عندما يمر الإنسان المسالم بأزمة مريرة نتيجة تعد أو ظلم جائر ممن لا يفكرون الا بمصالحهم في شتى مناحي الحياة من دون التفكير في مصالح الآخرين، وعندما يحاول المظلوم دفع الظلم عنه وذلك بالطرائق السلمية اولا وهو تبيان الحق بالبينة ولكن لا يجد صدى لصوته نتيجة الظلم المتعمد والمترصد والحبكة وكأنه أحيط به من كل جانب. ولأن هذا المرء الذي وقع او يقع عليه الظلم احيانا هو المواطن العادي وهو إنسان مسالم حسن الظن بطبعه لا يستطيع ان يتتبع كل شيء حتى لو سلم من أي ضرر كان ويتمثل هذا الظلم في الغش التجاري والصناعي والتقني والصحي والفكري وحتى الأمن الذي يؤدي الى الكسب المادي والمعنوي السريع في المأكل والملبس والعلاج والتعليم والسكن والأمان وغيره من الأمور الحياتية الأخرى. ولأن هذه الفئة المسالمة وأقصد المواطنين بالإمكان ان تضيع حقوقهم بسهولة مثل لقمة سائغة لمن تسول له نفسه (من الأشرار بجميع صورهم) التعدي على الفرائس السهلة فلابد ان ترعاهم اجهزة الدولة المعنية بجميع وسائلها ومؤسساتها لأن الفئة الانتهازية أصحاب الكسب السريع تتخفى مثل الخفافيش فبالطبع من يغش او يسرق او يقوم بأي نوع من أنواع التخريب والأذى لن يعلن عن نفسه فكل الأعمال غير المشروعة تكون في الظلام وتكون تأثيراتها على المجتمع متشابكة وعنكبوتية ويذهب ضحيتها المواطن البريء الصغير منهم والكبير ونتيجة هذا الغش تضر اما بالصحة او بالمصالح والممتلكات العامة والخاصة بجميع الاشكال التي يقدر الله لها ان تقع عليها. فكل من لا يعمل عمله بجد وإتقان، مخافة لله عامل بسيط او صانع وتاجر وجزار ومهندس وطبيب وطيار وبحار ومعلم وطالب علم وإداري او رئيس مجموعة او هيئة او غيره من شتى المهمات والمجالات يضر بمصلحة الوطن والمواطنين ويتسبب في انتشار الفوضى والفساد ويستحق العقاب الدنيوي من الحاكم وبذلك يكون أيضا مخالفاً لأوامر الله عز وجل ومن ثم سيحق عليه هذا الوعيد، من الله تعالى وهو سنة الله في كل المخالفين أوامره بأن أعمالهم ستعرض عليه تبارك وتعالى وعلى الرسول، والمؤمنين وهذا كائن لا محالة يوم القيامة (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون). ومن أجل حماية المواطن ومصلحته أعلنها خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره حربا بلا هوادة على الفسادة بكل أنواعه وأشكاله في كل ميدان، نعم إنها حرب ضروس لأن الفساد عندما يستشري فلا يفرق بين صحة ولا أمن ولا طعام ولا شراب ولا دواء ولا تعليم ولا مصالح الناس العامة والخاصة التي تخص الصغير منهم والكبير على جميع أطيافهم. ومن أجل ذلك أجرى حفظه الله التغييرات والتعيينات الجديدة ولعل أهمها ما حدث هذا الأسبوع وتتشرف به جامعة الملك عبدالعزيز وهو تعيين ستة أعضاء جدد من رجالها الأكفاء في مجلس الشورى الموقر وهم سعادة كل من الأستاذ الدكتور عبدالله بن حمود بن حميد الحربي. والأستاذ الدكتور طارق بن علي بن حسن فدعق، الأستاذ الدكتور عبدالله بن سالم بن جابر المعطاني، الأستاذ الدكتور عطا الله بن أحمد بن مسلم أو حسن، والأستاذ الدكتور محمد بن عمر بن محمد بن محمد نصيف، والأستاذ الدكتور مشعل بن فهم بن محمد السلمي. فألف مبروك لجامعة المؤسس الولادة ولمجلس الشورى ولمعاليهم فنعم المستشارين ذوات التخصصات التقنية المتنوعة التي ستقوم بتطوير شتى المجالات العلمية وتخصصاتها التي سوف تساهم بدورها في مسيرة التقدم والبناء في المملكة. فهنيئا للجميع جهود خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالصحة والعافية وأمد الله في عمره نصيرا للمواطنين والوطن.