تعد الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أخيراً لجامعة الملك سعود ووضع من خلالها حجر الأساس لعدد من المشاريع الاستراتيجية واحدة من منظومة العقد الفريد الذي ظلت تطوق به القيادة الرشيدة جيد مشروعات التنمية في هذه البلاد الطاهرة، تلك المشروعات التي توليها القيادة الرشيدة جل اهتمامها وصدر أولوياتها حيث شملت ميزانية النماء والتطوير الميمونة المدينة الجامعية للطالبات واستكمال المدينة الطبية واسكان أعضاء هيئة التدريس ومجموعة مباني الكليات للطلاب بجانب تدشين المرحلة الأولى لأوقاف الجامعة ووادي الرياض للتقنية. وهي بلا شك سترسم الخريطة المستقبلية للتعليم العالي في هذ الوطن الغالي من خلال هذه البذرة المباركة التي بذرها خادم الحرمين الشريفين والتي ستسهم قطعاً في دفع مسيرة المستقبل وتمكننا من اللحاق بركب الدول المتقدمة التي تضع استثمار العنصر البشري وخاصة من هم في سن التعليم ضمن أهم أولوياتنا. ويؤكد توقيت افتتاح هذه المشاريع قوة البنية الاقتصادية التي تتمتع بها المملكة بدليل مضيها قدماً في تنفيذ بنود ميزانية الخير والرفاة سيما وان ذلك يصب مباشرة في مصلحة الوطن والمواطن من المنظور العام ومسيرة التعليم بنظرة خاصة وفاحصة. والحقيقة فإن ما تم في جامعة الملك سعود لم يكن البداية بل إنني أنظر إليه على أنه باكورة مشروعات كبيرة أخرى قادمة في منظومة التعليم وتطوره. أقول هذا الكلام وفي خاطري الاستراتيجية المحكمة التي تبنتها وزارة التعليم العالي في الابتعاث للخارج والتي تمكن أبنائنا الطلاب من التزود بأحدث أساليب التعليم من منابع أهم دور العالم التعليمية وأرقاها سمعة ومكانة ويقيني أنها ستسهم يوماً ما في تطوير التعليم العالي وتوطين المعرفة. أعود لزيارة خادم الحرمين لجامعة الملك سعود والتي بجانب أنها زيارة تشجيعية باعتبار أنها جاءت في توقيت مهم اقتحمت فيه الجامعة قائمة أفضل 300 جامعة عالمية وبغض النظر عن المشروعات التنموية الكبيرة التي افتتحت ودشنت من خلالها فقد فاجأنا قائد المسيرة بتكريمه لعدد من العلماء ورجال الأعمال وهي الخطوة التي تعد تأكيداً لرعايته المستمرة وتشجيعه للمتفوقين من أبناء هذا الوطن في لفتة إنسانية وجدت الإشادة والتقدير من الجميع ولا يخفى على أحد ان جامعة الملك سعود اليوم وبما تضمه من كفاءات علمية وعالمية وكراسي بحثية أصبحت تلعب دوراً كبيراً في إيجاد شراكة مجتمعية تعليمية تنعكس على النهضة التعليمية في الدولة وتسهم في تعميق البحث العلمي وبناء توافق بين مخرجات التعليم وحاجة سوق العمل. وهنا أتذكر ما قاله وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري الذي ارجع التطور الذي تشهده مسيرة التعليم العالي في البلاد إلى الدعم الكبير والرعاية الكريمة التي تجدها الجامعات من خادم الحرمين الشريفين وهو الدعم الذي مكنها من أداء رسالتها على أكمل وجه. وما يجب التأكيد عليه، وأنا أختم هذا المقال، أن الجهود الكبيرة التي ظل يبذلها الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان مدير جامعة الملك سعود منذ توليه زمام الأمور هي التي أفضت إلى هذا الزخم الكبير الذي تعيشه الجامعة حالياً، والتي جعلت من شخصية بقامة خادم الحرمين الشريفين تزورها وتثني على إنجازاتها.