توجد في مصر شركة سياحية تنظم رحلات صحراوية للبحث عن جيش قمبيز الذي ابتلعته الرمال قبل 2500عام.. فبحر الرمال العظيم (الذي يمتد على مساحة 650كيلومتراً شمال غرب القاهرة) يتحمل مسؤولية اختفاء قوافل وجيوش قديمة لم يعثر على بقاياها حتى اليوم.. وخلال التاريخ حاول مغامرون كُثر البحث عن الكنوز - أو على الأقل البقايا - التي تركتها القوافل والجيوش القديمة ولكن دون جدوى.. ولتحقيق رغبات هذه الفئة من السياح أسس رجل الأعمال هشام نسيم شركة متخصصة للبحث عنها - ولكن هذه المرة بالاستعانة بالأقمار الاصطناعية وجيوب رانج روفر معدلة تحمل خزانات وقود إضافية!! ... وكانت قوات الملك الفارسي قمبيز الثاني قد وصلت إلى مصر عام 532قبل الميلاد كخطوة أولى لغزو كامل القارة الافريقية. إلا ان طموح قمبيز الكبير انتهى لسبب غبي وصغير.. ففي ذلك الوقت كان يعيش في واحة سيوة (قرب الحدود الليبية) كاهن مشهور تنبأ بموت الملك الفارسي وانتهاء ملكه خلال أيام. وقد اغضبت هذه النبوءة الملك قمبيز فسار إليه بجيشه الجرار (خمسون ألفاً) رغم صغر الواحة وقلة عدد سكانها النسبي (أربعمائة فقط)... غير أن هذا الجيش لم يصل أبداً إلى سيوة حيث اختفى في الصحراء مع غنائم ونفائس جمعها خلال رحلته من فارس إلى مصر! ... واختفاء جيش قمبيز مجرد طريقة (من 14طريقة) أحصيتها في مقال قديم تهزم بها الجيوش نفسها.. فأثناء الحرب الأهلية الاسبانية مثلاً اختفى أربعة آلاف جندي كانوا في طريقهم "لتأديب" بعض المتمردين. ورغم ان اتجاه الفرقة كان معروفاً ورغم انها كانت تحمل أجهزة اتصال حديثة إلا أنها اختفت فجأة بدون أثر واضح - ولا حتى جثة ملقاة على جانب الطريق! وفي الحرب العالمية الأولى هاجمت فرقة "نورفلك" البريطانية ممر غاليبولي التركي. ورغم أن الأتراك أجبروا الانجليز على الانسحاب (بلا خسائر) إلا أن الفرقة اختفت اثناء عودتها بلا سبب معروف حتى اليوم! وفي فترة الاستعمار الايطالي للحبشة اختفت فرقة عسكرية كاملة أثناء توجهها لاحتلال احدى المناطق النائية. ورغم إرسال البعثة تلو البعثة إلا أن السلطات الايطالية عجزت عن إيجاد أي أثر للجنود أو ما يدل على وقوع معركة مع الأحباش! وفي الحرب العالمية اختفت فصائل عديدة من الجيش الياباني في غابات اندونيسيا والملاوي - وحتى يومنا هذا مايزال اليابانيون يكتشفون جنوداً رابطوا في الغابات ولم يعلموا بانتهاء الحرب منذ 58عاماً.. وبعد هزيمة ألمانيا النازية اتصلت القيادة العسكرية بالفرقة المرابطة من ايسلندا لإخبارها بوجوب العودة والاستسلام للحلفاء. وحين لم تتلق أي رد ذهبت بعثة عسكرية لإحضارهم فلم تجد غير معداتهم في الموقع! ... أما أعظم حادثة اختفاء في العصر الحديث فهي بدون شك اختفاء مليون جندي وامرأة وطفل من المعارضين للثورة الشيوعية في روسيا عام 1919.فتحت قيادة الأمير كولتشاك انسحبت تلك الجموع عبر ثلوج سيبيريا نحو المحيط الباسيفيكي على بعد خمسة آلاف ميل. وآخر ما يعرف عن هذه القافلة انها انتهت إلى خمسين رجلاً فقط قضَوا نحبهم حين حاولوا عبور بحيرة بايكال في جو من الزمهرير القارص.. وكما حاول عشاق التاريخ العثور على جيش قمبيز في الصحراء الملتهبة، حاولوا أيضاً البحث عن مجموعة كولتشاك في سيبيريا المثلجة (... وما يشجع على استمرار البحث عنهم أنهم كانوا يحملون ذهباً بقيمة مليار دولار لم يعثر عليها إلى الآن)!