الحمد لله رب العالمين والصلاة على سيد المرسلين وخاتم الرسل والنبيين محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه ومن والاه إلى يوم الدين. وبعد: فجامعة الحدود الشمالية من أغلى هدايا خادم الحرمين الشريفين أيده الله بنصره لأبناء المنطقة أسوة بهدايا مقامه الكريم لبقية مناطق المملكة العربية السعودية فجزاه الله عن شعبه الكريم خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته. ولعل القارئ الكريم يلاحظ بما لا يدع مجالا للشك - بعد نظر القيادة الرشيدة في توطين التعليم العالي في كافة مناطق المملكة لتستكمل بناها التحتية ولتأخذ نصيبها من التنمية الشاملة وليسير توطين التعليم العالي جنباً إلى جنب مع مشروع خادم الحرمين الشريفين الحضاري للابتعاث الخارجي لتحقيق كل مافيه رفعة الوطن ورفاهية المواطنين وخدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء. وبعد صدور التوجيه السامي الكريم بإنشاء الجامعة في منطقة الحدود الشمالية تعهدها صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية يحفظه الله بالرعاية والمتابعة، يتابع تطورها أولاً بأول، ويطمئن على سير العمل في إدارتها العليا وكلياتها ومشاريعها ويذلل كل ما يواجهها من عقبات. كما حظيت الجامعة باهتمام ومتابعة مقام وزارة التعليم العالي جرياً على منهجيتها في كل أعمالها ومشاريعها فصدرت توجيهات معالي وزيرها الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري، للبدء بإنشاء المدينة الجامعية وفرعها في رفحاء، تنفيذاً لرغبة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - وتم تكليف سعادة المستشار والمشرف العام على الشؤون الإدارية والمالية بالوزارة الدكتور علي بن سليمان العطية بمتابعة مشروع المدينة الجامعية وإسكان أعضاء هيئة التدريس، ومازال سعادة المستشار يبذل قصارى جهوده من خلال اتصالاته وزياراته للمشاريع الجامعية بتوجيهات من معالي الوزير لإنجازها وفق المدة الزمنية المحددة، ووفقاً لأرقى المعايير الإنشائية، وتبذل جامعة الملك عبدالعزيز «الجامعة الأم» ممثلة بمعالي مديرها الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب (مدير الجامعة المكلف) جهوداً تذكر، فتشكر، لتأسيس الجامعة على قواعد راسخة ومتينة وتوفير كل ما يلزم لاستكمال بنيتها الأكاديمية والإنشائية والإدارية وهيكلها التنظيمي وجند إمكانيات جامعة المؤسس «الجامعة المشرفة» وخبرتها التراكمية لخدمتها «مما جعل جامعة الحدود الشمالية» أسرع جامعة حديثة أوشكت على استكمال بنيتها الأساسية في فترة زمنية قصيرة، وتهيأت للانطلاق ببرامجها في كافة المسارات نحو التميز - بمشيئة الله تعالى - ثم بفضل الدعم غير المحدود من لدن القيادة الرشيدة ممثلة بوزارة التعليم العالي وجامعة المؤسس، فارتفع عدد كلياتها إلى (14) كلية جامعية منها (7) كليات في عرعر وهي (التربية والآداب والطب والعلوم الطبية والتطبيقية والتمريض والهندسة والعلوم والمجتمع) و(3) كليات في محافظة رفحاء وهي (الكلية الجامعية للبنات والحاسبات وتقنية المعلومات وكلية المجتمع) وكليتان في محافظة طريف هما (المجتمع للبنين والبنات) وتجري حالياً الاستعداد لإنشاء كلية الصيدلة برفحاء وكلية إدارة الأعمال بعرعر. كما أننا نتوقع بمشيئة الله تعالى افتتاح كليات نوعية أخرى في محافظات المنطقة تدريجياً مع تطور الجامعة. الجدير بالذكر أن إدارة الجامعة العليا والإدارة العامة باشرت أعمالها في مبناها المؤقت بمدينة عرعر، بالإضافة إلى تعيين وكلاء الجامعة واستكمال جهازها الإداري والمالي كما بدأت العمادات المساندة بالجامعة (عمادة القبول والتسجيل وعمادة شؤون المعلمين وعمادة المكتبات وعمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر) بممارسة أعمالها وتقديم خدماتها بعد تسمية عمدائها، وما زالت جهود مقام الوزارة وجامعة المؤسس مستمرة، لتقديم كل ما من شأنه النهوض بجامعة الحدود الشمالية وتمكينها للاعتماد بعد الله على نفسها في قيادة مسيرتها نحو التميز أسوة بالجامعات التي سبقتها في ظل القيادة الرشيدة. وفي الختام فإنني أسأل الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا وقيادتها الرشيدة وشعبها العزيز ويحميها من كل مكروه وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان، وأن يجعلنا لنعمه من الشاكرين ولسنة نبيه متبعين ولقيادتنا مخلصين، ولوطننا محبين وبوحدتنا الوطنية متمسكين ولأميرنا ووالدنا في منطقة الحدود الشمالية صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود مهنئين ومستبشرين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. * المشرف العام على الشؤون الإدارية والمالية بالجامعة عميد كلية التربية والآداب