صدر للزميل عبدالعزيز الصقعبي الرواية الثانية له بعد رواية «رائحة الفحم» والتي صدرت في أواخر الثمانينيات، وقد جاء الرواية تحت عنوان «حالة كذب»، وقد اختار عام 1997م زمنا لها حيث تدور احداثها بين فرانكفورت وكوبنهاجن والرياضوجدة، طارحا شرائح مختلفة من الشخصيات، متناولا الصراع بين الأنا والآخر، وقد تخلل الرواية رصد معلوماتي، ويوميات، اضافة الى سيرة رجل كلف بمهمة رسمية خارج الوطن، عودة الصقعبي إلى كتابة ونشر الرواية تؤكد مدى حرصه على الحضور الابداعي من خلال اصدار ست مجموعات قصصية وعدد من المسرحيات، اضافة الى تواصله الاسبوعي مع قراء جريدة الرياض كل اربعاء عبر زاوية «ضوء»، وقد سبق ان تحدث عن رواية (حالة كذاب) قائلا «عندما اردت ان ارصد حدثا وقع في صيف 1997م، كنت متخوفا من الوقوع في نمطية المألوف، التي قد تكون ممجوجة، فعمدت الى سياقين، الحكاية والمعلومة، وحرصت على استخدام المذكرات اليومية والتداعيات في أجزاء من الرواية لرصد سيرة شخص في عدة أشخاص، او لنقل مجموعة شخوص في شخص، أحداث الرواية وقعت في مطار فرانكفورت بألمانيا وكوبنهاجن في الدانمرك، اضافة الى مدينتي الرياضوجدة، بكل بساطة احداث الرواية تدور حول المقولة المعروفة «يخلق من الشبه اربعين»، قد يكون ذلك فعلا، ولكن بالمقابل قد يكون البحث عن شبيه يسقط عليه الانسان همومه ومشاكله النفسية، وبكل تأكيد من ضمن ذلك الاحساس بالنقص وفقدان العلاقة بالمرأة، المرأة حاضرة في الرواية بصور ووجوه متعددة، قد يجدها الرجل ويشعر بالأمان، ولكن غالبا يفقدها لأنه اصلا لم يجد نفسه، ولم يكن الشبيه الذي يتمنى أن يكونه، انه امر مؤلم عندما يشعر المرء أن حياته أكذوبة في جميع الممارسات، فهل نحن حقا نعيش حالة كذب، بكل تأكيد هذا السؤال تطرحه الرواية وقد تضع بعض مفاتيح الاجابة. أمر أردته ايضاً في هذه الرواية هو اهمية المعلومة في تقدم الشعوب، المعلومة الآن متاحة ويصل اليها المرء من خلال تواصله مع المكتبات، واطلاعه على شبكات المعلومات والتي من اهمها شبكة الانترنت، في الرواية تحدثت عن بيوت وشوارع كوبنهاجن كما تحدثت عن بيوت وشوارع جدةوالرياض، وتحدثت عن نساء كوبنهاجن كما تحدثت عن بعض نساء المملكة، وقد حرصت ان يكون الطرح ممزوجا بين الواقعية والخيال فجميع الأشخاص في الرواية قد يكون هنالك شبيه لهم، على الرغم من انهم من الخيال، ولكن بكل تأكيد الواقعية تتمثل بالأماكن واسماء المشاهير مثل الأميرة ديانا والمغني العالمي التون جون والروائي الدانمركي هانس كريستان، والروائي اللاتيني جورج ادماو والفنان فوزي محسون، والفنان بشير شنان، قد تكون هذه بعض الشرائح الغريبة والمتناقضة في الرواية، أتمنى أن اكون قد وفقت في تقديمها بصورة غير مشوهة تخدم العمل الروائي، وان تكون الرواية شاهدا صادقا على حقبة من الزمن». «حالة كذب» الرواية التي بدأ عبدالعزيز الصقعبي بكتاباتها عام 1997م وانهاها عام 2005م، صدرت هذا العام عن المركز الثقافي العربي ببيروت، ستطل على القراء في معرض الرياض الدولي للكتاب.