عندما أُصيبت كارا لانشميت (27 عاماً) بالتهاب رئوي وذهبت لمراجعة الطبيب، كان وزنها أكثر من 187 كيلوغراماً. وتقول كارا «أنساني الطبيب مرضي الذي كنت أعاني منه وراجعته بسببه عندما قال لي: بسبب هذا الوزن، قد تموتين بالسكتة القلبية في أية لحظة عند بلوغك الخامسة والثلاثين، وتخيلت نفسي وقد وضعوني في الصندوق الخشبي، وطاش لبي من الخوف!». ولم تنتظر كارا كثيراً بعد ذلك، فقد التحقت في اليوم التالي بناد لتخفيف الأوزان، وهي الآن تزن نصف ذلك الشخص الذي كانته، بعد أن نقص وزنها 99 كيلوغراماً. وتقول كارا (31 عاماً الآن)، وهي من شيكاغو «لقد عدت إلى الحياة من جديد أخيراً». وأصبح مقاس بنطال كارا، التي تعمل مساعدة محاسب ويبلغ طولها 5 أقدام و10 بوصات، 14 بوصة بعد أن كان مقاسها 32، هل لكم مقارنة ذلك بالبنطال الذي تحمله في الصورة؟ واعترفت كارا بقولها «في بعض الأحيان أقف أمام المرآة وأنكر نفسي فيها تماماً». وهي تتذكر أن وزنها بدأ في الزيادة غير الطبيعية منذ أن كانت في الصف الرابع الابتدائي في المدرسة، كنت مهرج الفصل بلا منازع، فقد علمت أنه ينبغي عليَّ أن اتحلى بروح الدعابة أو أني سأصبح مضحكة بين الطالبات لضخامة جسمي. وكان البعض يطلق عليَّ أسماء تزعجني وتؤلمني كثيراً. وفي مرة رأني شخص غريب، وضحك وقال «إنني أشبه سمك القرش الذي يراه في الشواطئ». وشعرتُ بالخزي والإهانة في تلك اللحظة. وأحسست أن هذا ما يقوله الجميع عني في غيبتي، وأنني لن أكون شخصية ناجحة أو محترمة مهما فعلت. وإنه يجب عليَّ عدم التفكير في أي نوع من النجاح قبل التخلص من جميع الأوزان الزائدة التي أحملها معي أينما ذهبت. وكرهتُ نفسي، بل وفكرت في الانتحار مراراً. عندما أسافر بالطائرة، يكره الناس الجلوس بالقرب مني، وفي مرة صرخ في وجهي رجل كان يجلس بجواري: «هل تعلمين أني دفعت ثمن تذكرة الكرسي الذي أجلس عليه؟ أرجو تركه لي وحدي!!»، فأصابتني ربكة وإحباط كبيرين. كنت اتناول طعامي بشراهة واحتاج لحرق 5 آلاف سعرة حرارية يومياً، ولكن هيهات. وبدلاً من التزام حمية غذائية صارمة، كانت كارا تقنع نفسها بأنها خلقت لتعيش «سمينة» وهذا قدرها الذي ينبغي عليها الاستسلام له. ولكنها علمت أن استسلامها يعني استسلامها لوحدة قاتلة. وها هي تقول «لم أفكر في الزواج كما كانت تفعل الأخريات اللاتي في مثل سني. فقد كنت على يقين من أن لا يوجد شخص يلتفت لي لأنني ثقيلة الوزن». كما بدأت تعاني من مشاكل صحية. تقول كارا «كنت أشعر بألم في الركب بسبب ثقل وزني. وكنت ألهث كلما صعدت الدرج، وأشعر بعدم الراحة إذا جلست أو وقفت». ثم جاء ذلك اليوم الذي ذهبت فيه كارا إلى الطبيب وأخبرها بخطورة حالها وأنها عرضة للموت في أية لحظة.. فانتبهت!! وقالت لنفسها «لابد أن أفعل شيئاً حتى لا أموت». وفقدت من وزنها حوالي 46 كيلوغراماً خلال عام واحد. وعندما وقفت في الميزان ورأت مؤشره بعيداً عن الأرقام القديمة التي عهدتها، لم تتمالك نفسها وأجهشت بالبكاء. ثم فقدت 46 كيلوغراماً أخرى خلال العام التالي. تقول كارا «ثم فقدتُ من وزني 8 كيلوغرامات أخرى بعد ذلك، ثم حافظتُ على ذلك الوزن. غير أنني أرغب في انقاص وزني 17 أو 19 كيلوغراماً أخرى. وأنا استهلك 1200 سعرة حرارية يوميا». وتنصح كارا قرأ صحيفة «الرياض» ممن يعانون من زيادة الوزن بقولها «إنها مسألة تحتاج لصبر وقوة شكيمة، ولكن إذا قدرتُ أنا على ذلك، فأظن أن الجميع سيكون قادراً عليها بلا شك. نعم إنه شيء صعب، ولكنه ممكن. وستجده سهلاً إذا شرعت فيه. ودعني أقولها لك بصراحة: إنها بكل صراحة مسألة حياة أو موت كما قال لي الطبيب ذاك اليوم. هل سمعتني؟!».