أكدت دراسات متخصصة في مجال تقنية المعلومات أن حجم التجارة الإلكترونية في العالم العربي لا يتجاوز (1%) فقط من حجمها العالمي، وتصل نسبة حجم المحتوى المعلوماتي للإنترنت باللغة الإنجليزية إلى (68.8%)، وبالرغم من أن العرب يمثلون (5%) من سكان العالم إلا أن المحتوى المعلوماتي العربي على الإنترنت لا يتجاوز (1%) أيضا، وتدل هذه المؤشرات على وجود فارق واضح بمستوى الاقتصاد المعلوماتي في العالم العربي مقارنة بالعديد من دول العالم، الأمر الذي يستدعي اتخاذ خطوات مناسبة لتحقيق نهضة اقتصادية معلوماتية والسعي الجاد للتغلب على التحديات والمعوقات في ذلك. وتعتبر الندوة الوطنية الثانية لتقنية المعلومات والتي سوف يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وتنظمها كلية الحاسب والمعلومات بجامعة الملك سعود في الفترة من 10 – 14 ربيع الأول المقبل، والتي تعقد هذا العام تحت عنوان (الاقتصاد والاستثمار المعلوماتي: التحديات والحلول) هي إحدى الوسائل للسعي إلى تشجيع الحوار بين العلماء والمتخصصين ومتخذي القرار، حول التطور المستقبلي بالمملكة لبناء اقتصاد معلوماتي متقدم يواكب تحديات العولمة، والثورة المعلوماتية، والانفتاح والتواصل العالمي الناجم عن شبكات الاتصال الحديثة، ولطرح حلول لقضايا التنمية الاقتصادية المعلوماتية، وللتعرف على واقع الاقتصاد والاستثمار المعلوماتي في المملكة والتوجهات المستقبلية لدخول المملكة القرن الحادي والعشرين باقتصاد معلوماتي مزدهر ومتقدم. وتهدف الندوة الوطنية الثانية لتقنية المعلومات إلى تشجيع البحوث العلمية التي تساهم في بناء اقتصاد معلوماتي وفي التوعية العلمية لأفراد المجتمع في ذلك، ولتشخيص الصعوبات والمعوقات العلمية والعملية التي تؤثر على اللحاق بالتقدم بهذا المجال، كما تساهم الندوة من خلال نشر البحوث المتخصصة بهذه الندوة وتقديم المحاضرات العلمية وجلسات المناقشة العلمية بالندوة في عرض وتقديم الحلول المبتكرة العلمية والعملية لمواجهة التحديات الاقتصادية المعلوماتية التي تعوق الالتحاق بالعالم الاقتصادي المتقدم معلوماتياً، كما تشمل أهداف الندوة عموماً التعريف بواقع وأهمية الاقتصاد والاستثمار المعلوماتي على كافة المستويات، التعريف بالتحديات والصعوبات والمشكلات التي تزيد في اتساع الفجوة الاقتصادية المعلوماتية بين المجتمع السعودي والمجتمعات الأخرى، تقدير حجم الاقتصاد المعلوماتي السعودي وأبعاده وآثاره، اقتراح الحلول العلمية والعملية لتطوير وبناء الاقتصاد والاستثمار المعلوماتي الوطني، رفع الوعي الاقتصادي المعلوماتي بما يساهم في تحقيق التقدم العلمي لبناء اقتصاد معلوماتي متقدم، وإبراز دور الجامعات ومؤسسات البحث العلمي في تحقيق التقدم الاقتصادي المعلوماتي والاستفادة من آثاره الايجابية في نهضة المجتمع. وتناقش الندوة محاور عديدة ومهمة أبرزها محور الاقتصاد المعلوماتي (ماهيته وآثاره) والذي يتناول ماهية الاقتصاد المعلوماتي وواقعه، الآثار الايجابية للاقتصاد والاستثمار المعلوماتي بالمجتمع، عوامل بناء وتطوير الاقتصاد المعلوماتي، دور تقنية المعلومات في زيادة التنافسية الاقتصادية للمجتمع، والقطاعات المؤثرة سلباً وإيجاباً، ومحور آخر بعنوان الوعي المعلوماتي وأهميته لبناء اقتصاد معلوماتي والذي يبحث في دور الوعي والإعلام المعلوماتي في بناء الاقتصاد المعلوماتي، العوامل المساهمة في زيادة الوعي الاقتصادي المعلوماتي بالمجتمع، دور القطاع العام والخاص في نشر الوعي الاقتصادي المعلوماتي واستعراض التجارب العالمية في بناء اقتصاديات المعلوماتية بدول العالم النامية والمتقدمة، ومحور ثالث عن التخطيط والإعداد لبناء اقتصاد معلوماتي والذي يناقش دور التخطيط المعلوماتي الاستراتيجي، تطوير التشريعات والأنظمة القانونية المعلوماتية، تطوير البنية الأساسية للمعلوماتية والاتصالات وانتشار الشبكات السلكية واللاسلكية، خطط إعداد الكوادر المعلوماتية وتطوير القوى البشرية في مجالات الاقتصاد المعلوماتي، التعاون الإقليمي والدولي والتنافس الدولي وتأثيره على الاقتصاد الوطني المعلوماتي، دور المواصفات القياسية ومعايير الجودة في بناء وتطور الاقتصاد والصناعات المعلوماتية، دور المناهج والخطط الدراسية المعلوماتية في دعم وبناء الاقتصاد المعلوماتي، والترجمة والتعريب لقطاعات المعلوماتية وآثارها الاقتصادية، والمحور الرابع والأخير يتناول الحلول والوسائل التقنية بناء اقتصاد معلوماتي ويدور حول التحديث للمؤسسات الاقتصادية والمالية وإعادة الهيكلة والتنظيم للخدمات والإجراءات والمنتجات المجتمعية معلوماتياً لتطوير ومواكبة الاقتصاد المعلوماتي، دعم المحتوى العربي واستخدامات الإنترنت العربية، التطبيقات الالكترونية العربية لشبكات المعلومات (التجارة الإلكترونية - الحكومة الإلكترونية التعلم الإلكتروني- الإدارة الإلكترونية)، الكتاب الرقمي العربي والمكتبات الرقمية، دور البحوث والدراسات المعلوماتية التطبيقية والأساسية في بناء الاقتصاد المعلوماتي، الترجمة الآلية وبرمجياتها وتطبيقاتها. هذا وقد ذكر الأستاذ الدكتور عبد الملك بن سلمان السلمان رئيس اللجنة المنظمة للندوة وكيل كلية علوم الحاسب للتطوير والجودة بجامعة الملك سعود: بأن الندوة تستهدف نشر الوعي والمساهمة في تقديم الحلول في تطوير وتقدم الاقتصاد والاستثمار المعلوماتي الوطني لرقي وتقدم المجتمع السعودي علمياً واقتصادياً واجتماعياً، ولذلك فإن الندوة توجه خطابها لمسئولي تقنية المعلومات والاتصالات والتخطيط المعلوماتي، المديرين التنفيذيين ومتخذي القرار للقطاعين العام والخاص ذوي العلاقة بمجالات المعلوماتية وأثارها الاقتصادية، مديري إدارات الحاسب ومراكز المعلومات في القطاعات الحكومية والخاصة، أعضاء هيئة التدريس والباحثين بالجامعات والكليات والمعاهد العليا من داخل المملكة وخارجها. كما أوضح السلمان بأن اللجنة المنظمة للندوة ظلت في اجتماعات متواصلة من أجل وضع الترتيبات النهائية لإنجاح هذه الندوة، حيث تم الانتهاء من تدشين الشعار الخاص بالندوة وتدشين الموقع الإلكتروني، ودعوة المتحدثين في الندوة وتجهيز وإعداد أوراق العمل التي سوف تناقش في الندوة، كما تم إعداد برنامج تسويقي للشركات الراعية وبدء العمل في عملية التسويق الإلكتروني، حيث لمست اللجنة إقبالاً كبيراً من حيث عدد المسجلين من الشركات والمؤسسات للمشاركة بالندوة. وأضاف الدكتور السلمان بأنه تمت دعوة عدد من المحاضرين من العلماء والخبراء المتميزين من داخل وخارج المملكة لتقديم عدد من المحاضرات العلمية العامة في موضوع الندوة، حيث من المأمول مشاركة كل من صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين ومعالي الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومعالي الأستاذ عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار، ومن الخارج معالي د. مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، وجون شامبر المدير التنفيذي ورئيس شركة سيسكو العالمية من الولاياتالمتحدة، والخبير العالمي الدكتور فقير كوهلي أحد رواد صناعة البرمجيات بجمهورية الهند ورئيس شركة تاتا الاستشارية العالمية، والدكتور عبد الوحيد خان نائب المدير العام لمنظمة اليونسكو لقطاع الاتصالات والمعلوماتية. وأشار الدكتور السلمان أنه سيتم عقد مجموعة من الدورات التدريبية العلمية والهندسية يقدمها نخبة مختارة من خبراء ومختصينن أثناء فترة الندوة، لرفع الوعي المعلوماتي وللمساهمة في تحقيق أهداف الندوة الرئيسة. هذا وقد ثمّن الدكتور السلمان اهتمام ولاة الأمر بمثل هذه الندوة، كما شكر في هذا الصدد معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبد الله العثمان على دعمه المتواصل لهذا المحور الهام من روافد الاقتصاد في هذا البلد المعطاء. ويمكن زيارة الموقع الالكتروني للندوة www.nits.ccis.edu.sa