يبدو أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تهدف إلى العديد من النقاط التي يريد الساسة الإسرائيليون تسجيلها وهي: أولاً: أن السباق الانتخابي الإسرائيلي محرك واضح وقوي للحرب على غزة؛ حيث المنافسة بين أيهود باراك عن حزب العمل، وليفني عن حزب كاديما، ونتنياهو عن حزب الليكود، وأن الهدف هو إظهار من هو أكثر ضراوة وشدة ليكسب الشارع الإسرائيلي الذي يرى أن العربي الميت والمدفون تحت الأرض هو العربي الجيد. ثانياً: أنها فرصة سياسية دولية واضحة؛ حيث الفراغ السياسي الأمريكي، وبالتالي الدولي، وأن الفراغ السياسي الأمريكي سوف يخلق فراغاً سياسياً دولياً يجعل إسرائيل أكثر تحركاً وحرية في تغيير معالم الوضع السياسي في غزة. ثالثاً: أن الوضع الفلسطيني مشلول تماماً بالانقسامات الفلسطينية؛ حيث إن حكومة محمود عباس واقعة في حالة شلل حقيقي بين طموحاتها السياسية والشارع الفلسطيني مما جعل الوضع الفلسطيني يبدو أكثر إرباكاً للعالم وخصوصاً العالم العربي. رابعاً: فقدان النظام العربي لأي أوراق من أوراق اللعبة السياسية وأن التوجس والخيفة بين الدول العربية أكثر بكثير من توجسها من العالم الخارجي، وبالتالي أصبح النظام العربي رهين ارتباطاته الدولية لدرجة أنه شل أي قدرة على التحرك أو الفاعلية للنظام العربي. خامساً: أن الانقسام الحضاري والثقافي الذي يعيشه العالم العربي جعل التحرك الممكن غير كاف ومتأخر وأن التوجه العربي الثقافي متضارب ومتناقض وإن كانت العاطفة الجياشة هي مع الوضع في غزة إلا أن هذا التناقض الثقافي العربي ليس بين الدول فقط بل حتى داخل الوطن الواحد من الدول العربية غير قادر على فعل ما يمكن أن يقدمه العالم العربي كدول وكمجتمع لها أهميتها وثقلها السياسي.