نشرت الصحف السعودية على صفحاتها الأولى يوم الأربعاء الماضي 8 ربيع الأول 1430ه الموافق 5 مارس 2009م خبراً عن حجب بعض الجهات الحكومية 200 ألف وظيفة شاغرة لم ترفعها تلك الجهات إلى وزارة الخدمة المدنية، وبالتالي اتخاذ اللازم لشغلها. قد يعتقد البعض أن ما حصل هو مجرد إهمال أو تقصير روتيني، ولكنه في الواقع يتعدى ذلك بكثير كونه يحرم 200 ألف مواطن ومواطنة من سبل كسب العيش الشريف. نسمع كثيراً أن الذين يمارسون الإرهاب والتطرف كان دافعهم لذلك هو البطالة وعدم القدرة على إيجاد عمل، ونسمع كثيراً أن من أسباب عدم إقدام نسبة كبيرة من الشباب على الزواج، وبالتالي ارتفاع نسبة العنوسة لدى الفتيات هو ضيق ذات اليد، بسبب عدم الاستطاعة وانعدام مصدر للدخل (وظيفة)، ونسمع كثيراً أن السبب في انتشار ظاهرة سرقة السيارات والجوالات وحتى أنابيب الغاز هو البطالة وعدم وجود عمل، ونسمع كثيراً (وهذا هو الأخطر) أن سبب تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات هو البطالة وما تسببه من إحباط لدى الشباب وتوهمه بأن اللجوء للمخدرات والوقوع في براثن مروجيها هو الطريق الوحيد للهروب من الواقع الذي سببته البطالة. إن توظيف 200 ألف شاب وشابة يعني القدرة على الزواج وانحسار العنوسة، يعني الانخراط الجاد في الحياة والعزوف عن الأمراض الاجتماعية من المخدرات وما شابه ذلك، يعني القدرة على التسوق وبالتالي ازدياد القوة الشرائية وانتعاش سوق العقارات. باختصار إن توظيف 200 ألف مواطن ومواطنة يعني العمل والإنتاج وعيش حياة طبيعية كريمة.