كشف تقرير الاكتتابات السنوية لشركة إرنست ويونغ عن تراجع نشاط الاكتتاب في الشرق الأوسط بشكل ملحوظ خلال الشهرين الأخيرين، ليعكس تخوف المستثمرين والتباطؤ الاقتصادي العالمي. حيث حققت الاكتتابات الإقليمية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2008 ما قيمته 22.4 مليون دولار من ثلاثة اكتتابات، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، إذ حققت 6 مليارات دولار في 10 صفقات. وخلال عام 2008، تصدرت السعودية والإمارات ومصر قائمة أسواق الاكتتابات في المنطقة بالنسبة لحجم العائدات، إذ استحوذت هذه الأسواق على 78% و10.3% و4.7% على التوالي من حجم اكتتابات الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، قال فيل غاندير، رئيس خدمات استشارات الصفقات في إرنست ويونغ الشرق الأوسط: "على الرغم من أن وصول عائدات الاكتتابات إلى 13.4 مليار دولار حققها 55 اكتتاباً منذ بداية 2008 وحتى نوفمبر هذا العام، أي أعلى بنسبة 4.6% مقارنة مع عائدات العام الماضي بأكمله، والتي وصلت إلى 12.8 ملياراً، إلا أن تراجع النشاط في الشهرين الأخيرين كان نتيجة واضحة لمخاوف المستثمرين الحالية وتأثير الأزمة المالية العالمية على الأسواق الإقليمية. إذ لا تقبل الشركات المصدرة للاكتتاب حالياً تقييمات السوق، ولهذا يتم تأجيل الاكتتابات التي كانت مقررة بالفعل. إلا أن الشركات تعمل الآن على الاستعداد للاكتتاب نظراً لأن الأسباب الاستراتيجية طويلة الأمد لمثل هذه الاكتتابات لم تتغير". من جانبه، أضاف أزهر ظفر، رئيس قسم عمليات الاندماج والاستحواذ في إرنست ويونغ الشرق الأوسط: ""لقد أثرت ظروف السوق الحالية على ثقة المستثمرين واستعدادهم لدخول الاكتتاب في هذه الفترة الراهنة. ولكن على الرغم من تباطؤ عمليات إدراج الشركات الفعلي، إلا أن عدد الشركات التي تستعد لطرح أسهمها لا يزال في وضع جيد. وهذا يشير إلى أن الشركات تدرك حقيقة أن طرح الأسهم هو عملية تحول شاملة. وتشير دراساتنا في واقع الأمر، إلى أن مديري الشركات الناجحة عادة ما يبدؤون الإعداد لطرح أسهم شركاتهم قبل 12 أو 24 شهراً من الاكتتاب الفعلي".