أكد قضاة وضباط على ضرورة تأهيل من يتعاملون مع قضايا العنف الأسري خصوصاً بما يخص قضايا العنف الموجه ضد الأطفال، مشيرين إلى ضرورة إخضاع القضاة والمحققين إلى دورات تأهيلية سواء نفسية أو شرعية حول كيفية التعامل مع ضحايا العنف الأسري، جاء ذلك خلال ورشة عمل تناقش المقابلة الجنائية للضحايا والمعنفين في قضايا إساءة معاملة الطفل ضمن فعاليات المؤتمر العربي الإقليمي الثالث لحماية الطفل والذي ينظمه برنامج الأمن الأسري. وقال القاضي محمد الطراونة الرائد الفخري للقطارنة من دولة المغرب خلال ورشة العمل التي شهدت حضور (150) من القضاة والضباط «الحاجة مُلحة لوضع ضباط ومُحققين وقضاة في قضايا المقابلة الشخصية مع المُعنفين من الأطفال والمُدربين، مضيفا» في حين يجب مراعاة المحقق في قضايا العنف الأسري الأمور الشخصية التي يصعب على الضحية من الطفل أو المرأة البوح بها أو قولها لأي شخص . وفي السياق ذاته قال القاضي الطروانة «هناك من القضاة من يُنصب نفسه كمصلح اجتماعي، مستدركاً «بعض القضاة يقوم بنصيحة المرأة المُعنفة أن لا تروي الحيثيات الدقيقة لعلاقتها بزوجها» وتابع أن ذلك يُعد عيباُ على عدم الصبر والاحتساب من قِبلها. وأبان القاضي أن اختيار المحقق في قضايا العنف الأسري في مراكز الضبط أو حتى المحاكم من القضاة يجب أن يخضعوا لشروط تتضمن الدورات النفسية لمعرفة مدى تفهم كل منهم لقضية العنف تبعاً للشريعة والقانون دون أي تحفظات أو حتى «تحيز» لأحد أطراف القضية مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الصفات الشخصية للمحقق يجب أن تتسم بروح المرح والتفاهم ليتمكن المُعنف من التجاوب معه والخوض في أعماق قضيته وجعل طريقة سرده لقصة العنف التي تعرض لها بسيطة تتسمم بالشفافية والمصداقية المُتناهية . إلى ذلك أبرز المحاضر والمدرب بمركز الملكة رانيا للأسرة والطفل بالأردن الدكتور ضرار العسال أدوار الأخصائي الاجتماعي المتعددة في معالجته لحالات إساءة معاملة الطفل والتي تتمثل بمشكلة الدراسات الغائبة لتحديد دقيق لدور الأخصائي . وقال العسال من خلال ورقة عمل عن دور الأخصائي في التعامل مع حالات العنف والإساءة للأطفال: الحاجة ماسة للعمل على بناء أخصائي اجتماعي متخصص في مجال حماية الطفل من العنف والإساءة إضافة لتضافر جهود المؤسسات المختلفة للعمل في المجال ذاته. وأشار إلى أن دور الأخصائي يتضمن في مستويات الوقاية والتدخل وأن هذه الأدوار مبنية على المكان الذي يشغله الأخصائي الاجتماعي في المجال ذاته وتساءل العسال عن دور المؤسسات الأهلية والحكومية في العمل على إيجاد أخصائي اجتماعي متمرس في مجال حماية الطفل وقال: ماهي الأدوار التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي في مجال حماية الطفل حالياً.