أكد رئيس وأعضاء لجنة القطاعات الإستراتيجية بغرفة الشرقية أن انطلاقة منتدى "التوطين .. الفرص والتحديات" الذي تنظمه غرفة الشرقية يوم الاثنين المقبل (23/3/2009 )، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، ستؤسس لخارطة طريق هدفها الوصول لأعلى مستويات التوطين في المشاريع الاستثمارية والتقنية والموارد البشرية، مشيرين إلى أن المنتدى سيشكل حلقة وصل بين مختلف القطاعات الاستراتيجية في المملكة سواء على المستوى الحكومي أو القطاع الخاص . وقال رئيس لجنة القطاعات الإستراتيجية المهندس خالد الزامل ان الفكرةالاساسية من المنتدى هي توطين الأعمال والتقنية وتوطين الموارد البشرية، وأن المطلوب هو خلق ثقافة نعمل على وضعها كي ندخل في رحلة نعتمد فيها على أنفسنا بعد توفيق الله ونعطي الأفضلية والأولوية للمواطن السعودي، إذ نطمح أن يكون هذا المواطن مقاولا أو مهندسا في أي مكان في العالم، بعد أن نعتمد عليه في تنفيذ كافة أعمالنا المحلية، وذلك ضمن حلقة متكاملة، منها تشجيع الاستثمار، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وتأهيل المواطن السعودي، حينها نستطيع إيجاد تنمية شاملة . من جانبه قال عضو اللجنة رياض الربيعة ان التوطين يأتي على عدة مستويات فهناك توطين الاستثمار، وتوطين التقنية، وتوطين الوظائف، وتوطين الأموال، وتوطين المفاهيم، وتوطين السلوك، مشيرا الى ان التوطين عبارة عن منظومة متكاملة من المفاهيم ، تؤدي في محصلتها إلى رفع مستوى أداء وحياة ورفاه المواطن، فالتوطين وسيلة هدفها المواطن الذي هو هدف التنمية الشاملة. وفي هذا المجال يرى الربيعة ان المطلوب منا جميعا دعم مشاريع التوطين، على مختلف المستويات، والمطلوب من الدولة كما هو حاصل في بعض المستويات توفير الحوافز التي تؤدي في المحصلة النهائية إلى تنظيم الأوضاع بشكل كامل، ولا يمكن الاستغناء في ذلك عن خطة متكاملة تحدد المسؤوليات، وترصد الأهداف، والصورة النهائية التي نسعى إلى تحقيقها، فنعرف ان هذه الارض مثلا خصصت لأن تكون مشروعا سياحيا، او مشروعا صناعيا، او مشروعا زراعيا، ونوفر المواد والحوافز لتأهيلها لهذا الهدف الذي وضعت من اجله، وذلك ضمن خطة واضحة المعالم. وأشار إلى أن الوضع الذي نحن فيه في الوقت الحاضر، بكل ايجابياته وانجازاته، على مختلف الصعد، ما كان له ان يكون لو لم يكن هناك أناس مخلصون خططوا ورسموا ونفذوا منذ حقبة الستينات في القرن الماضي، واليوم نحصد ما زرعوا، حيث كانت الصورة واضحة أمامهم بما ستصل إليه البلاد من تطور وتقدم، فبمستوى التخطيط الذي تم نحن نحصد، والأجيال المقبلة سوف تكرر ما عملناه، وما خططنا له، مشيرا إلى تجربة واضحة للعيان وهي الهيئة الملكية بالجبيل وينبع كنموذج للتوطين، فهي هيئة مستقلة انطلقت انطلاقة جيدة، وساهمت في التخطيط وتوفير الظروف للآخرين من الشركات والمصانع للإنتاج والإبداع، فكان لها ذلك. وتحدث عن (منتدى التوطين .. الفرص والتحديات) وقال إنه خطوة أولى للوصول إلى الهدف البعيد، وهو تحقيق أعلى نسبة من التوطين بمختلف مستوياته، فقد تم من خلال اجتماعات لجنة القطاعات الاستراتيجية رصد الفرص الاستثمارية في بعض القطاعات، وأملنا أن نصل إلى إنشاء شركة وطنية للمقاولات كبيرة تقوم بدور في وضع الخطط، والتنفيذ والصيانة للمشاريع الكبيرة في البلاد. من جانبه أوضح عضو لجنة القطاعات الإستراتيجية ناصر سعد المدرع أن من الخطوات الهامة لتحقيق مفهوم التوطين هو إيجاد حلقة تواصل بين القطاعات الإستراتيجية العاملة، فهذا التواصل سوف يحقق تبادل المنافع والمعلومات بين كافة الأطراف، وهذا ما سوف يذلل كافة الصعوبات، بالتالي تحقيق التنمية المستدامة والتطوير المستمر. ودعا المدرع إلى إنشاء قاعدة بيانات تضم جميع الفرص الاستثمارية على مستوى المملكة، يستفيد منها حتى المستثمر الأجنبي، فمن خلال هذه القاعدة يتم توطين الصناعات، وتبادل الخدمات بين القطاعات، من هنا تأتي أهمية المشاركة في الموقع الذي أنشأته غرفة الشرقية مؤخرا، بموجب توصيات لجنة القطاعات الاستراتيجية والذي يحتوي على الفرص الاستثمارية من خدمات ومواد تحتاجها القطاعات الإستراتيجية نفسها.. وأشار المدرع إلى أن منتدى التوطين هو حلقة أولى ضمن رحلة طويلة من التوطين، فالمنتدى يسعى لتحقيق التواصل والتناغم بين القطاعات وطرح الفرص الاستثمارية المتاحة. من جانبه قال عضو اللجنة سامي عبد الغني إن مسألة التوطين تحتاج إلى قرارات صارمة من الشركات والمؤسسات الكبيرة (مثل شركات ارامكو السعودية، وسابك، والسعودية للكهرباء، والمؤسسة العامة للتحلية ، وشركة معادن ) وغيرها بأن تبدأ في شراء السلع والخدمات من السوق المحلية أولا، وإذا لم تتوافر نلجأ إلى الخارج، ونكون على قدر من الشجاعة لتحمل المشاكل الناجمة عن هذا التوجه.. وطالب عبد الغني الأجهزة المعنية في الدولة بتعزيز مساندتها رجال الأعمال في عملية التدريب، وقال: لا نعني بذلك مجرد تدريب الموارد البشرية، التي هي بمثابة تدريب تأسيسي لعناصر لا كفاءة لها، وإنما نأمل في الدعم لتدريب الخبير والكفء لزيادة خبرته ورفع مستوى كفاءته. وقال عبد الغني إن توطين التقنية لا يتم أيضا إلا بالبحث العلمي، أولا، ونقل الخبرات من الشركات الأجنبية ثانيا. وأكد أن المنتدى الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز هو خطوة اولى في الطريق الطويل، هدفه نشر الوعي بالتوطين، وتحقيق المزيد من التعاون والتجاوب من جميع الأطراف، للوصول إلى هذا الهدف.