أوضح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي أن المتتبع للنهضة الشاملة التي تعيشها المملكة في جميع المجالات وخاصة في المجال الصحي يجد صعوبة في متابعة ملامح هذه النهضة بدقة نظرا لسرعة تطورها، وانتشارها وشمولها لجميع مناطق المملكة حتى وصلت بلادنا الغالية إلى مستوى يضعها في مصاف الدول المتقدمة في مجال الرعاية الصحية والعلاجية. وكشف سموه خلال كلمة ألقاها أمس في اللقاء الصحفي الذي عقد بمناسبة احتفال الجمعية باليوم العالمي لمرضى الفشل الكلوي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في فندق الفورسيزون في الرياض أن احتفال الجمعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم «باليوم العالمي للكلى» يأتي امتدادا للتعاون الذي بدأ بالاحتفال «باليوم العالمي للكلى لعام 2008 م» وانطلاقا من الحرص على توعية وتثقيف جميع أفراد المجتمع بما فيهم الطلاب والطالبات حول الوظائف الحيوية التي تقوم بها الكلى والأمراض التي قد تتعرض لها الكلى وتؤدي إلى تعطيلها عن القيام بوظائفها وأساليب الوقاية منها تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية - حفظه الله - على المشاركة الفاعلة في المناسبات العالمية المرتبطة بصحة الإنسان. وقال سموه «إن الأمراض المزمنة غير المعدية وأمراض الكلى على وجه الخصوص باتت تمثل تهديدا للصحة العامة حيث يوجد حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية ما لا يقل (500) مليون شخص في العالم يعاني من مشاكل في الكلى وهذه الحقيقة العلمية تستدعي من الجميع اهتمام والتركيز على ضرورة الكشف المبكر لأمراض الكلى ومعالجتها قبل الانتقال إلى مرحلة الفشل الكلوي النهائي وبالتالي حاجة المريض إلى إجراء العلاج المعاوض والمتمثل في إجراء الغسيل الكلوي أو زراعة الكلى والتي تسبب عبئ اقتصاديا على ميزانية الرعاية الصحية في الدول المتقدمة وبشكل أكبر على الدول النامية وبتكلفة تراكمية للغسيل وزراعة الكلى قدرها (تريليون دولار خلال العقد القادم) بما فيها التكاليف الرأسمالية للأجهزة الطبية والصيانة والقوى العاملة إضافة إلى الأعباء الاجتماعية والنفسية للمرضى والتي تحد من إنتاجيتهم ومساهمتهم في بناء المجتمع». من جهته قال المدير العام التنفيذي لمركز الأمير سلمان لأمراض الكلى المشرف العام على الحملة التوعوية لأمراض الكلى الدكتور خالد بن عبدالعزيز السعران«إن نسبة الإصابة بالفشل الكلوي في المملكة تتراوح بين 90 إلى 110 أشخاص لكل مليون نسمة في المملكة يصابون بالفشل الكلوي، فيما وصلت في أمريكا إلى 250 شخصاً لكل مليون نسمة، ونحو 300 شخص لكل مليون نسمة في دول آسيا». وأضاف أن بعض الدراسات تشير إلى أن نسبة الإصابة بأمراض الكلي عالميا تصل إلى واحد من بين كل 10 أصحاء، بالإضافة إلي ذلك فإن مرضي الكلى أكثر عرضة للوفاة بنسبة 10 إلى واحد مقارنة بمرضي الأزمات القلبية والسكتة الدماغية. وأشار إلى أن الإحصاءات تؤكد أن هناك 500 مليون مصاب بأمراض الكلي حول العالم، ومليون حالة وفاة سنويا بسبب أمراض القلب المرتبطة بأمراض الكلى المزمنة. وبين الدكتور السعران انه يوجد أكثر من 1.5 مليون مريض كلى حول العالم يعيشون اعتمادا علي الغسيل الكلوي أو عمليات الزراعة، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد هؤلاء المرضي خلال السنوات العشر القادمة. وأضاف بأن مرض الكلى يمكن اكتشافه في مرحلة مبكرة من خلال القياسات بالتحاليل الضرورية والمراقبة المنتظمة لارتفاع ضغط الدم، مؤكد أهمية التقصي والكشف المبكر لهذا المرض للحد من تطوره. مشيراً إلى أن المصابين بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم يتعرضون في اغلب الأحيان إلى هذا المرض. وأفاد الدكتور السعران أن مركز الأمير سلمان لأمراض الكلى يطلق يوم غداً السبت الحملة الطبية التوعوية لأمراض الكلى والتي تتزامن مع احتفالات اليوم العالمي للكلى، وستقيم مخيمأ مفتوحاً لتقديم عيادات مجانية بهدف التقصي المبكر لأمراض الكلى والوقاية من القصور الكلوي المزمن بالاضافة الى معرض مصاحب للحملة.