عندما هتف الشاعر العربي ذات يوم بذلك البيت الشهير: من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد كان يقصد أسبابا كثيرة للموت انتشرت في وقته ربما كان الطاعون أحدها لكن من المؤكد أن بعض المطاعم التي تجهز وجبات الموت في وقتنا الحاضر لتبيعها على زبائنها الذين يرتادونها ليست أحد تلك الأسباب التي كان يهدف إليها ويقصدها وأجزم تماماً أنه لو عاش إلى يومنا هذا لتغيرت نظرته إلى أسباب الموت لدرجة أنه أصبح لدينا قناعة بأن من لم يمت بالسيف فسيمت حتماً مسموماً على إحدى طاولات بعض المطاعم التي تحضر وجباتها بطرق أشبه ما تكون بالبدائية إذ لا يكاد يمر يوم إلا وتطالعنا الصحف بخبر يؤكد ذلك ويثبته فهذا مطعم يعد الوجبات في دورات المياه وذلك مطعم يقدم لحوماً غير صالحة للاستخدام الآدمي ولا حتى الحيواني وآخر يقدمها ملوثة والقائمة تطول وما زالت الغرامات التي توقع على تلك المطاعم غير كافية ولا رادعة مما جعل السيناريو ذاته يتكرر كل ساعة تقريباً في بلادنا وبشكل ملفت للنظر فالغرامة المفروضة قليلة جداً لا تتناسب وحجم المخالفة. لذلك ارى من المناسب العمل بهذه الاقتراحات:- 1- تأسيس جمعية تسمى "جمعية أصدقاء الأمانة" برئاسة أمين كل منطقة وعضوية أناس مشهود لهم بالأمانة والنزاهة في المجتمع ليكونوا متعاونين مع البلدية ومنحهم صلاحيات الدخول للمطاعم التي تقع داخل نطاق الأمانة التابعين لها عن طريق بطاقات رسمية والسماح لهم بالتصوير أثناء وقوع المخالفة. 2- إلزام جميع العاملين في المطاعم والبوفيهات بارتداء القفازات الصحية على أيديهم والكمامات على أفواههم والزي الموحد والقبعات التي تغطي الشعر كاملاً حتى لا يسقط منه شيء أثناء إعداد أو تجهيز أو تقديم الطعام ومن لم يتقيد بذلك يتم تغريمه مبلغ عشرة آلاف ريال وتزيد الغرامات بزيادة عدد المرات على أن يتم تسجيل المخالفات في الحاسب الآلي في الأمانة للرجوع إليه ومتابعة المخالف ومن تزيد مخالفاته عن ثلاث يتم ترحيله. 3- في حال حدوث تسمم- لا سمح الله- وبعد تقرير طبي يثبت واقعة التسمم يتم تغريم المطعم خمسين ألف ريال وعشرة آلاف ريال عن كل مصاب بالتسمم مع تحمل صاحب المطعم تكاليف علاجه حتى شفائه تماماً. 4- في حال وقوع مخالفة كبيرة كبيع اللحوم الفاسدة أو إعداد الطعام في دورات المياه أو أماكن غير نظيفة يتم إيقاع غرامة لا تقل عن مئة ألف ريال مع التشهير بالمطعم وبصاحبه في الصحف الرسمية وعلى حسابه الخاص. 5- يجب إلزام كل مطعم أو بوفيه بعدم وضع جدار عازل يحول دون رؤية ما يدور داخل المطبخ والتشديد على استخدام الزجاج الشفاف ليتمكن الجميع من رؤية ما يجري داخل المطعم. 6- إلزام كل مطعم أو بوفيه أو مطبخ بتنظيف الأرضيات يومياً باستخدام المطهرات والمنظفات وكذلك تنظيف شوايات الشاورما والدجاج التي تراكمت الزيوت عليها فأصبحت سوداء لا تسر الناظرين. وأعتقد أن تلك الأنظمة ستساهم - فيما لو تم تفعيلها - في القضاء على تلك المخالفات وسيدخل كل منا إلى المطاعم أو البوفيهات سواء الداخلية أو تلك التي على الطرق السريعة وهو مطمئن وآمن لثقته أن هناك عيناً تراقب عن كثب إذا ما تجاهل صاحب المطعم وعماله عين الله التي لا تغفل ولا تنام.