لم يخسر حارس الهلال والمنتخب السعودي محمد الدعيع وهو الذي يقف على رأس هرم الحراس المتميزين في قارة آسيا الرهان وهو يرشح حارس الشباب وليد عبدالله ليكون خليفته في الملاعب. فالدعيع الذي ذاد عن مرمى المنتخب السعودي بجميع فئاته لأكثر من 20 عاما دون منافس قبل أن يعلن اعتزاله الدولي قال ذات حديث صحفي انه لا يجد أحدا أكثر قدرة على شغل موقعه في عرين المنتخب السعودي أفضل من وليد عبدالله. وأردف قائلا: "وليد حارس يملك إمكانات كبيرة، فهو بالإضافة إلى إمكاناته البدنية الرائعة، يتميز بمهارات فائقة كافية لأن تجعله الحارس الأول في السعودية، إذا ما التزم بتدريباته واستمع لنصائح مدربيه". وبدا واضحا أن الحارس الشبابي لم يفوت هذا الإطراء الذي جاءه على طبق من ذهب من حارس القرن في قارة آسيا وعميد لاعبي العالم لينطلق مزاحما حارسي ناديه سعيد الحربي ومحمد خوجه اللذين كانا يتنافسان على الخانة الأساسية ليزيحهما عن طريقه محتكرا الموقع الذي لم يأت له إلا بعد جهد جهيد، لاسيما وأن خوجه كان حارس المنتخب السعودي الأساسي حتى ما قبل عامين، وتحديدا في "خليجي 18" في أبوظبي عام 2007، ولم يكتف وليد بذلك إذ واصل جموحه بغية اقتحام قائمة المنتخب الوطني الأول بعد أن وصل للمنتخبات السنية، غير أن الطريق لم تكن سالكة في ظل تميز عدد من الحراس الشباب وأصحاب الخبرة في الأندية الأخرى كمبروك زايد وتيسير آل نتيف في الاتحاد وياسر المسيليم ومنصور النجعي في الأهلي وعساف القرني في الوحدة وغيرهم، غير أن ذلك لم يئد طموحاته حيث استطاع أن يدخل قائمة المنتخب كحارس ثالث بعد المسيليم وعساف القرني وذلك في بطولة كأس آسيا التي جرت في صيف 2007، غير أن بقاءه احتياطيا لم يدم طويلا إذ سرعان ما اقتحم التشكيلة الأساسية مزيحا منافسيه ليقف كسد منيع للعرين السعودي في "خليجي 19" التي أقيمت في مسقط في يناير الماضي. ولا يعلم الكثيرون أن هذا الحارس الذي لم يتجاوز ربيعه الثالث والعشرين والذي بات اليوم رقما صعبا ليس على مستوى الحراسة المحلية بل الخليجية كاد أن يودع الكرة قبل عام من الآن بسبب ظروف أسرية خيمت عليه ما أفقده توازنه وأثر على مستواه بعد أن فقد طفلته الثانية وهو الذي كان قد فقد طفلته الأولى إبان مشاركته مع المنتخب في كأس آسيا، ليتعرض لضغوط إعلامية كبيرة كادت أن تعصف بمستقبله الكروي. يقول وليد عبدالله عن هذه الفترة: "لقد كان بيني وبين الاعتزال قرار، بعد ان اختمرت فكرة تطليق الكرة في رأسي، إذ شعرت لحظتها ان البعض يريدني كآلة تعمل بلا أحاسيس أو مشاعر في وقت كنت أعيش مع ابنتي التي كانت تلازم غرفة العناية الفائقة وضعا نفسيا صعبا، ولولا حبي للشباب لما مثلت الفريق في تلك الفترة التي ساهمت في هبوط مستواي". واستطاع وليد الذي تلقبه جماهير الشباب تارة ب "العنكبوت" لأنه يغزل خيوطه على مرماه، وأخرى بثعبان "الأناكوندا" الذي يعتبر أكبر الأفاعي وأقواها في العالم، استطاع ان يتجاوز محنته بسرعة بعد ان وجد وقفة مميزة من إدارة ناديه لينطلق نحو إبداعاته التي فرضته الحارس الأول في المنتخب السعودي حيث مثله في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2010 وكذلك في "خليجي 18" وتمكن من الذود عن المرمى الأخضر ببسالة لاسيما في البطولة الأخيرة التي اختتمها دون أن يلج مرماه إلى جانب الحبسي أي هدف كاسرين الرقم الذي كان مسجلا باسم الحارس الكويتي أحمد الطرابلسي، بيد ان ذلك لم يكن كافيا ليمنح منتخب بلاده اللقب حيث خسر في النهائي الذي انتهى سلبيا بضربات الترجيح على يد المنتخب العماني، ورغم أن الترشيحات كانت تصب لصالحه للفوز بجائزة أحسن حارس في البطولة إلا أن الجائزة ذهبت للعماني علي الحبسي المحترف في بولتون الانجليزي الذي شاطره التألق غير أن قيادته لمنتخب بلاده للفوز باللقب سهلت مهمته في الفوز بالجائزة. ولم يكن فوز الحبسي بجائزة أحسن حارس في "خليجي 19" مانعا له من الاعتراف بقدرات الحارس السعودي إذ أكد بأنه واحد من أروع الحراس في الخليج مرشحا إياه للاحتراف في أوروبا. وتلقى وليد عبدالله – بالفعل- عرضا للاحتراف في ليون الفرنسي عبر احد الوسطاء غير أن الأمور لم يكتب لها النجاح، ويرجع وليد السبب في ذلك لإفشائه المفاوضات قبل ان تدخل حيز الرسمية "العرض جاءني عن طريق أحد الوسطاء وتسرعت في الإعلان عنه في وسائل الإعلام لأنه كان يجب عليّ التأني حتى تأخذ الأمور الجوانب الرسمية وهي غلطة ستفيدني في المستقبل". ولازال وليد عبدالله الذي يجمع بين حسن الأخلاق والأداء الفني الراقي يحلم بأن يكون الحارس السعودي الأول الذي يقتحم أسوار الاحتراف في أوربا حيث لم يسبقه إلى ذلك احد ويقول:"الاحتراف في احد الأندية الأوروبية حلم يراودني، ولا أجد ذلك مستحيلا، فأنا قادر على ذلك، وسأجتهد أكثر حتى أقدم نفسي بالصورة التي تتيح لي ذلك". ويضيف: "تجربة الحارس العماني علي الحبسي تغريني، فقد تطور مستواه بشكل لافت منذ ان وضع أقدامه في أوروبا، وقد نصحني بالعمل على تحقيق ذلك لأنها البوابة الأكبر لاقتحام العالمية". ويكشف وليد عبدالله الذي يعيش حاليا فرحة عارمة بعدما قاد الشباب لتحقيق كأس الأمير فيصل بن فهد بعد الفوز على النصر بعد تألقه في التصدي لثلاث ضربات ترجيحية أن حلمه الكبير حاليا هو المساهمة مع زملائه في المنتخب السعودي للوصول لكأس العالم في جنوب أفريقيا رغم تضاؤل الفرصة.