حفظ الأسرار تتفاوت من شخص إلى آخر إلا أن الغالبية يوجهون إصبع الاتهام إلى النساء ويرون أنهن لا يستطعن التحكم بأنفسهن لكتم خصوصيات الآخرين وكأنهن وكالات أنباء تنقل الحدث من داخل البيوت. إذ أن فضفضة النساء لبعضهن البعض عن حياتهن خصوصاً الزوجية أو أمور تخص أقاربهن قد تؤدي في أغلب الأحيان للبوح بأمور خاصة تكون بمثابة أسرار لدى أصحابها.مما قد يخلق مشاكل عديدة تهدد كيان الأسرة.. تشير دراسة علمية كشفتها صحيفة ألمانية أثبتت ان متوسط عدد الكلمات التي تنطق بها النساء في اليوم الواحد يبلغ عشرين ألف كلمة بينما لا يتجاوز العدد لدى الرجال سبعة آلاف كلمة. وقال خالد العبدالله (أخصائي اجتماعي) إن عدم القدرة على كتم الأسرار و حفظها أصبحت عادة سيئة لدى الرجل والمرأة على حد سواء، مرجعاً السبب إلى البيئة الأسرية التي ينشأ فيها الفرد باعتبارها الأساس في صقل شخصيته وتكوينها، موضحاً ان النساء يمثلن الفئة الأكبر في المجتمع في موضوع إفشاء خصوصيات الآخرين لأنهن لا يستطعن الاحتفاظ بالأسرار لفترة طويلة من الزمن، معتقدا ان وجود نسبة كبيرة من النساء بغير عمل يجعلهن يستغلن أوقات فراغهن في التحدث عن أمور الآخرين.. ويوضح فهد محمد بوجود نوعين من الأسرار وهما: الاسرار الخطيرة التي قد يؤدي البوح بها إلى خلق مشاكل لا تحمد عقباها وأخرى من الممكن إفشاؤها في حالة عدم تمكن الشخص من الاحتفاظ بها بمفرده بشرط ان تقال لأشخاص ذوي ثقة عالية. ويقول الشيخ علي الخالدي إن من أبرز أسباب إفشاء الأسرار عدم قدرة أحدهما على الصبر لما يعانيه من مشكلات وأزمات في أسرته، مما يدفعه إلى إفشائه إما بحثاً عن علاج أو تخفيف من ألم الكتمان. وقد وصف الحكماء من يفشي أسراره بأنه ضيق الصدر قليل الصبر، قال الشاعر: إذا المرء أفشى سره بلسانه ولام عليه غيره فهو أحمق كما أن الرجال يفضلون المرأة الكتوم التي لا تفشي سراً أو تنقل كلاماً، قال جرير يرثي زوجته في عفافها ومحافظتها على أسرار بيتها: كانت إذا هجر الخليل فراشها خزن الحديث وعفة الأسرار ويضيف محمد العامر أن البوح بأسرار البيوت لم يعد يختص في جلسات السمر أو الاجتماعات النسائية بل تجاوز ذلك مع دخول التقنية الحديثة خصوصاً الاتصالات النقالة والثابتة وهذا ما تراه من بعض النساء اللائي لا يتنازلن عن وضع سماعة الهاتف الإ بعد وقت طويل من الهذيان في الحديث مع الطرف الآخر. وتجدها تناولت كافة أمور الحياة الأسرية داخل البيت لتنقلها من خلال مكالمة واحدة قد تصل لساعات متواصلة في تقنية ساهمت في بث عاجل عن مايدور داخل المنزل . وعلى الجانب الأخر أكدت أستاذة علم الاجتماع فادية الجاسم أن الرجال لديهم هواية الثرثرة مثل النساء، معللة ذلك بأن الكثير من النساء لم يعد لديهن الوقت بعد أن أصبحن مشاركين للرجل خصوصا في الجانب الاقتصادي للأسرة من خلال انخراط الكثير منهن بالعمل، إضافة إلى أعبائها المنزلية. وقالت ان الثرثرة تتعلق بالثقافة. محذرة من أن الثرثرة مرض اجتماعي يجب تجنبه، فهي مضيعة للوقت، وليس لها علاقة بجنس أو سن أو حتى مهنة، وإنما فقط تتأثر بالتعليم، والثقافة. وتضيف حسناء فائز: إن الرجل أقل ثرثرة، معللة ذلك بأن الرجل حين يحس بالخطر قليلاً ما يخاف، لهذا يكون أقوى بحفظ الأسرار. أما المرأة ترتبك، وتخاف وتضيق بها الدنيا فتثرثر وتستشير فيخرج ما بجعبتها برضاها أو بدون رضاها. وتذكر سامية العواجي ان انتشار المشاكل في المجتمع بسبب إفشاء الأسرار قد جعلني أخشى ان أكون ضحية لإحدى النساء اللاتي يعانين من مرض نشر أخبار الآخرين.