كرر الرئيس الاميركي جورج بوش في مقابلات اجرتها معه وسائل اعلام اوروبية عديدة الجمعة تحذيراته لايران وعبر عن استعداده لتجاوز خلافاته مع نظيره الفرنسي جاك شيراك وعن امله في اعطاء دفع جديد لعلاقاته مع فلاديمير بوتين. وقال بوش عشية جولة في اوروبا انه يريد تسوية مسألة الطموحات النووية الايرانية بالوسائل الدبلوماسية لكنه لم يستبعد الخيار العسكري ضد طهران المتهمة بتطوير اسلحة نووية. وفي مقابلة لمحطة التلفزيون الفلامنكية «في آر تي» في بروكسل حيث سيصل مساء اليوم الاحد قال ان «الرئيس لا يستطيع ابدا ان يقول (ابدا) لكن التحرك العسكري ليس الخيار الاول للرئيس دائما. الوسائل الدبلوماسية هي الخيار الاول للرئيس وعلى كل حال انها خياري الاول». واضاف «لدينا هدف مشترك هو ان ايران يجب الا تمتلك سلاحا نوويا»، مشيرا الى المفاوضات التي تجريها فرنسا والمانيا وبريطانيا مع طهران لدفع الجمهورية الاسلامية الى التخلي عن طموحاتها النووية. وقال بوش «احيي الجهود الاوروبية»، مشيرا الى «مهمة مشتركة» مع الاوروبيين حول هذا الملف. واضاف «انه هدف مشترك واريد التأكد من اننا سنواصل الحديث بصوت واحد». وفي مقابلة اخرى بثتها محطة التلفزيون الالمانية العامة «آ ار دي»، قال بوش ان «العمل الدبلوماسي يمكن ان يجدي» مع ايران «طالما ان الايرانيين لا يزرعون الشقاق بين اوروبا والولاياتالمتحدة». وقال ان «ما يحاول (الايرانيون) فعله هو التهرب. يحاولون ان يقولوا لنا (لا نفعل شيئا لان اميركا لا تشارك). لكن اقول لهم اميركا تشارك (...) وسنواصل العمل مع اصدقائنا وحلفائنا». وبعد عامين من الخلافات بشأن العراق، يفترض ان يلتقي بوش شيراك على عشاء مساء الاثنين في بروكسل. وقال بوش ان الولاياتالمتحدةوفرنسا «تشتركان في قيم كثيرة». واضاف بوش في حديث لشبكة التلفزيون «فرانس 3» ان «امتينا تؤمنان ان حقوق الانسان والكرامة الانسانية مهمة جدا مثل دولة القانون والشفافية. صداقتنا قديمة جدا ونوليها اهمية كبيرة. اني سعيد للقائي بالرئيس شيراك». وتابع «حدثت خلافات لكن الآن يجب ان نضعها جانبا»، معبرا عن ارتياحه لان البلدين اصبحا يتحدثان بصوت واحد حول سوريا وعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية وايران. كما اكد بوش انه لا يشعر باي «مرارة» بسبب معارضة فرنسا للحرب في العراق. وقال «بالطبع الكلام الجميل امر جيد لكن الافعال اهم من الاقوال. انا شخصيا لا اشعر بالمرارة». ورا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت زيارته ستسمح بوضع حد نهائي للتوتر بين البلدين الناجم عن الحرب في العراق، اقر الرئيس الاميركي ان تزعم فرنسا الجبهة المعارضة لاجتياح العراق في اذار - مارس 2003، يعكس «اختلافا كبيرا في الرأي». لكنه اعتبر ان «الوقت حان الآن لنضع خلافاتنا جانبا والتقدم في مجالات يمكن لنا العمل معا في اطارها» مثل الملف النووي الايراني وعملية السلام في الشرق الاوسط ومسألة الوجود السوري في لبنان. وشدد بوش على انه رغم العلاقات التي تأثرت كثيرا بالحرب على العراق، تعاونت واشنطن وباريس لادارة الازمة في هايتي فضلا عن الوضع في افغانستان. واضاف الرئيس الاميركي «جزء كبير من العالم يرى العلاقات من منظار القرار حول العراق تاركا جانبا مجالات التعاون» مثل الحرب على الارهاب. واشاد بوش في هذا الاطار باجهزة الاستخبارات الفرنسية. كما قلل من حجم الغضب في صفوف الرأي العام الاميركي حيال فرنسا. واوضح ان «فرنسا بلد عظيم والكثير من الناس في بلادنا بطبيعة الحال قلقوا من القرار الفرنسي حول العراق وشعروا ان امننا مهدد». لكنه اضاف «نكن تقديرا كبيرا للثقافة الفرنسية وللشعب الفرنسي». وتشكل بروكسل ذروة جولة بوش الذي سيعقد الثلاثاء قمة مع رؤساء دول وحكومات بلدان حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي. واكد بوش الذي سيلتقي فلاديمير بوتين الخميس في براتيسلافا انه يأمل في «اعطاء دفع جديد» للعلاقات الاميركية الروسية. وفي حديث لوكالة الانباء الروسية «ايتار تاس» قال بوش «اعتقد انه يجب اعطاء دفع جديد لهذه العلاقات (الاميركية الروسية)» لكن «لا حاجة الى دفع جديد في علاقاتي مع فلاديمير بوتين لاننا اصدقاء». وتثير مبادرات عديدة اتخذها بوتين قلق واشنطن من بينها الحملة القضائية التي طالت المجموعة النفطية العملاقة «يوكوس» والحد من حرية الاعلام وتعيين حكام مناطق بطريقة تعسفية والتدخلات في العملية الانتخابية في اوكرانيا. واضاف بوش في مقابلة مع تلفزيون الدولة السلوفاكي ان بوتين «قام ببعض الامور التي تثير القلق». وتابع «اريد ان تكون هناك فرصة ليوضح الاسباب التي دفعته الى اتخاذ هذا الاجراء او ذاك».