قبعة الحاوي غير محمد البكيري* لا شيء يعلو على صوت العاصفة الفنية الهلالية (الكوزمينية) في ملاعب الكرة السعودية نسبة إلى مدربه الروماني (الساحر) كوزمين، فهي تهب منذ قدومها الموسم الماضي بمنهجية كروية أوروبية اجتاحت الملاعب العالمية منذ تحقيق اليونان لبطولة أمم أوروبا: (قليل من المتعة.. كثير من الانضباط التكتيكي.. كثافة دفاعية.. ثم لدغ المنافس)، أو قدر المستطاع إذ لم تسجل فلا تدع منافسك يهز شباكك، فحصد الروماني بطولتين كبيرتين (كأس ولي العهد وبطولة الدوري)، واليوم يفرض كوزمين فكره التدريبي مخالفاً كل مدربي الفرق المحلية والخليجية الكبيرة تنافسياً والمتنوعة المدارس: الدفاع خير وسيلة.. للبطولة. بالأمس أمام النصر توقعت مثل كثر حرج المدرب الهلالي من طرد المدافع المرشدي قبل (5) دقائق من نهاية الشوط الأول، لكنه ظهر مثل الحاوي الذي يدخل يده الفارغة في قبعته ليفاجئك بما لم تتوقعه، فالمدرب التقليدي في مجاله يخرج لاعب وسط ويدخل مدافعاً، لكن الحاوي كوزمين فضل إبقاء خيوط اللعبة في يده بدلاً من تسليمها للعجوز العابس باوزا الذي كان يراقبه بعين ثاقبة وخبيرة.. بإعادة الروماني رادوي من الوسط لمتوسط الدفاع، والزج بالفريدي والخثران كبدلاء للكوري سول والليبي التايب الأقل عطاءً لتنشيط وسط الميدان بحيوية المرتدات للقناص القحطاني، كأنه يقول للمدرب الأرجنتيني: ارم ما في جعبتك وارني، لكن كل حلوله ضاعت في زحمة القبضة الكوزمينية الدفاعية.. لأنها استخدمت العشوائية.. أكثر من الحلول الفنية الهادئة التي ثمنها ليس أكثر من هدف. أعود وأقول إن كوزمين لا يقدم الهلال كمتعة كروية.. لكنه يصنع منه فريقاً صلباً.. وبطلاً، وهذا بحد ذاته غاية الإدارة وجماهير أي نادٍ، فهل يذكر أحداً أن الاتحاد كان الأفضل في آخر مباريات الدوري.. لكنه يتذكر فقط أن الهلال كان البطل في النهاية. شيء آخر.. رغم يقيني بوجود العديد من المشاكل المالية أو المتأخرات أو تجديد عقود بعض لاعبي الهلال.. إلا أنهم لم يزايدوا في الميدان على حساب فرحة ومصلحة جماهيرهم وناديهم، وليت البعض يعتبر ويحس. ************************ * مدير تحرير صحيفة \"الرياضي\"0