} الأعمال التطوعية، والمشاركة في خدمة المجتمع ظاهرة إيجابية صحية تنتشر في أنحاء المملكة لتساهم في تعزيز العمل الجماعي، والانتماء الوطني من خلال دعم مشاريع التنمية المختلفة في كافة المجالات بهدف تحقيق الأهداف التنموية التي وضعتها المملكة ليكون الإنسان وسيلتها وغايتها. من هذه المشاركات الفعالة التي تستحق التنويه كتجربة متميزة ما تقوم به لجنة الأهالي بمحافظة عنيزة. اللجنة تقوم في إطار أهدافها بدعم ومساندة المؤسسات الحكومية والخاصة للارتقاء بالمحافظة والمشاركة في إيجاد حلول للمشكلات، وتعمل على بناء جسور العلاقة التكاملية بين المؤسسات الحكومية، وبين المؤسسات الخاصة لما يحقق المصلحة العامة. اللجنة تقوم بدور استشاري، لكنها تعمل على تحقيق التواصل الإنساني إلى جانب متابعة المشروعات والاحتياجات التنموية، وفتح الآفاق أمام القطاع الخاص للمشاركة في البناء والتنمية تنفيذاً لاستراتيجية الدولة في خططها الخمسية. إنني أغبط المسؤولين في محافظة عنيزة في القطاعين الحكومي والخاص على وجود هذه اللجنة التي تقوم بدور حيوي في الدعم المادي والمعنوي وتقدم خدمة علاقات عامة مجانية لو قامت بها مكاتب متخصصة لكلفت مبالغ طائلة.. وقد وجدت اللجنة في مهرجان الغضا لهذا العام والمقام منذ يوم الخميس 24صفر 1430ه فرصة لتجديد العلاقات والتواصل الإنساني والعملي وذلك عن طريق تنظيم عقد اجتماع ودي غير رسمي للتعريف بواقع المحافظة ومستقبلها ومشاريعها واحتياجاتها ومعالمها التاريخية والسياحية، وبرامجها التي تغطي الفصول الأربعة على حد تعبير الأستاذ عبدالعزيز الخشيبان في كتابه المعنون ب«عنيزة، سياحة الفصول الأربعة». ومن حسن حظ لجنة الأهالي النشطة أنها وجدت محافظ عنيزة المهندس مساعد بن يحيى السليم، أنشط منها، وهو من النوع الذي يجب أن تكون مستعداً له فلا تطرح فكرة أو اقتراحاً إلا وأنت جاهز للمشاركة في تحويل الفكرة أو الاقتراح إلى واقع، وربما يفسر لنا هذا المنهج ان عنيزة تفاعلت بشكل إيجابي مع استراتيجية المملكة السياحية وحولت فصولها الأربعة إلى برامج وأنشطة سياحية وثقافية، لتكتمل الصورة باللقاءات الاجتماعية التي تجمع بين التواصل الإنساني وتنمية العلاقات ، وبين دعم المشاريع التنموية وتطوير الخدمات، وتلبية الاحتياجات بالتنسيق مع الأجهزة الرسمية المسؤولة وهذا ما تقوم به لجنة الأهالي التي تعمل بروح الفريق لتوحيد الجهود لخدمة الصالح العام. هي تجربة يوجد ما يماثلها في كثير من مدن ومحافظات المملكة وهي تعبير عن الانتماء الوطني والمشاركة الاجتماعية في خدمة الوطن، وتنفيذ التوجيهات الرسمية التي تشجع على تحقيق التعاون والتكامل بين القطاعات الحكومية والأهلية بما يخدم أهداف التنمية ومن الإنصاف القول ان محافظ عنيزة هو الآخر كان محظوظاً بلجنة الأهالي وغيرها من اللجان التطوعية والخيرية فتفاعل معها واستثمرها لتحقيق المصلحة العامة. وأظن أن لجنة الأهالي الآن بحاجة إلى وقفة للتقييم والتقويم بما يحقق التطوير في أهدافها وآلية عملها، وتحديد مدى ما تحقق من طموحاتها. وفي تقييم برامج الفصول الأربعة لابد من الأخذ في الاعتبار أن العبرة بالكيف وليس بالكم.