المحطات التي يمكن الوقوف امامها في المنجزات التي حققتها الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية كثيرة ومتنوعة، فقد جاء انشاء الغرفة نتاجا طبيعيا لمجموعة من العوامل المهمة التي تضافرت فيما بينها لتوجد حركة تجارية نشطة في المنطقة وتفاعلت معها الغرفة لتشكل نسيجا متجانسا مع هذه الحركة التجارية ولتكون اضاءة مميزة تحسب لهذه المنطقة. ودائما عملت الغرفة على تحقيق رسالتها في تعزيز دور القطاع الخاص وخدمة وتأهيل منسوبيه من اجل تطوير ودفع مسيرة العمل الاقتصادي لمملكتنا الحبيبة. فمنذ بداياتها البسيطة الى ان وصلت الى مكانة عالية رفيعة بين مثيلاتها من الغرف السعودية والخليجية والعربية وهي تعمل على تقديم انجازات متميزة لتحقيق طموحات منتسبيها واضعة في اعتبارها ان تكون انموذجا وقدوة في العمل المتميز لخدمة الاقتصاد الوطني. يقول رئيس الغرفة عبدالرحمن الراشد ان الدور الفاعل والإسهام في دفع عجلة التنمية وإرساء نظم الاقتصاد يمثل الهاجس والتحدي الأكبر للمسؤولين عن الغرفة، فقد حققت الغرفة الكثير من الإنجازات التي عززت مكانتها ورسخت وجودها كمؤسسة فاعلة وضعت نصب عينيها دائما خدمة منتسبيها، ولا زال امام الغرفة الكثير مما تحلم ان تحققه لخدمة مسيرة التنمية وخدمة منتسبيها. ويدعو الراشد الى ان تكون المنطقة الشرقية عاصمة اقتصادية وقوة تنافسية خاصة انها عاصمة الصناعات الخليجية بحكم موقعها الجغرافي وما تحتضنه من صناعات كبيرة وما بها من ثروات نفطية وغازية وغير ذلك كثير، ويشدد الراشد على ان الغرفة تعمل على ان تحقق حلم ان المنطقة الشرقية منطقة جاذبة للاستثمارات الكبرى فهي تتمتع ببنية تحتية ممتازة ورغم ذلك فنحن نعمل على تحسينها اكثر وأكثر كما ان بها النفط والغاز واللذين يعتبران من اهم مصادر الطاقة. ويطالب الراشد بضرورة تهيئة المناخ الاستثماري في المنطقة الشرقية وكذلك ايجاد المعاهد الفنية المتخصصة لتخريج الكوادر السعودية المؤهلة والمدربة لتقود العمل في الصناعات المهمة سواء النفطية او في الغاز او في البتروكيماويات او اية صناعات اخرى. ويقول الأمين العام للغرفة ابراهيم بن عبدالله العليان انه رغم ان رسالة الغرفة منذ بدأت في شوال 1372ه وحتى يومنا هذا لم تتغير فهي هيئة خدمية لا تهدف الى الربح، الا انها طورت من اساليب تقديم هذه الخدمة حيث عملت على رعاية مصالح منتسبيها وتعزيز اسهاماتهم في مسيرة التنمية، كما واكبت جميع المراحل وشاركت فيها بكل ما توفر لها من امكانيات وخبرات، فحققت نقلة نوعية في خدماتها لقطاع الأعمال بما يلبي احتياجاته الحالية ويستجيب لتطلعاته المستقبلية كونها تعي ضرورة التفاعل مع المتغيرات على الساحة الدولية والاستفادة من معطياتها الإيجابية في ظل مناخ الانفتاح وتعدد الفرص للنفاذ الى الأسواق. ويضيف الأمين العام ان الغرفة تبنت في كل مرحلة من مراحل تطورها مشروعات مهمة، فمع بدايات فترة الطفرة كانت الغرفة سباقة لتبني التدريب كمشروع وطني رئيسي لتحقق به هدفين الأول اعداد الكوادر السعودية لتحل محل العمالة الوافدة وكذلك مساعدة القطاع الخاص في رفع كفاية العاملين لديه. وكان الحس الوطني في ذلك عاليا حيث كانت تستشعر في ذلك الوقت في عام 1402ه انه لابد من ان تحل العمالة السعودية محل العمالة الوافدة ومع ان التدريب بدأ بدورات معدودة لا يتعدى سبع دورات الا ان التطور الكبير الذي شهده التدريب في الغرفة كان كبيرا وتم افتتاح مركز متخصص للتدريب في الغرفة، ويتم جلب افضل الاستشاريين والخبراء للتدريب. كما كانت الغرفة سباقة في الدعوة لعقد اول مؤتمر لرجال الأعمال السعوديين في المملكة في عام 1403ه تحقيقا لفكرة اللقاء والحوار وتبادل الخبرات والآراء فيما بينهم وليكون ترجمة فعلية وعملية لسعودة الفعاليات الاقتصادية وجعل النشاط السعودي مكتملا من الداخل دون الحاجة للجوء للخارج، وتأكيد اهمية دور القطاع الخاص في تنفيذ برامج التنمية ومعالجة المعوقات التي تواجهه. ولأن غرفة الشرقية رائدة في كل ما تقدمه سباقة كعادتها فقد استضافت اول ندوة تعقد عن الصناعات الوطنية على مستوى المملكة بمشاركة شركة ارامكو السعودية وعدد كبير من الخبراء والاستشاريين والمقاولين ورجال الصناعة حيث تم مناقشة العديد من الموضوعات التي تتعلق بالصناعة الوطنية للوصول بها الى افضل مكان ولتنافس الصناعات الأجنبية ليس في داخل المملكة فقط بل وفي عقر دارها. ولم تتوقف خدمات الغرفة على ذلك فمبادراتها لا تعرف الحدود وكان من اهم هذه المبادرات اطلاق جائزة سنوية للسعودة في عام 1417ه والتي تبناها فيما بعد مجلس القوى العاملة لتصبح جائزة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز للسعودة ولتكون على مستوى المملكة. وكان قد سبق هذه الجائزة مبادرة الغرفة لتنظيم اول ندوة للتدريب والسعودة في عام 1411ه . ولأن المنطقة الشرقية هي قلب المملكة الصناعي فقد لعبت الغرفة دورا مميزا في استقطاب الاستثمارات الأجنبية للاستثمار وفي دعم الصناعة المحلية حيث تبنت معارض الصناعات الوطنية لتعريف المواطن والمقيم بما وصلت اليه الصناعة السعودية من تقدم وتطور، ورفعت شعار المنطقة الشرقية عاصمة الصناعة الخليجية وعملت بكل جهودها لترجمة هذا الشعار الى واقع فعلي فكان منتدى الغاز السعودي الأول الذي اصبح علامة بارزة في تاريخ الغرفة حيث كان هذا المنتدى تظاهرة عالمية وفتح حوارا بين كافة اطراف معادلة الغاز ومبادرة الغاز خاصة ان المملكة تمتلك رابع احتياطي للغاز في العالم، وعلى مدى ثلاثة ايام تحاور كافة المعنيين بالغاز صناعة وتكريرا واستخراجا واستثمارا، وتحول منتدى الغاز الى ملتقى للطموحات والتطلعات والآمال من خلال مبادرة الغاز التي اطلقها سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وقبل ان تهدأ تفاعلات منتدى الغاز السعودي الأول قامت الغرفة بإطلاق مبادرة جديدة انطلاقا من دورها في دعم القطاع الخاص ودعم شباب رجال الأعمال حيث تبنت انشاء اول حاضنة اعمال على مستوى المملكة للشباب المؤهلين وأصحاب الأفكار، وخطت بهذا المشروع خطوات جبارة ومن المقرر ان تبدأ هذه الحاضنة اعمالها في عام 1426ه وقد نبعت هذه الفكرة وتطورت حتى اخذت شكلها النهائي في انشاء هذه الحاضنة داخل الغرفة. ولتحفيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة تدرس الغرفة حاليا منح جائزة سنوية لهذه المؤسسات بناء على معايير محددة.