نجران علي الشمراني، إدارة ومعلمي مدرسة الأحفاد الأهلية بوضع برنامج ترفيهي وتربوي وفق خطة محددة، لتأهيل الطفل السعودي يعقوب الذي التحق بالدراسة أمس، بعد أن عاد إلى أسرته السعودية على خلفية قضية تبديل طفلي نجران، التي حدثت قبل 6 سنوات في مستشفى الملك خالد في نجران. وأكد الشمراني أن المؤسسات التربوية والتعليمية ذات العلاقة ستتعامل مع وضع الطفل يعقوب كحالة خاصة، لإعادة تأهيله نفسياً وتربوياً، ليندمج مع زملائه في مجتمع المدرسة، ومن ثم يتبعها برنامج تعليمي وفق الوسائل الحديثة المتنوعة، التي تكسبه المهارات اللغوية وأبجدياتها. من جانبه، أوضح مدير مدرسة الأحفاد الأهلية في نجران عبدالله الغامدي، أن إدارة ومنسوبي المدرسة استقبلوا الطفل يعقوب صباح أمس بالحلوى والألعاب المسلية، إذ استمر في المدرسة مع زملائه الطلاب والمعلمين قرابة الساعتين، ثم غادر إلى منزل أسرته برفقة والده. وذكر أنه تم وضع خطة ترفيهية تربوية للطفل يعقوب، بالتعاون مع الأقسام ذات العلاقة في الإدارة العامة للتربية والتعليم، مشيراً إلى أنها تبدأ بوضع برنامج ترفيهي متنوع يستمر أسبوعين، حتى تتحقق الأهداف المنشودة للمرحلة التمهيدية للطفل يعقوب، ثم تتبعها خطة تأهيلية في أساسيات تعلم مهارات اللغة العربية، وستدعم بالوسائل التقنية الحديثة، التي تكسبه المعارف والمهارات اللازمة، وفق أساليب التدريس المتطورة.