مشاكل شعبان ورجب وما قبلهما من الأشهر هي نفسها، خاصة قضية تسمم الناس في المطاعم، لكنها تبرز بشكل واضح خلال شهر الصوم، حيث يعتمد الكثيرون من أهلنا، والمقيمين، على تناول وجباتهم في المطاعم التي تنتشر في ربوع وطننا، في كل شارع وحارة، بل وفي كل «زنقة»، إلى الحد الذي يمكنك أن ترى فيه شوارع بأكملها تضم عشرات المطاعم التي تمثل (أمزجة) وعادات بلدان العالم، لتشبع بطون الجميع، فهذا مطعم حضرمي، وآخر مصري، وثالث سوداني، ورابع صيني، وخامس غربي، وسادس لبناني، وأنا على يقين من صعوبة حصر أنواع المطاعم في بلادنا، ولا عددها، وربما كان ذلك سببا في «انفلات» هذه المطاعم وصعوبة مراقبتها. لكن الأمور قد تجاوزت الحد، فالقضية تتعلق بصحة المواطن والمقيم، إذ إن كثيرا من هذه المطاعم، بل أغلبها، يوحي لداخله بالفخامة البراقة الخادعة من الخارج، بديكورات تجذب العيون والبطون، وما أن تدخل حتى تواجه (قذارة) القاعات، وتهالك الطاولات والمقاعد، ناهيك عن أواني المطبخ، والأطباق التي تقدم فيها الأطعمة، وما يحف بها من ذباب وحشرات طائرة وزاحفة، فإذا دخلت إلى غرف إعداد هذه الأطعمة رأيت ما لا يخطر على قلب أو (بطن) أحد، فالخضراوات ملقاة على الأرض، وأشك في غسلها قبل إعدادها، والله أعلم بمدى صلاحيتها قبل الإعداد، واللحوم مكدسة غير معلومة المصدر، ولا نعرف أهي طازجة أم مجمدة، محلية أم مستوردة، وما تاريخ صلاحيتها؟! أما العاملون في المطاعم فحدث عنهم ولا حرج، إذ لا تتوافر فيهم أبسط قواعد النظافة من ارتداء قفازات، وملابس خاصة، تحول بين انتقال الميكروبات والقاذورات إلى الأطعمة، والله أعلم بما فيهم من أمراض معدية، يمكن أن تنتقل من خلال إعدادهم للمأكولات، أو تقديمها للمساكين الذين أجبرتهم الظروف على تناول وجباتها في المطاعم. أين الرقابة في هذا كله؟! ماذا تفعل الأمانات والبلديات؟.. وما دور وزارة الصحة؟.. وما دور سائر الأجهزة الرقابية؟ نعم قد يتم اكتشاف عشرات المخالفات، وتحرر الغرامات على أصحاب المطاعم، وما أيسرها من عقوبة، فالمطعم المخالف الذي يدفع آلاف الريالات غرامة لإهماله، سيعيد إلى أرباحه هذه الغرامات من جيوب الرواد، بينما يدفع هؤلاء الضحايا ثمن هذه المخالفات من صحتهم، وأموالهم كذلك. زيارة واحدة لمطاعم مدننا الكبيرة تكفي لإدراك حجم الكارثة، على الإنسان وعلى البلاد التي تتحمل علاج المصابين بأمراض التسمم وغيرها. هذه الجهات مسؤولة مسؤولية كاملة عن الصحة، يجب ألا تتهاون بصحة المواطن أغلى ما يملكه. المطلوب ببساطة هو إغلاق تام لأي مطعم مخالف، وعدم إصدار أي ترخيص لصاحبه السعودي للعمل في هذا المجال، وترحيل فوري للعاملين في المطاعم المختلفة، وكل من يتقاعس عن الرد الحاسم على هؤلاء جميعا فهو مشارك، معهم في جريمة الاعتداء على الإنسان والإضرار بصحته وسلامته، وكل عام وأنتم بخير. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة