أوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ أسامة بن عبدالله خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل مبينا لهم انهم محاسبون على القطمير من أعمالهم . وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام ان الحذر من خسران العمل والخوف من ضلال السعي نهج أولي الالباب وسبيل عبادالرحمن وطريق الراسخين في العلم يبدؤون بالوسيلة الى ربهم لانهم يستيقنون ان سعادة المرء هي في توفيق الله له الى إصابة الحق والسلامة من العثار والنجاة من الزلل وذلك بعبادة الله على بصيرة.. مؤكدا فضيلته ان في هذا صيانة للعبد ووقاية له من أن يضم الى زمرة الاخسرين اعمالا الذين يخدعون انفسهم باعتقاد لا يقره واقعهم ولا يشهد له حالهم ولا تصدقه اعمالهم . واضاف فضيلته يقول ان ضلال السعي ضروبا والوانا لا يكاد يحدها حد أو يستوعبها بيان غير أن من اقبحها واشدها نكرا شق عصا الطاعة ومفارقة الجماعة واستباحة الدماء المعصومة وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق بالتأويلات الباطلة والآراء الفاسدة المدخولة التي لا تستند الى دليل صحيح ولا ترجع الى فقه ولا نظر سليم قويم.. مستشهدا فضيلته على ذلك بما حدث في مدينة جدة قبل أيام معدودات . وقال ان ماحدث شراً مستطيراً لا يمكن لمؤمن صادق يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه ان يقبل به.. متسائلاً فضيلته إذ متى كان القتل والترويع امراً مشروعاً في هذا الدين ومتى كان البغي والعدوان على أناس مسلمهم ومستأمنهم طريقاً الى رضوان الله وسبيلاً الى جناته ومن المنتفع من هذه الاعمال على الحقيقة وكيف يرتضي احد لنفسه ان ينقلب الى اداة بيد اعداء دينه وخصوم وطنه وامته يبلغون بها مايريدون من الشر. وقال فضيلته وما عسى ان يكون هذا العمل وامثاله مما سبقه ما عساه يكون ان لم يكن موالاة للشيطان وطاعة له واتباعاً لخطواته وان لنيران الحقد ظلاما تطيش معه العقول وتعمى الابصار وتكون العاقبة شرا ووبالا عليه وخسرا ونهاية تعسة مظلمة تنتظره. ومضى فضيلته إلى القول إن الحقد لن يكون مطية الى الخير ولا طريقا الى الرشد وما هو إلا مركب يؤدي راكبه الى الغرق هو ومن معه بغير أسف عليه ولا ذكر حسن له ولا ثناء جميل عليه وانها لعاقبة يا لها من عاقبة. وزاد فضيلته إن من مقتضيات الايمان الحق ومن حقوق الاخوة الصادقة تضافر كل الاخوة في الدين في جميع اقطارهم وفي كافة ديارهم وعلى مختلف فئاتهم الرسمية والشعبية في الوقوف صفا واحدا مع هذه البلاد المباركة الطيبة التي تتعرض لهذا العدوان الجائر والظلم السافر الذي يأباه الله ورسوله وصالح المؤمنين في كل الديار والامصار في مشارق الارض ومغاربها انكارا لهذا المنكر الذي يجب انكاره كما يجب انكار جميع المنكرات وتحقيقا للمثل النبوي الرفيع الذي وصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم واقع المؤمنين الصادقين بقوله عليه الصلاة والسلام مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. وأفاد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ أسامة خياط أن من عظم شأن التوبة عند الله تعالى وشرف مقامها امر سبحانه العباد جميعا بالتوبة اليه.. معتبرا ان التوبة الصادقة تكون بندم القلب على ما مضى من الذنب وبالاستغفار باللسان والاقلاع بالبدن والعزم على عدم العودة الى هذا الذنب مستقبلاً. وقال فضيلته ان الامر بالتوبة كما هو عام لكل الخلائق فانه شامل لمن قام بهذه الاعمال الاجرامية وانه مأمور كذلك بالتوبة الى الله تعالى مما كسبت يداه مادام فى الاجل فسحة.