الإشكال المخيف في علاقة المجتمع السعودي مع المرأة والشباب أنه تختلط عليه الأمور..، ويمارس ثقافة الشك السلبي بشكل مثير لأكثر من علامة استفهام..؟؟ المرأة ليست سوى الأم والزوجة والأخت والابنة..، والشاب ليس سوى الأخ أو الابن والمجتمع في واقعه ليس سوى الرجل والمرأة.. مجموعة بشرية يتكون منها المجتمع تمارس سلطاتها الضابطة على الأفراد وفق ثقافة متراكمة اتفق عليها الجميع..، نعم الإشكال أن تلك الثقافة يصعب عليها التخلص من بعض موروثها السلبي رغم التغير الاجتماعي.. على سبيل المثال عمل المرأة ما زال البعض يتعامل معه وفق منظور الترف فيما هو حاجة اقتصادية عند الكثيرات.. أيضاً التوقع الإيجابي من الشباب ما زال يرتبط للأسف بمظهره الخارجي.. وإن كان صاحب منظومة أخلاقية ومرتكز قيمي سليم..، لأن المجتمع يرتكز على ثقافة المظهر الخارجي في تقييم الإنسان وكجزء رئيسي من تقييمه.. بين هذا وذاك ضاعت الكثير من الفرص للاستفادة من الكثير من الشباب وتأخرنا كثيراً في تمكين المرأة لأداء دورها التنموي..، بل إن البعض يعقيقها من أداء دورها الأسري تحت تأثير ثقافة النظرة السلبية للمرأة والتي نتوقع خطاها قبل صوابها مع أن بعض النساء تقوم بدورها ودور الرجل في غياب ثقافة القوامة كما ارادها الإسلام وليس جزءاً من المجتمع.. عمل المرأة اليوم ليس ضمن منظومة الترفيه بل هو حق لها وواجب عليها.. حق لها أن يتيحه المجتمع لها وفق ضوابط تحترمها كمسلمة وواجب عليها تجاه مجتمعها ووطنها.. عملها كطبيبة مثلاً رغم أهميته وإنسانيته للأسف كان ثمنه كبير ودفعته الكثير منهن بشكل قاس لدرجة أن بعضهن للأسف اضطرت للزواج من نغير أبناء الوطن لتكون أماً فيما نحن جميعاً دون اسثناء نبحث عنهن حين تمرض نسائنا..؟؟ أيضاً حرمن الكثير منهن من الزواج المتكافئ ودفعناها للزواج بمن لا يريد زوجة شريكة بل امرأة ممولة.. وأيضاً تلك الحقيقة القاسية نعرفها ونصمت عنها لأننا ننظر لعمل المرأة وفق منظور اختياري انتقائي نريدها معلمة دائماً وطبيبة حين تمرض نسائنا أو يشعرن بأعراض المخاض..؟؟ أيضاً الشباب للأسف ندفعه إلى حيث سهولة الخطأ تحت منظور ثقافي غير موضوعي حيث نريد منهم الصلاح ونحن نقيم مواقع ترفييهم خارج المدن وتحت أضواء نرفضها ونصمت عنها لأنها ليست قريبة من منازلنا..؟؟ للأسف نحن ندفعهم ثم نلومهم.. ثم نريد صلاحهم ونجاحهم بل والثقة فينا مع أن ثقتنا فيهم كانت تخضع غالباً على مظهرهم دون التعمق في جوهرهم.. إشكالية المرأة والشباب في مجتمعنا تتسع في طرف وتضيف في طرف ويبقى الحال في حاجة لجراح يبز فريق فصل التوائم..