أبرز العادات الرمضانية في بعض الدول العربية والإسلامية    إطلاق لائحة عضوية الهيئة السعودية للتخصصات الصحية    ذكرى وصورة من حج 1401ه    جمعية التنمية الأهلية بصبيا "نما" توقع شراكة مجتمعية مع بلدية المحافظة    مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يعيد مسجد الفتح إلى سابق عهده كتحفة معمارية    أمانة القصيم وبلدياتها تباشر معالجة أثار الحالة المطرية وتجمعات المياه    جمعية الدعوة بأجياد مكة توزع نحو 9800 وجبة إفطار صائم خلال 7 أيام من رمضان    مشروع التفطير الدعوي بالصناعية الجديدة بالرياض يواصل عطائه للعام ال 32 بعدد 12 الف وجبة ساخنة وجافة خلال رمضان لهذا العام 1446ه    برعاية خادم الحرمين.. مفتو الأمة الإسلامية وعلماؤها من جميع المذاهب يجتمعون بمكة    صدور موافقة خادم الحرمين على إقامة الحملة الوطنية للعمل الخيري في نسختها الخامسة عبر منصة "إحسان"    تشكيل الهلال المتوقع أمام الفيحاء    «سلمان للإغاثة» يوزع 1.227 سلة غذائية في جمهورية غانا    خطيب المسجد الحرام: رمضان موسم للخير والبركات فاغتنموه قبل فوات الأوان    المملكة ترحب باستضافة اللقاء المقرر بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا    السعودية ترأس أعمال الدورة 69 لاجتماع لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة    رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع سوريا    ألفاريز وسكول يتواجهان في المؤتمر الصحفي الأول قبل نزالهما المرتقب في "موسم الرياض"    وزير الخارجية يشارك في اجتماع الدورة (163) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية    مسلمو جمهورية سيراليون .. عادات رمضانية بطابع يعكس روح التآخي وعمق أصالة شعبها    هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية تشارك ب "MWC25"    ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنشاء احتياطي استراتيجي من عملة بتكوين المشفرة    مساء ماطر على الرياض.. و"الأرصاد" تتوقع استمرارها حتى الغد    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الوزاري المشترك بين مجلس التعاون ومصر    "بينالي الدرعية" تستعد للنسخة الثالثة بتعيين مديرَين فنيَّين    الوحدة يتغلّب على الرائد بثلاثية في دوري روشن للمحترفين    انقسام أميركي حاد حول سياسات ترمب وأثرها على الحكومة    تصرف كريم بنزيمة مع جماهير الاتحاد بعد لقاء القادسية    بلان يعترف بتراجع الاتحاد    الاتحاد يتعادل مع القادسية في الوقت القاتل من دوري روشن للمحترفين    رئيس محكمة استئناف جازان وقائد حرس الحدود بالمنطقة يزوران أسرة الخرد    انطلاق منافسات بطولة الاتحاد السعودي للرياضة الجامعية للكرة الطائرة    «الغذاء والدواء» : فوائد الكمّون لا تُغني عن الاستشارة الطبية    مسجد الرحمة بجدة.. أول مسجد في العالم يُبنى على سطح البحر    الإبل.. سيدة الصحراء ونموذج للصبر    محافظ أبو عريش يدشن مبادرة "صم بصحة" لتعزيز الوعي الصحي في رمضان    تعليم جازان يطلق جائزة الأداء التعليمي والإداري المتميز "متوهجون" في دورتها الثانية    هطول أمطار في 8 مناطق والقصيم الأعلى كمية    هجوم إسرائيلي على فيلم وثائقي فاز بجائزة الأوسكار صنعه فلسطينيون و اسرائيليين    وزارة التعليم و"موهبة".. تعلنان عن اكتشاف 29 ألف موهوب في المملكة    سمو أمير منطقة تبوك يستقبل عضو مجلس الشورى احمد الحجيلي    محافظ الطائف يشارك فرع وزارة الصحة حفل الإفطار الرمضاني    أفراح البراهيم والعايش بزفاف محمد    9500 معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال بينهم 350 طفلًا    موجز    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع لجنة الحج المركزية    17.6 مليار ريال إنفاق أسبوع.. والأطعمة تتصدر    تحذيرات أممية من شح الغذاء في القطاع.. وجنوب إفريقيا: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحاً للإبادة الجماعية    ابنها الحقيقي ظهر بمسلسل رمضاني.. فنانة تفاجئ جمهورها    تفاصيل مهرجان أفلام السعودية ب"غبقة الإعلاميين"    طبيبة تستخرج هاتفًا من معدة سجين    أوروبا تبحث تعزيز قدراتها الدفاعية بعد تعليق الدعم الأمريكي لأوكرانيا    لغة الفن السعودي تجسد روحانية رمضان    40 جولة لتعطير وتطييب المسجد النبوي    محافظ الخرج يشارك رجال الأمن الإفطار في الميدان    وزير الدفاع ونظيره السلوفاكي يناقشان المستجدات الدولية    أمير جازان يستقبل منسوبي الأمارة المهنئين بشهر رمضان    التسامح.. سمة سعودية !    وزير الدفاع يبحث مع نظيره السلوفاكي المستجدات    









صرخة عانس .. من جديد!!
نشر في المدينة يوم 10 - 02 - 2011


كتبت هنا مقالًا تحت عنوان “صرخة عانس” وذلك قبل عشرة أعوام، وشعرت حينها بمستوى الألم في نفوس الكثير من المجتمع حين قراءتهم لذلك المقال، وها هو عقد من الزمان يمر علينا ودون أن نرى الحل، بل تزايدت الظاهرة، وأرجو ألا يتهمني أحد بأنني أهول من الأمر، لأن من يعايش الناس ويعرف واقع الأرقام فحينها يدرك الحقيقة. وإذا أردنا أن نكتشف أي مشكلة ونسعى في حلها، فهذا يقوم علميًا على ثلاثة أركان، أولها دراسة حجم المشكلة للكشف عن مستواها وهل هي نادرة أم مظهر أم ظاهرة أم كارثة، ثم ثانيًا البحث عن الأسباب، ثم ثالثًا التوصية بالعلاج على ضوء معرفة الأسباب لحلها، وفي نظر الجميع اليوم بأن العنوسة قد أصبحت ظاهرة كبيرة وخطيرة ترمي بشررها على الحقوق الإنسانية للفتيات، والاستقرار الاجتماعي، والاقتصادي، والأمني، والأخلاقي. وإذا كانت العنوسة تعني من بلغت ثلاثين عامًا من الفتيات بلا زواج، فهذا يعني بلوغ مليون ونصف لهذا العمر بلا زواج وذلك حسب أرقام ما قبل عشر سنوات، وقد يكون العدد قد بلغ الآن المليونين، علمًا بأن هناك من هن دون الثلاثين ولم يتم احتسابهن لكونهن لم يبلغن سن العنوسة، لأن كل من بلغت خمسة عشر عامًا فقد دخلت في قطار الزواج، وفي تقديري أن العدد لا يقل عن مليونين، وبهذا يكون لدينا ما لا يقل عن أربعة ملايين شابة في سن الزواج وبلا زوج. ونظرًا للإحصائية الأخيرة لعدد السكان فقد بلغ المواطنون عشرون مليونًا ونصفهم من النساء، أي عشرة ملايين امرأة، وإذا خصمنا الأطفال دون الخامسة عشرة والكبار من المتزوجات فهذا لا يزيد عن ستين بالمائة بما يساوي ستة ملايين، وهذا يعني أن أربعين بالمائة من نساء الشعب السعودي بلا زواج، وهذه لا تعد ظاهرة فحسب بل كارثة اجتماعية ومظلمة نسائية وكذلك مظلمة شبابية لكونهم رهن العزوبية، ولكن من يتحمل هذه المشكلة؟. ونحن لا نشكو من قلة الشباب؛ فالذكور أكثر من الإناث حسب الإحصائيات، ولدينا ملايين من الشباب يحلمون في الزواج وبناء الأسرة، ولكن عجزهم عن الزواج ونفقات الزوجية منعهم من هذا الحلم، وبالتالي دفعوا هم والفتيات فضلًا عن أسرهم ثمن هذا الواقع الأليم، وعلاج مثل هذه المشكلة المتضخمة والمتوارثة والناتجة عن تقصيرات متوالية طوال عقود من الزمان لا يمكن حلها في يوم وليلة أو من جهة أو مؤسسة فضلًا عن أفراد، وإنما تكون بمبادرة استراتيجية كبرى تتولاها الدولة عبر حكومتها وبكل فعالية واستدامة. وليست المشكلة في أن الشباب لا يجدون الفتيات المناسبات، لأن الشاب إذا قدر على الزواج فلن يعدم القدرة في الحصول على زوجة، ولكن المشكلة الكبرى هي في القدرات المالية للشباب، فحينما يكون الشاب عاطلًا أو بمرتب ضعيف فلن يكون قادرًا على الزواج، وبالتالي فعلاج "البطالة" هي الركن الأول لأضلاع مشكلة العنوسة، ويأتي بعدها مشكلة "السكن"؛ لأنه يشكل قرابة نصف مصاريف النفقة غالبًا، وإذا حصل المواطن الشاب على سكن خاص بالتمليك ولو شقة صغيرة فيعني هذا تغطيته لنصف النفقة، وبهذين الركنين وأعني بهما تأمين "العمل والسكن" للمواطن نكون قد حققنا أكثر من 80% من علاج مشكلة العنوسة والعزوبية. ولو نظرنا إلى عدد عقود الزواج السنوية للمواطنين فنجدها بحدود مائة وعشرين ألف عقد نكاح سنويًا، وهذا يعني أن العنوسة الحالية تحتاج لأكثر من عشر سنوات لحلها وذلك في حال عدم احتساب الفتيات اللاتي بلغن سن الزواج وهن لا يقل عددهن عن عدد العانسات بحدود مليونين، وهذا أيضًا يعني بأننا نحتاج لعشر سنوات أخرى لحل هذه المشكلة، وهذا لا يشمل الجيل الجديد دون الخامسة عشر من الفتيات بما لا يقل عددهن عن مليونين وهن طالبات الابتدائي والمتوسطة وما دون السادسة واللاتي ربما يحتجن لعشر سنين أخرى، وبهذا نكون قد وصلنا إلى ثلاثين سنة مقبلة، وهذا يعني أن البنت التي تولد اليوم ستصبح بعد ثلاثين سنة عانس، وقبلها ما لا يقل عن ستة ملايين كذلك، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك ربع حالات الزواج تنتهي بالطلاق، إضافة لحالات الأرامل والمعلقات وغيرهما، ولذا فإن المرأة في مجتمعنا تعيش في الكثير من المظالم تجاه حقوقها، فكل بنت من بناتنا تستحق الزواج وبناء الأسرة والذرية. ونحن شعب قد جمع الله لنا بين نعمتين، إحداهما قلة عددنا حيث إن عشرين مليونًا لا يساوون سوى سكان مدينة في الهند أو الصين، وثانيهما كثرة خيرات بلادنا من النفط وغيره، ولذا فعلى الدولة واجبات كبرى ومتراكمة، والسكوت عن المشاكل أو التعامي عنها لا يحلها بل يزيدها استفحالًا. وأتذكر كلماتي الختامية في ذلك المقال حينما قلت: "ولنستحضر صرختها وهي تقول: ما إن وضعت رأسي على الوسادة حتى تداعى ذاك الشريط الذي يتكرر كل ليلة: يدي في يد عريسي ليلة الزفاف.. ولكنها أحلام.. فهل نسعى لجعلها حقيقة.. أرجو ذلك"؟!. issacom@gmail.com

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.