يحاول مستوطنو قطاع غزة تعبئة يهود ومسيحيين في الخارج لدعم قضيتهم الخاسرة المتمثلة برفض اخلاء المستعمرات وذلك لانهم لم ينجحوا في الحصول على ما يكفي من دعم لدى الراي العام الاسرائيلي. ويركز المستوطنون جهودهم بشكل رئيسي على اليهود الاميركيين والمسيحيين الانجيليين، وهم اتباع تيار محافظ كبير في الولاياتالمتحدة ساهم خصوصا في انتخاب الرئيس الجمهوري جورج بوش. واكد درور فعنونو المكلف شؤون العلاقات الخارجية في المجلس الاقليمي لمستعمرات (غوش قطيف) في غزة ان «دولة اسرائيل خانتنا. الديكتاتور ارييل شارون خاننا وامام ديكتاتوريته، يجب ان نقاتل». واوضح ان هناك «عددا متزايدا» من اليهود والمسيحيين الذين يشعرون بالاستياء من قيام رئيس الوزراء الاسرائيلي «بالتخلي عن اجزاء كاملة من (ارض اسرائيل) -المزعومة- الى اعدائنا، باتوا يقفون الى جانبنا». ومن اجل عرقلة تطبيق خطة الانسحاب من الاراضي المحتلة الصيف المقبل كما هو متوقع،حاولت مجموعة الضغط التابعة لعصابات المستعمرين اولا في تعبئة الرأي العام الاسرائيلي لكنها لم تتوصل الى تحقيق النجاح المنشود. واشارت استطلاعات الرأي الاخيرة الى ان 63٪ من الاسرائيليين يؤيدون خطةالانسحاب التي وضعها شارون ويعارضها 26٪. ومن هنا جاءت مبادرة قيادة المستعمرين انشاء صندوق مالي في مطلع العام 2004مكلف جمع التبرعات ولا سيما في الولاياتالمتحدة حيث يلاقي سكان «غوش قطيف» تعاطفا حقيقيا. وقال فعنونو الذي يقيم في مستعمرة «نيفي ديكاليم» التي سيتم اخلاؤها مع عشرين مستعمرة اخرى في قطاع غزة «لدينا اتصالات وثيقة ايضا مع يهود ومسيحيين في فرنسا والنروج وهولندا». لكنه لم يقدم مع ذلك اي اشارة الى المبلغ الذي تم جمعه حتى الان. الا ان احدى مساعداته لورانس بيزيز التي تقيم منذ 18 عاما في «غاديد» المجاورة ل «نيفي ديكاليم»، اقرت مع ذلك ان المسألة مع المسيحيين «حساسة الى حد ما بسبب الجانب المتعلق بالتنصيرلديهم». وأضافت ان «الكثير من المسيحيين يفكرون كاليهود ويرون ان العالم لا يمكن ان يكون موجودا الا اذا كانت (اسرائيل) قوية على كل الأرض. بالنسبة لنا الشعور بوجود تعاطف من هذا النوع امر مهم للغاية»، مشيرة الى «العديد من مجموعات المسيحيين الذين يأتون في الايام الاخيرة لزيارة «غوش قطيف» التجمع الاستيطاني جنوب قطاع غزة. وبهدف تقديم توضيح افضل «للخطر الذي سيوجده شارون على الوجود اليهودي في غزة»، اصدرت الدائرة التي يتولى درور فعنونو ادارتها كتيبات جذابة مطبوعة على ورق مصقول بالاضافة الى افلام. وتصف هذه الكتيبات «جمال المناظر الفريدة والزراعة النامية بشكل واسع ومعنى الاستمرارية التاريخية».-المزعومة- وهي مدعومة بصور موزعة في اطار مثالي من اغصان النخيل الى اطفال بالشعر الاشقريلعبون على العشب الاخضر والطماطم المشبعة باشعة الشمس والفيلات المحاطة بحدائق غناء على أرض عربية فلسطينية مغتصبة. ويقول احد الكتيبات الذي يوزعه درور فعنونو اثناء زياراته الى الخارج ان «خطة الحكومة لفك الارتباط هي بالفعل فك الارتباط مع الوعد الالهي والتاريخ وقيم الصهيونية». (!!!) وهذه الحجج تطرح بشكل عام امام اناس مقتنعين اصلا وخصوصا عندما يضم الحضورالذي يستمع الى فعنونو كما حصل في بروكلين اخيرا، ناشطين في الرابطة اليهودية للدفاع القريبة من حركة كاخ اليهودية الإرهابية التي كان يتزعمها الحاخام الإرهابي مئيركاهانا الذي اغتيل في نيويورك في مطلع التسعينات علي يد مهاجر مصري. ومع اقتراب فصل الصيف، يتوقع فعنونو مقابلة انجيليين في فلوريدا وكاليفورنيا وممثلين عن الجاليات اليهودية في المعابد اليهودية في نيويورك وتورونتو ومونتريال. وتذهب الاموال التي يتم جمعها مباشرة لعائلات محتاجة من المستعمرين ولضحايا الهجمات ولتحديث دور حضانة الاطفال وصيانة حديقة الحيوان في «نيفي ديكاليم». وترى لورانس بيزيز وهي ام لاربعة اطفال، كما درور فعنونو، ان فكرة مغادرة قطاع غزة تبقى فكرة لا يمكن استيعابها. واكد فعنونو البالغ من العمر 35 عاما «لدينا مدفن في غوش قطيف. وفيه سأنهي حياتي».