تظل النجومية حقا مكتسباً لأي لاعب لدية ملكة الموهبة ولايمكن ان يصل إليها من ليس لديه قدرة على تجاوز مرحلة بداية البروز، وكثير من اللاعبين سقطوا في محطة الجزم بأنهم بلغوا من الشهرة ما يجعلهم يتقاعسون عن الحرص على تجنب الأخطاء المؤثرة التي ذهب ضحيتها لاعبون كُثر، ومدافع المنتخب والهلال ماجد المرشدي من اللاعبين الذين فرضوا حضورهم خلال الفترة الماضية مع فريقه و"الأخضر" رغم بدايته المتعثرة بعد انتقاله والتي تمثلت بوضعه على كرسي الاحتياط بحجة عدم انضباطه في التدريبات تارة، وخلافاته مع بعض الإداريين تارة أخرى، قبل أن يستقر رأي أصحاب القرار في الهلال قبل موسمين على إعارته الى الوحدة، ليعود بعد ذلك للمشاركة مع الفريق الأزرق حسب الظروف وغياب الأساسي، حينها بدأ يفرض مستواه على المدربين وبالذات الروماني كوزمين، ومن ثم تشكيل عنصر مهم في القائمة الأساسية، لينضم إلى المنتخب الاول ويصبح نجماً يشار اليه بالبنان، قبل أن يتوج هذه النجومية المبكرة بالحصول على لقب أفضل لاعب خليجي في الدورة التاسعة عشرة، وهو لقب ربما شعر من خلاله المرشدي أنه بلغ قمة النجومية، لذلك بدأ يرتكب بعض التصرفات والأخطاء كإشارة الى انه استعجل النجومية وشعر بالوصول إليها بسرعة البرق وبالتالي فهو ليس بحاجة إلى أن يستكمل هذه المسيرة بالصبر والانضباط في الأداء والابتعاد عما يحرج فريقه كالذي فعله يوم (الاثنين) الماضي أمام النصرعندما ارتكب أخطاء بدائية كان بإمكانه تجنبها وعدم الحصول على البطاقة الحمراء التي نالها لتهوره في الشوط الأول رغم أن فريقه كان هو من يمسك بزمام السيطرة والتقدم على منافسه، وهناك من علق ساخرا: "ربما أن المرشدي استهواه اللعب باليد أكثر من القدم" لينال لوم إدارة ناديه وجماهيره وأعضاء شرفه بدليل تصريح رئيس الهلال الأسبق وعضو الشرف الأمير عبد الله بن مساعد عندما استغرب منه هذا التصرف، ولو خرج الفريق الأزرق مهزوما فان المتسبب بالدرجة الأولى هو المرشدي، وقتها لن ترحمه الجماهير الغاضبة التي تنفست بالتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد رغم النقص العددي، ولم ينل المدافع الهلالي لوم أنصار ناديه فقط، بل حرم نفسه شرف المشاركة في المباراة النهائية التي تعد بمثابة الحلم لأي لاعب. المرشدي مالم ينتبه لمشواره المقبل وصعوبة التعامل مع الظروف التي قد تحد من تألقه بصفة دائمة، حتما سيجد نفسه خارج دائرة الضوء، أسوة بأولئك اللاعبين الذين كانوا ملء السمع والصبر وفجأة دخلوا عالم النسيان والسبب عدم حفاظهم على النجومية، ووقوعهم في أخطاء نتيجة ضعف التفكير والاعتقاد بأن زلاتهم مقبولة ومكانتهم محفوظة، فهل أدرك المرشدي وغيره من اللاعبين انه من الممكن البروز ودخول عالم المشاهير ولكنه من الصعب الحفاظ على ذلك.