قال مسؤولون إسرائيليون إن لدى رئيس الوزراء ايهود أولمرت مصلحة في تأجيل الانتخابات العامة الإسرائيلية، ولذلك فإنه يعرقل المفاوضات لوقف العدوان على قطاع غزة. ونقل المحلل السياسي في صحيفة "معاريف" بن كسبيت أمس عن مسؤولين إسرائيليين "بعضهم سياسيون وبعضهم الآخر ليسوا سياسيين" قولهم إنه "لأن لدى أولمرت مصلحة واضحة بتأجيل الانتخابات فإنه يسعى إلى عرقلة المفاوضات لوقف إطلاق النار". وأضاف المسؤولون ذاتهم إن مكتب أولمرت لم يعمل فقط على إرجاء سفر رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب عاموس غلعاد إلى مصر الذي كان مقرراً أمس وإنما أساؤوا لسمعة غلعاد لدى المصريين أيضا وعلى ما يبدو أن مكتب أولمرت سرب أقوالا باسم غلعاد مفادها أن "المصريين جيدون بالكلام لكن ليس بالأفعال". ويذكر أن غلعاد هو المسؤول الإسرائيلي الذي يفاوض مصر حول اتفاق وقف العدوان على قطاع غزة. وكتب كسبيت أنه "على رغم أن مكتب أولمرت أعلن اول من أمس معارضة أولمرت لتأجيل الانتخابات لكن الادعاءات هي أن أولمرت يواصل بدهاء بالغ الدفع باتجاه هدفه وهو تأجيل الانتخابات لفترة طويلة تمكنه من تحقيق ما يرى انه انجاز تاريخي في غزة وربما يعيد (الجندي الإسرائيلي الأسير في القطاع) غلعاد شليط. وقالت صحيفة "هآرتس" من جانبها ان حدة الخلافات تتزايد بين أولمرت وبين وزير الحرب ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، الذين يشكلون ما يعرف ب"المطبخ الصغير" أو "الثلاثية"، بشأن وقف العدوان على القطاع. وأوضحت إن أولمرت يقدر أن غالبية الوزراء الأعضاء في الحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) يعارضون وقف العدوان، ولذلك فإن أرجاء اتخاذ قرار بهذا الخصوص إلى حين اجتماع الكابينيت، الذي لم يحدد موعد التئامه، ما يعني أن العدوان سيستمر لأيام أخرى. وبحسب "هآرتس"، فإن ليفني ترى أن استمرار العدوان قد يلحق ضررا بما وصفته "انجازات" حققها حتى الآن وخصوصا ما يتعلق منها بالردع. وأضافت أن باراك يتحفظ عن توغل القوات الإسرائيلية بشكل أعمق في القطاع، وخصوصا في مدينة غزة ومخيمات اللاجئين الكبيرة ويرى أنه ينبغي الاكتفاء بالعمليات العسكرية التي تم تنفيذها حتى الآن. ونقلت "هآرتس" عن مقربين من أولمرت قولهم إن غالبية أعضاء الكابينيت وقيادة جهاز الأمن، أي الجيش وأجهزة الاستخبارات، يؤيدون موقف أولمرت بمواصلة العملية العسكرية كما هي جارية الآن وحتى أن قسما منهم يؤيد توسيع العدوان. وفي هذا السياق، أشار المحلل الإسرائيلي كسبيت إلى أن الخلافات لا تنحصر في القيادة السياسية وإنما هناك خلافات بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي وقائد الجبهة الجنوبية في الجيش اللواء يوءاف غالانت الذي يعتبر رسميا قائد العملية العسكرية في قطاع غزة.