أول ما يثير الاستغراب، قبل أي شيء آخر، هو اسم (قناة الكوميديا السعودية) التي أعلن المخرج المعروف عامر الحمود انطلاق بثها التجريبي قبل أيام، فما السر وراء الاسم؟. وهذا سؤال يتبعه علامات تعجب كثيرة، لأن قناة تحمل هذا الاسم الذي يحدد تخصصها منذ البداية بالكوميديا السعودية، لاشك أنها ستجبرنا على الضحك فعلاً. سنضحك إذا كان هدفها الوحيد هو إعادة عرض ما تم إنتاجه من مسلسلات وبرامج كوميدية سعودية، ليس تقليلاً من شأنها معاذ الله، ولكن هل إنتاجاتنا طوال العقدين أو الثلاثة الماضية كافية لكي تعرض ليل مساء على هذه القناة؟. وهل ستكتفي القناة بعرض هذه الأعمال فقط؟. وهل تملك هذه الأعمال من نقاوة الصورة ووضوح الصوت ما يجعل أمر مشاهدتها متيسراً أو على الأقل مقبولاً في عصرنا الحالي؟. وسنضحك إذا عرضت القناة الأعمال الكوميدية العربية الأخرى، وما أكثرها إذا ما قورنت بأعمالنا المحلية، كالمصرية والسورية والكويتية على وجه التحديد، ألا تلاحظون هذه المفارقة الكوميدية أو التناقض؟! كيف تعرض أعمال غير سعودية على قناة تحمل اسماً صريحاً جداً (قناة الكوميديا السعودية)؟!. هل ستحسب على السعودية لأن المخرج عامر الحمود اشتراها لتعرض على قناته؟. وسنضحك إذا كانت مقتصرة على أعمال صاحب القناة ومتابعة مشاريعه المستقبلية، وهو المخرج الذي يملك في رصيده فعلاً بعض المسلسلات والسهرات التلفزيونية الكوميدية، ولكن حتى لو كان هناك تخطيط، فمن الضعف أن تبدأ القناة بثها ولا توجد خطة متكاملة يتم الإعلان عنها، بإنتاج مسلسلات وبرامج جديدة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى من هم نجوم الكوميديا السعوديون الذين سيستعين بهم عامر الحمود وكل يوم نسمع باحتكار شركات الإنتاج لهم؟ أم أن القناة ستكون مصنعاً جديداً للأحلام والنجوم؟. وسجل مخرجنا العزيز في هذا الصدد، لا يبشر بخير، على الأقل مؤخراً، ولكم في مشروع (طاش ما طاش الأصلي) مثالاً حياً وميتاً!.