تتواصل معارك عنيفة بين المقاومين الفلسطينيين وجنود اسرائيليين في وسط مدينة غزة بينما يستمر الطيران الحربي في قصف جنوب القطاع حيث استشهد حوالي الف فلسطيني منذ بدء الهجوم الاسرائيلي في 27كانون الاول/ديسمبر. لكن في اليوم التاسع عشر من الهجوم الذي تؤكد اسرائيل انه يهدف إلى وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية على اراضيها، تحدث شهود عيان عن تراجع كثافة الضربات الجوية في مدينة غزة وشمال القطاع بالمقارنة مع الليالي الماضية. واستشهد فلسطيني وجرح نحو عشرين آخرين في غارة دمرت منزلا في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، حسبما ذكر اطباء وشهود عيان لوكالة فرانس برس. وقال مراسل لوكالة فرانس برس ليلا حول الوضع في مدينة غزة وشمال القطاع ان "دبابات تطلق النار على المقاتلين الفلسطينيين الذين يردون بقاذفات الصواريخ التي يحملونها". واضاف "هناك اطلاق نار كثيف من الجانبين". ولم تذكر اي ارقام تتعلق بحصيلة هذه المعارك. لكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اتهم الثلاثاء الدولة العبرية بمحاولة "القضاء" على سكان القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) منذ حزيران/يونيو 2006.وقال عباس ان "العدوان يزداد كل يوم شراسة وكل يوم يزداد الشهداء ويزداد التدمير واسرائيل ممعنة في هذا العدوان لتقضي على شعبنا هناك"، مؤكدا ان "هذا الشعب الصامد سيستمر صامدا (...) ولن يستسلم". واستشهد سبعون فلسطينيا على الاقل الثلاثاء في قطاع غزة مما يرفع حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 975شهيداً على الاقل واكثر من 4400جريح منذ بدء الهجوم الاسرائيلي، حسبما ذكر مدير خدمات الطوارىء في غزة معاوية حسنين. في المقابل قتل عشرة عسكريين وثلاثة مدنيين اسرائيليين. ومساء الثلاثاء شن الطيران الاسرائيلي غارات على شمال قطاع غزةوجنوبه ادت إلى استشهاد ثمانية فلسطينيين بينهم ثلاثة اطفال في احد شوارع جباليا. في الوقت نفسه، قال شهود ان القوات الخاصة الاسرائيلية تقدمت مئات الامتار بعد معارك مكثفة، داخل بعض احياء مدينة غزة من بينها حي الزيتون. وفي الجنوب، قالت منظمة كير غير الحكومية ان القصف الجوي العنيف لمدينة رفح على الحدود مع مصر دفع مئات السكان إلى الشوارع بحثا عن ملاجىء. وقد تواصلت عمليات القصف هذه طوال الليل. واكد وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك ان الهجوم حقق "معظم" اهدافه "لكن ليس كل الاهداف على الارجح". وقال الجيش الاسرائيلي ان الضربات الجوية استهدفت حوالي مئة موقع الثلاثاء وخصوصا 55نفقا تستخدم لتهريب الاسلحة من مصر إلى قطاع غزة. واطلق مقاتلون فلسطينيون 18صاروخا وقذيفة هاون على اسرائيل، وهو عدد اقل بثلاث مرات من الصواريخ التي كان يتم اطلاقها في بداية الهجوم. ولم تسبب هذه القذائف اصابات. من جهته، قال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي "لقد حققنا نجاحات كثيرة على النظام وبنيته التحتية وعلى الذراع العسكرية لحماس لكن المهمة لم تنته". وشدد اشكينازي على "الطابع المعقد" للمعارك. وصرح مسؤول اسرائيلي كبير لموقع صحيفة يديعوت احرونوت على الانترنت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت "حدد هدفين هما وقف اطلاق صواريخ حماس ومنع اعادة تسلح المنظمة". واضاف ان اسرائيل "لن تخضع لأي ضغط طالما لم يتحقق هذان الهدفان". وتابع المسؤول نفسه "لا نبحث عن مخرج (للازمة) بل عن نجاح. كما قال اولمرت، نحتاج إلى استراتيجية تقودنا إلى نجاح مهما كان الوقت الذي يستغرقه ذلك". على الصعيد الدبلوماسي، ما زالت القاهرة تنتظر موافقة حماس على مبادرتهاالخاصة لوقف اطلاق النار في غزة. واكد الرجل الثاني في حماس موسى ابو مرزوق وجود "فرصة" لان توافق الحركة على المبادرة المصرية في حال اجراء بعض التعديلات عليها. وسيتوجه المبعوث الاسرائيلي عاموس جلعاد اليوم إلى العاصمة المصرية لاجراء مزيد من المشاورات حول الخطة المصرية. وفي نيويورك اكد مجلس الامن الدولي دعمه للامين العام للامم المتحدة بان كي مون قبل توجهه إلى الشرق الاوسط حيث يسعى للتوصل إلى وقف المعارك في غزة وتطبيق القرار 1860فورا. ويدعو هذا القرار إلى "وقف فوري لاطلاق النار"، لكنه بقي حبرا على ورق. وفي واشنطن اكدت وزيرة الخارجية الاميركية المعينة هيلاري كلينتون امام الكونغرس ان ادارة اوباما ستقوم "بكل الجهود الممكنة" لاتاحة الفرصة للتوصل إلى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين. لكن كلينتون استبعدت بشكل كامل اي تفاوض مع حماس. واخيرا تشهد غزة اوضاعا انسانية صعبة اذ يعيش مليون شخص اي نحو ثلثي سكان القطاع من دون كهرباء وحرم 750الفا اخرون من المياه بينما تعمل المستشفيات بفضل المولدات الكهربائية بحسب الاممالمتحدة.