يعاني جميع المواطنين (العاديين) بدرجات متفاوتة من صعوبة الحصول على خدمات صحية تتناسب مع الميزانيات الضخمة التي خصصتها الدولة للقطاعات الصحية ونأمل إن شاء الله أن تتحسن الأحوال كثيراً بعد تعيين الجراح الشهير الدكتور عبدالله الربيعة وزيراً للصحة فمن نجح في فصل عشرات التوائم السياميين عن بعضهم ليتمتعوا بحياة أفضل وتمكن من استئصال آلام الأورام الخبيثة والحميدة من أجساد المرضى سيتمكن بإذن الله من فصل بعض المسؤولين عن كراسيهم الملتصقين بها منذ سنوات طويلة واستئصال أورام الوزارة لنتمتع بخدمات طبية أفضل بإذن الله. أما إخواننا الذين ابتلاهم الله بمرض السرطان فهم يعيشون مأساة حقيقية تتمثل في عدم قدرة المستشفيات الحكومية على استيعابهم وتخليها عنهم في أيامهم الأخيرة وعدم قدرة المستشفيات الخاصة على معالجتهم لهذا نشأت لدينا جمعيات خيرية متخصصة كالجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان لمساعدة المحتاجين منهم للسكن والإعاشة وتذاكر السفر ورغم الجهود الخيرة المتميزة التي تبذلها،وتفاني وإخلاص وتخصص مؤسسيها والقائمين عليها إلا أن إمكانياتها المادية البسيطة بسبب جهل الكثيرين لوجودها وجهودها الإنسانية الخيرة وقبولها للزكاة والصدقات والتبرعات والأوقاف يحد كثيراً من نشاطها وتطلعاتها وقدرتها على مساعدة جميع مرضى السرطان الذين تزايدت أعدادهم في بلادنا الغالية بدرجة مخيفة اضطرت معها وزارة الصحة الى إيقاف نشر إحصائيات المصابين به منذ ست سنوات. ونظراً لأن غالبية مرضى السرطان في المملكة يصلون للمستشفيات في مرحلة متقدمة تقل فيها نسبة شفائهم ووجود أمراض سرطانية تزيد نسبة شفائها إذا تم اكتشافها في مراحلها الأولى فقد أنشأت الجمعية مركزا خيريا مجانيا للكشف المبكر عن السرطان يعمل فيه نخبة من المتخصصين المخلصين المتفانين في عملهم واستقبل المركز عدة آلاف من المواطنين وقام بترتيب علاج المرضى منهم في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومدينة الملك فهد الطبية ولم يكتف المركز بذلك بل اتفق مع شركة متخصصة لتصميم مركز طبي متنقل للكشف المبكر عن السرطان بتكلفة ثلاثة ملايين ريال للقيام بجولات على مناطق المملكة وفحص أكبر عدد ممكن من المواطنين واكتشاف المرض في مراحله الأولى وإنقاذ حياة الكثير من الأبرياء من خطورته القاتلة. ونظراً لمحدودية إمكانيات الجمعية وكثرة التزاماتها وعدم قدرتها على تأمين هذا المبلغ فقد قمت برفقة صديقي العزيز العضو الفعال في الجمعية بزيارة رجل البر والإحسان الشيخ عبدالعزيز الجماز دون سابق معرفة وخلال دقائق معدودة أبدى موافقته الفورية على تبرع (دومينوز بيتزا) بثلاثة ملايين ريال لتأمين المركز المتنقل فأجرينا اتصالاً بالداعم الكبير للجمعية الأستاذ تركي السديري رئيس تحرير صحيفتنا العزيزة الرياض وأبلغناه بالخبر السعيد فأبدى سروراً بالغاً وتبرع بصفحة ملونة كاملة لنشر شكر من الجمعية للشيخ عبدالعزيز الجماز ولم تشغله رئاسة تحرير أكبر صحف المنطقة ومسؤولياته وارتباطاته المتعددة عن متابعة إعلان للجمعية الخيرية والتأكيد على نشره في أهم صفحات الجريدة. ومن خلال صحيفتنا العزيزة الرياض أشكر جميع داعمي الجمعية وأناشد إخواني الميسورين تقديم صدقاتهم وزكاتهم وتبرعاتهم لمساعدة مرضى السرطان المحتاجين الذين منعهم الألم من كسب قوتهم وتخفيف معاناة من يحتضرون منهم ويعتصرهم الألم والحزن على مصير أطفالهم الذين سيعانون بعد وفاتهم من اليتم والتشرد والفقر. كما أدعو إخواني المواطنين والمواطنات لزيارة مركز الكشف المبكر في مدينة الرياض لإجراء فحوصات طبية فورية مجانية في قسمين منفصلين للرجال والنساء للاطمئنان على صحتهم وسلامتهم من مرض قاتل قد يصيبهم ويفاجئهم ويفجعهم مهما كانت مكانتهم ونفوذهم وثرواتهم وحرصهم وعنايتهم بصحتهم.