دعا رئيس ارامكو السعودية، كبير ادارييها التنفيذيين، الاستاذ عبدالله بن صالح جمعة، الى بذل المزيد من الجهود الرامية الى زيادة التعاون بين جميع الاطراف المؤثرة في صناعة الطاقة في عالم تتزايد نسبة اعتماد بعضه على بعض بصورة مضطردة، وذلك من اجل بناء مستقبل مشرق للطاقة لتحقيق الفائدة المرجوة لجميع المناطق والشعوب في العالم. جاء ذلك في كلمة رئيسة ألقاها الاستاذ عبدالله جمعة في «قمة الزيت» التي تضمنها المؤتمر السنوي لمؤسسة كيمبردج لبحوث الطاقة (CERA) لعام 2005م، الذي عقد في مدينة هيوستن من 14 الى 18 فبراير 2005م تحت شعار: «الارتقاء الى مستوى التحديات: تأمين مستقبل الطاقة»، بحضور اكثر من 1500 شخصية من كبار التنفيذيين وخبراء التخطيط والمحللين العاملين في مجال الطاقة من اكثر من 50 دولة. وعرض جمعة رؤية شاملة لموارد الطاقة في العالم، وكذلك موارد الطاقة المتعددة على المدى البعيد، مؤكداً ان البترول سيظل الركيزة الاساس لامدادات الطاقة في العالم في المستقبل المنظور، كما كان في القرن الماضي. وقال جمعة في معرض حديثه: «يجب ألا يتجاهل مؤيدو التحول الفوري من الاعتماد على الوقود العضوي الى مصادر بديلة للطاقة، مسألة تطوير تلك البدائل أولاً، واهمية العديد من المسائل المتعلقة بها التي بقيت دون حلول، وتزايد الطلب على التنمية الاقتصادية في العالم، وكذلك الحاجة الى القضاء على الفقر في مجال الطاقة الذي تعاني منه الدول النامية». واضاف جمعة بأن العالم سيكون على المدى البعيد في حاجة الى الاعتماد على الوقود العضوي والتقنيات البديلة على حد سواء، حيث اصبحت هذه البدائل قابلة للتطبيق من النواحي الفنية والتجارية، مما يجعلها تلعب دوراً كبيراً في توفير احتياجات العالم من الطاقة. ولكن في الوقت الراهن، ونظراً للهيمنة المستمرة للوقود العضوي، فإن تحسن العمل على الحد من الاضرار التي يلحقها هذا الوقود بالبيئة، ولو بصورة ضئيلة، سيؤدي بالتأكيد الى رفع مستوى الاداء البيئي على كوكب الارض. وأشار الى اربعة مجالات في صناعة الزيت تتطلب بذل المزيد من الجهود والتعاون الدولي من أجل تأمين مستقبل الطاقة في العالم. وهذه المجالات هي: زيادة الاستثمار في قطاعات التنقيب والانتاج، وتوسعة الطاقة الاستيعابية العالمية في مجال التكرير وتحسينها، وتحسين تقنيات الحماية البيئية، وكذلك زيادة الاستثمار في البنية التحتية للقطاعات المتعلقة بصناعة الزيت مثل، خطوط الانابيب والفرض، بما في ذلك التعاطي مع مسألة النقل الآمن للزيت عبر قنوات الشحن الاستراتيجية ومسارات النقل البحري. وأكد ان ارامكو السعودية تقوم بالدور المطلوب منها من خلال ضمان توفر امدادات الزيت عند الحاجة اليها. وقال في هذا المجال: «ان ارامكو السعودية مستمرة في البحث والتنقيب عن مصادر جديدة للزيت وتطوير مراحل الانتاج التي ستعمل، بإذن الله، على زيادة الطاقة الانتاجية القصوى الثابتة لأرامكو السعودية زيادة تدريجية، بما يتوافق مع زيادة الطلب على هذه السلعة الحيوية، لنتجاوز المستوى الحالي البالغ 10,5 مليون برميل الى 12 مليون برميل في اليوم». وسلط الضوء على استراتيجية السعودية النفطية التي تدعو الى زيادة الطاقة الانتاجية بفائض يتراوح ما بين مليون ونصف الى مليوني برميل في اليوم عن انتاجها الفعلي. وقد لعبت هذه الاستراتيجية التي تبنتها المملكة على الدوام دوراً محورياً في الحفاظ على استقرار السوق العالمية. كما اكد ايضاً على التزام ارامكو السعودية بتطبيق احدث الاساليب التقنية في اداء اعمالها، واوضح ان الشركة مستمرة في بذل المزيد من الجهود في جميع المراحل لتحسين الاداء البيئي لصناعة النفط لديها بصورة مضطردة، مع الاخذ بعين الاعتبار ان التقنيات الحديثة قد تحدث في يوم من الايام ثورة كبيرة في نظرتنا للزيت باعتباره مصدراً من مصادر الطاقة. وذكر ان هذه التقنيات الاستراتيجية تركز على ثلاثة مجالات هي: ازالة الكبريت من الخامات الخالصة ومنتجات الزيت، وتناول مسألة انبعاثات الغاز من البيوت المحمية، وابتكار وسائل قابلة للتطبيق فنياً واقتصادياً لتهذيب الزيت من اجل انتاج الهيدروجين. وتوقع عبدالله جمعة ازدياد التجارة الدولية في مجال صناعة الزيت بصورة جوهرية خلال العقود القادمة، مما يسهم مساهمة فعالة في السوق العالمية التي ترتبط ببعضها البعض بصورة متزايدة. كما دعا الى وضع سياسات عملية اكثر توازناً تتسم بعدم التحيز ضد قطاع الزيت لصالح مصادر الطاقة المنافسة. واختتم الاستاذ عبدالله جمعة كلمته بالتأكيد على اهمية التزام جميع الاطراف العاملة في مجال الطاقة بالوفاء بالتزاماتهم نحو اجيال المستقبل ونحو كوكب الارض الذي سترثه تلك الاجيال من بعدنا.