رفض عام 2010 إلا أن ينتهي كما بدأ في الوسط الدرامي السعودي بخلاف جديد تناقلت تفاصيله الفضائيات والصحف. فبعدما عاش الوسط بداية العام على وقع التصاريح الهجومية التي تبادلها الثنائي حسن عسيري وفايز المالكي إثر الخلاف الذي نشب بينهما بعدما قرر الأخير فسخ عقده مع عسيري كمنتج والعمل على إنتاج أعماله الخاصة التي كان أولها مسلسل «سكتم بكتم» الذي عرضته القناة السعودية الأولى خلال رمضان، توالت الخلافات. ولا مبالغة في القول ان هذه السنة شكلت الحروب الإعلامية فيها السمة الأبرز، إذ عادت إلى السطح القضية القديمة الجديدة في الخلاف بين ثنائي بطولة «طاش ما طاش» من جهة ومخرج العمل السابق عامر الحمود من جهة أخرى. فبعد الأحاديث الإعلامية التي أطلقها الحمود طوال الأعوام ال13 الماضية حول كونه صاحب فكرة العمل والقائم على انطلاقته، جاء القضاء ليدعم أقواله، بصدور قرار قضائي يمنع ثنائي «طاش» وشركة «الهدف» التي يملكانها من استخدام اسم العمل أو جزء منه، ما يعني أن المخرج الذي كسب القضية أخفى للأبد اسم العمل ليجبر نجومه على البحث عن مسمى جديد ربما يضطرون معه إلى تغيير المضمون، وهي الرغبة التي وضحت معالمها في أكثر من حديث إعلامي. ومن بطولة فايز المالكي للمرة الثانية يأتي الخلاف الأخير لهذا العام إذ أدى رفضه عملاً جديداً إلى جوار مخرج العمل ومنتجه عبدالخالق الغانم إلى خلاف مع الأخير الذي أكد بأن المالكي رفض العمل بعدما أبدى استعداده التام لخوض التجربة، الأمر الذي أجبر معه الغانم على تحمل أعباء مادية من دون أية عوائد في ظل رفض القنوات عرض العمل بسبب تغيير أبطاله. واللافت أن الخلافات بين أقطاب الدراما السعودية لم تترك أثراً إيجابياً على قيمة المنتج الدرامي، على عكس ما تشهده الدراما العالمية وبعض الأوساط الفنية العربية التي تنبع خلافاتها غالباً من واقع التنافس المحتدم على خطف أعمال ذات قيمة فنية عالية. فالمتابع للمشهد الدرامي هذا العام يلاحظ أن الأعمال الكثيرة المنتجة لم تحظَ بالقبول المنتظر. فعلى صعيد الكوميديا عاش العمل السعودي الأبرز «طاش ما طاش» وباستثناء بعض حلقاته نقداً حاداً طوال فترة عرضه بينما لم تخدم الفكرة الجديدة للمسلسل الكوميدي «بيني وبينك» في جزئه الرابع أبطاله أو منتجه إذ جاء بعيداً من المنافسة. الحال لم تكن مختلفة كثيراً بالنسبة للفنان فايز المالكي الذي لعب بطولة مسلسل «سكتم بكتم»، وعلى رغم ما حظي به العمل من قبول إلا أن آراء مختلفة وجدت بأنه لم يقدم جديداً على صعيد الأفكار أو الأداء. وبعيداً من الكوميديا اختفت سريعاً التجربة الأولى لعمل درامي سعودي مطول على طريقة «السوب أوبرا» الأميركية، بعدما لم تتمكن تجربة مسلسل «أيام السراب» من مواجهة النقد الحاد الذي تعرضت له طوال مدة العرض. وبعدما أكد منتج العمل حسن عسيري الانتهاء من تصوير أكثر من 160 حلقة إلا أن قناة «إم بي سي» صاحبة العرض الحصري أوقفت العمل بعد عرض أقل من نصف حلقاته. وربما تحضر في هذا الموقف واحدة من أبرز أحداث العام الحالي إذ شهد تفاعلاً واضحاً من الجماهير التي أقامت للمرة الأولى حملة على شبكة الإنترنت طالب من خلالها عدد كبير من المتابعين بوقف العمل وهو الأمر الذي استجابت له «إم بي سي». الحال لم تكن مخالفة للواقع على صعيد الجوائز إذ اكتفت الأعمال الدرامية بجائزتين فضيتين في جوائز الخليج للإذاعة والتلفزيون، الأولى ذهبت للمسلسل الكوميدي «طاش ما طاش» في جزئة ال17 بينما ذهبت الثانية لمسلسل «الساكنات في قلوبنا» عن فئة الدراما الاجتماعية.