توقعت «انفورما تليكومز آند ميديا»، الشركة المتخصصة في البحوث والمؤتمرات وتقديم الخدمات الاستراتيجية لصناعة الاتصالات ووسائل الإعلام، ارتفاع إجمالي المشتركين في خدمات التليفون المحمول في المنطقة سوف يرتفع إلى 250.79 مليون مشترك في نهاية العام، حيث سيبلغ صافي عدد المشتركين الجدد خلال العام نحو 28.68 مليون مشترك. ودفعت التوقعات الخاصة بهذا النمو القوي، شركة «انفورما تليكومز آند ميديا» إلى تعزيز تواجدها في الشرق الأوسط، عبر افتتاح مكتب إقليمي في دبي يقدم خدمات الاستشارات والدعم ذات الطبيعة الاستراتيجية وذلك من خلال باقة «إنفورما» الواسعة من الخدمات التي تتضمن الدراسات والأخبار والتقارير التحليلية ومعلومات الاتصالات الخليوية في العالم وخدمة معلومات الاتصالات ذات النطاق العريض في العالم بالإضافة إلى مركز التحليل، وهو أداة «إنفورما» لتحليل الصناعة. وقالت الشركة انه رغم ما شاهدته المنطقة من نمو قياسي خلال السنوات القليلة الماضية، فإن أحد الأسباب الرئيسية وراء تفاؤل المحللين بشركة انفورما تليكومز آند ميديا، هو أن المنطقة لا تزال تتمتع بالعديد من الفرص الاستثمارية في هذا القطاع. وعلى سبيل المثال، فإن المملكة العربية السعودية، رغم أن اقتصادها يعد من بين الأكثر تقدما، إلا أن نسبة انتشار خدمات الاتصالات الخليوية ذات النطاق العريض في المملكة لا تزال منخفضة نسبيا. ولعل محدودية انتشار تلك الخدمات في ظل ما تتميز به المملكة من مجتمع شاب في مجموعه، حيث ان نحو 50% من السكان هم في الفئة العمرية تحت 15 عاما فيما ترتفع النسبة لتصل إلى 67% من السكان تحت سن 25 عاما، هو ما يفسر الدافع القوي لدى المستثمرين لدخول هذا السوق. وفيما قد تبدو نسبة انتشار خدمات التليفون الخليوي في المملكة مرتفعة، حيث تصل إلى نحو 80% من السكان، فإن تلك النسبة بمقارنتها مع دول خليجية أخرى تصل فيها نسبة انتشار خدمات التليفون الخليوي إلى أكثر بكثير من 100%، فإن الأمر يثبت بجلاء أن المملكة لا يزال لديها فرص كبيرة للنمو. وقال مايك وولفري، المدير العام لإدارة أبحاث سوق الاتصالات في شركة انفورما تليكومز آند ميديا: من المثير للاهتمام بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، هو أن فرص النمو لا تأتي فقط من الدول التقليدية، بل أيضا من دول مثل العراق وإيران. وأضاف: لقد شهدت إيران أكبر معدلات النمو على مستوى المنطقة، متجاوزة السعودية، لتصبح أكبر أسواق الخليوي في المنطقة. وقد بلغ إجمالي المشتركين في خدمات الاتصالات الخليوية في إيران 79,42 مليون مشترك بنهاية سبتمبر 2008. وفيما تمكنت شركة إم تي إن إيرانسيل- الشركة الثانية لتقديم خدمات الاتصالات الخليوية في إيران- من الوصول إلى 1,13 مليون مشترك خلال عامين فقط من بدء عملها، فإن فوز شركة «اتصالات» الإماراتية برخصة الشبكة الثالثة للخليوي، سوف تقود إلى مرحلة جديدة من النمو في إيران. أما بالنسبة لمصر، وهي أكبر دولة عربية في عدد السكان والذي يبلغ 74 مليونا، فإن نسبة انتشار خدمات الاتصالات الخليوية بنهاية سبتمبر 2008، لم تتجاوز 6,49 من السكان. وقد قامت الشركات الثلاث العاملة في مصر بالانتقال إلى شبكات الجيل الثالث، مما يمكنها من تقديم خدمات جديدة في مجالات المعلومات والمحتوى. ولا يقتصر النمو الذي تحققه الشركات الخليجية على داخل أسواقها فقط، حيث تتحول شركات الاتصالات الخليجية بشكل سريع إلى شركات تعمل على المستوى العالمي. وحسب أحدث التقارير التي أصدرتها مؤسسة إنفورما تيليكومز آند ميديا فإن ثلاثاً من الشركات الخمس الأسرع نمواً على المستوى العالمي، خلال العام الماضي هي شركات خليجية. وقد جاءت كيوتيل في مقدمة الشركات الأسرع نموا حيث قفز عدد مشتركيها بنسبة 129% خلال ال12 شهرا، حتى نهاية الربع الثالث من عام 2008، لتصل إلى 3و22 مليون مشترك بدلا من 7و9 فقط. وقد جاءت «اتصالات» في المرتبة الثانية كأسرع شركات الاتصالات نموا على المستوى العالمي بينما احتلت «زين» المرتبة الخامسة. وقال ماثيو ريد، محلل أسواق الاتصالات الخليوية بشركة انفورما تليكومز آند ميديا: إن استراتيجيات التوسع التي تتبناها تلك الشركات الخليجية تتسم بالجرأة الشديدة. ويأتي الاستثمار في أسواق الدول الصاعدة في قلب استراتيجيات الكثير من تلك الشركات، مما مكنها من تحقيق معدلات نمو سريعة جدا، ساعدتها في التحول إلى شركات عالمية. وتتوقع إنفورما تليكومز آند ميديا أن يشهد عام 2009 المزيد من التطورات علي صعيد تقديم التكنولوجيات والخدمات الجديدة، بما فيها تكنولوجيات «الواى ماكس»وشركات تشغيل شبكات الاتصالات الخليوية الافتراضية وفيما تزيد معدلات طلب المستهلكين على خدمات الاتصالات ذات النطاق العريض، عن العرض المتاح في السوق من قبل شركات الاتصالات، فإن التكنولوجيات الجديدة مثل ال «وايماكس»، لديها القدرة على ردم تلك الفجوات الهامة. وكبديل قوي لتكنولوجيات «دي إس إل»، فإن الكثير من شركات الاتصالات تدرس بناء شبكات «وايماكس» في بلدانها. وحسب توقعات إنفورما تليكومز آند ميديا، فإنه في عام 2012، سيكون هناك 6,3 ملايين مليون مشترك في خدمات ال «وايماكس» على مستوى الأفراد و840 ألف مشترك على مستوى الشركات وذلك في الشرق الأوسط وإفريقيا.