اكتئاب مزمن * أنا شاب في الثامنة و العشرين من العمر ، أعاني من اكتئاب مزمن منذ أن كنتُ طالباً في الجامعة. عندما بدأ المرض عندي كنتُ في العشرين من العمر ، في المستوى الثاني في الجامعة ، وذهبت لعيادة طبيب نفسي خاص ووصف لي دواء البروزاك ، استخدمته لمدة عام ، وتحسنت حالتي فتوقفت عن العلاج بناءً على نصيحة الطبيب النفسي. ولكن في العام الأخير من دراستي الجامعية عادوني المرض مرةً آخرى ؛ حيث أصبحت مُكتئباً طوال الوقت ، وفقدت نشاطي و قدرتي على التركيز و اضطرب نومي مما أدى إلى عدم اجتيازي للامتحانات و تدهورت حالتي النفسية أكثر ، حيث إني شاب طموح والدراسة محور حياتي و هي التي أضع عليها – بعد الله – مستقبلي. عدتُ مرةً آخرى إلى الطبيب النفسي الذي عالجني في المرة الأولى ووصف الدواء نفسه ولكن لم يكن بالنتيجةالأولى نفسها . رفع الجرعة إلى حبتين (40 ملغم) ، ولكن أيضاً بدون نتيجةٍ تُذكر. غير العلاج إلى دواء آخر اسمه السيروكسات ولكن لم يتناسب معي ، نظراً لأعراضه الجانبية التي منها زيادة الوزن و كذلك الأعراض الجنسية الآخرى ، فطلبت منه إيقاف العلاج (السيروكسات) و فعلاً وافقني على هذا الأمر ، و استبدله بعلاج آخر اسمه السيبراليكس و لكن للأسف لم أشعر بتحسّن مع هذا الدواء فطلبت تغييره. و استمع الطبيب إلى وجهة نظري و أوقف العلاج ووضعني على علاج اسمه الرمينرون ، وكان هذا العلاج جيداً إلا أنه زاد وزني بشكلٍ كبير ، برغم أنه حسّن النوّم عندي بشكلٍ جيد ، فشكوت للطبيب زيادة الوزن هذه ، فشرح لي بأنه يمكنني السيطرة على الأكل و عدم الانصياع للشهية الكبيرة للآكل التي يُسببها هذا العلاج ، ولكن حقيقةً لم أستطع أيقاف زيادة الوزن مما أضطرني إلى إيقاف العلاج من نفسي ولكن طبعاً بالتدريج. عدت العام الدراسي الأخير في الجامعة واستطعت بحمد الله أن أتخرج من الجامعة و أحصل على وظيفة ، ليست هي ما أطمح إليه لكن حمدتُ الله كثيراً على أني وجدت وظيفة فكثير من زملائي لم يحصلوا على وظائف. الآن منذ عام تقريباً عاودني الاكتئاب مرةً أخرى ، وعدتُ إلى الطبيب الذي أتعالج عنده ووصف لي دواء اسمه إفكسور 150 ملغم ولكن لم أشعر بتحسًن ملحوظ ، خاصةً و أني أريد أن لحالتي النفسية أن تستقر حتى أستطيع الإنتاج و التميّز في عملي. آسف لإطالتي عليك ولكني كنتُ أريد أن أطلعك على كل الأدوية التي تناولتها ، والآن ما زلتُ أتناول علاج الإفكسور ولكن أشعر أنه بلا فائدة ، فماهو رأيك ، هل تؤيد الاستمرار في هذا العلاج برغم أن لي مدة أستخدمه ومع ذلك لم يتحّسن الاكتئاب عندي ، أم ترى أن آخذ علاجاً آخر تقترحه أنت ، أم أنك لا تُفضّل أن تصف علاجاً عن طريق المراسلة. أشكر لك سعة صدرك ولك الشكر. غ.ص - أشكرك على شرحك الجيد للحالة التي مررت بها. الاكتئاب للأسف الشديد مرض يعود مراتٍ في حياة الإنسان ، خاصةً إذا بدأ في سنٍ مبكرة ، كما هو الحال معك. دواء البروزاك واحد من أفضل الأدوية المضادة للاكتئاب ، و تحسّنك عليه في المرة الأولى دليل على أنه دواء مناسب لك. ولكن بعد أول انتكاسة عاودتك وبرغم أن الطبيب رفع العلاج إلى حبتين ولكن لم تحدث استجابة ، فأعتقد بأنه لو رفع الجرعة أكثر ربما حدثت استجابة وأقول "ربما " وليس بالتأكيد. دواء السيروكسات ، أتفق معك بأن له أعراضاً جانبية سيئة مثل زيادة الوزن والأسوأ الاضطرابات الجنسية ، خاصة عدم القدرة على القذف. دواء الرميرون ، وهو دواء جيد ، لكن له عيب كبير و مزعج وهو زيادة الوزن بشكل كبير ، حيث قد يزيد وزن الشخص 12 كلغم في مدةٍ وجيزة ، ويصعب بعدها التخلّص من هذا الوزن. دواء الافكسور ، وهو دواء جديد ومن فصيلة دواء الرميرون نفسه ، لكنه لا يزيد الوزن و لكن قد يرفع الضغط و يؤثر على وظائف الكبد. بما أنك لم تستجب لهذا العلاج ، فأنصحك بأن تناقش مع طبيبك المعالج تغييره إلى دواء آخر فثمة أدوية كثيرة من مضادات الاكتئاب لم تُجربّها ، وربما نجح معك واحد من هذه الأدوية ، ولكني لا أستطيع أن أصف لك دواءً عن طريق المراسلة.