*ّ * عبر خادم الحرمين الشريفين..الملك عبدالله..عن مشاعر كل إنسان سعودي..وكل إنسان عربي ومسلم..حين زار جرحى غزة في مستشفيات الرياض..بعد أن قامت طائرات الإخلاء الطبي السعودي بنقلهم إليها مساهمة من المملكة في التخفيف من آلام أبناء غزة..ومآسيهم.. ** ومن يعرفون الملك عبدالله جيداً.. ** يعرفون فيه هذا الجانب الإنساني الطاغي.. ** كما يعرفون عنه.. ** مدى غضبه..وحزنه..وألمه الشديد هذه الأيام..لما يتعرض له المواطنون الفلسطينيون الأبرياء من أبناء غزة الصامدة من أعمال بربرية ولا إنسانية من قبل العدو الإسرائيلي الغاشم.. ** هذا الحزن وذلك الألم عبر عنه الملك الإنسان بسلسلة من الأعمال والخطوات والإجراءات الفعالة.. بدءاً بتسيير قوافل الإغاثة العينية المتنوعة إلى المدينة الباسلة عبر الحدود المصرية مع غزة..ثم أتبعها بإرسال طائرات الإخلاء الطبي..وكميات الأدوية الهائلة..وطواقم الأطباء المتخصصين..لإنقاذ المصابين..وتأمين العلاج اللازم لهم..واصطحاب من يحتاجون منهم إلى عناية فائقة وعلاج طبي مكثف بمستشفيات المملكة.. ** ولم يحرم - حفظه الله - الشعب السعودي الحزين من فضل المشاركة بالتبرع لإخوتهم في المدينة المنكوبة..فوجه بتنظيم حملة التبرعات الواسعة التي بدأت أمس..وسجلت أرقاماً كبيرة..نسأل الله أن ينفع بها أشقاءنا..ويخفف عنهم..وأن تصل إلى كل مستحق..بالشكل والصورة وبالقدر المطلوب.. ** وسوف تتواصل المبادرات والأفعال (وليس الأقوال) لدعم صمود الأبطال هناك..ومشاركتهم في الوقوف بوجه الظالم والمتجبّر..حتى تتوقف المأساة..ويجف حمام الدماء.. ** لكن الملك عبدالله لم يكتف بذلك لدعم أبناء الشعب الفلسطيني..بل إنه تحرك على المستوى السياسي وعلى أكثر من جبهة لدعم الجهود السياسية الهادفة إلى إيقاف العدوان.. ** فكان الزعيم الأول الذي اتصل بالرئيس الأمريكي (بوش) ليبلغه مدى الاستياء العربي لما تقوم به إسرائيل في غزة..ويحثه على التحرك بمسؤولية لإيقاف الجريمة النكراء..والتعاون بإيجابية مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لإصدار قرارات ملزمة للإسرائيليين لإيقاف المأساة.. ** في الوقت الذي أسهم بفعالية في سرعة انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة..والتحرك باتجاه المنظمة الدولية وإجراء اتصالات بالدول الأعضاء للغرض نفسه.. ** وغداً سوف تكون المملكة - كعادتها - في الوقوف إلى جانب كل عربي..ومسلم..أول المساهمين في تضميد جراح الأشقاء في غزة وإعادة بناء مدينتهم..وإقامة بنيتهم الأساسية من جديد بعد أن دمرتها الآلة الإسرائيلية المجرمة..وسوَّت بها الأرض.. ** وغداً أيضاً..سوف لن تترد المملكة في أن تفعل كل ما يوجب عليها الإخاء العربي والإنساني..تجاه أبناء غزة ومستقبل مدينتهم الباسلة.. ** لكن الأكثر أهمية بعد كل هذا هو: ** أن تعود اللحمة بين أبناء الشعب الفلسطيني.. ** وأن يستجيب قادة حماس للدعوة المصرية الجديدة بالاجتماع مع إخوتهم في السلطة الفلسطينية..بهدف العمل على احتواء خلافات الماضي وإعادة توحيد القطاع والضفة والاتفاق على تكتيل وتوظيف الجهود لخدمة قضيتهم الواحدة والسعي الجاد لإقامة الدولة الفلسطينية والحيلولة دون أي انقسامات جديدة..بابتكار صيغة تعاون تجمع بين "النضال" الشريف والمنظم والمدروس وبين السعي إلى السلام العادل والشامل والمشرف بعيداً عن التكتلات والتحزبات..والأيدلوجيات السياسية والدينية المتعارضة مع بعضها البعض..والعمل معاً على بناء القوة الذاتية الواحدة والمنطلقة من المصلحة العليا.. ** تلك هي المسؤولية الفلسطينية.. ** أما بالنسبة للمسؤولية العربية..ومسؤولية دول الإقليم.. ** فإن على الأطراف جميعاً أن تبارك توجه الإخوة الفلسطينيين إلى توحيد صفوفهم..وصهر جميع قواهم من أجل تحقيق اللحمة (أولاً) وقيام الدولة الفلسطينية (ثانياً).. ** كما أن على العرب..كل العرب بما فيهم السوريون.. ** وعلى المسلمين..كل المسلمين بما فيهم إيران وتركيا.. ** أن يدعموا خيار الإخوة الفلسطينيين نحو بناء دولتهم..على أسس وطنية..وأن يتعاملوا مع نواة الدولة الفلسطينية الشرعية التي يفترض فيها أن تتشكل من مجموع النسيج الفلسطيني..وأن تحظى بالدعم والمباركة الدولية بعيداً عن الازدواجية..وأنماط الصراع القائمة الآن.. ** وإن علينا وعليهم جميعاً أن نعزز روح الانتماء الوطني الفلسطيني..وألا نتدخل في شؤونهم الداخلية..ولا نستثمر الخلافات الماضية وتفاوت الرؤى..لتحقيق أهداف ومصالح لا تخدم قضيتهم.. ** ذلك ما يريده الفلسطينيون ويحتاجونه.. ** فإذا كنا صادقين في الوقوف إلى جانبهم..ومساعدتهم على تحقيق النُصرة على عدونا وعدوهم.. فإن علينا أن نرفع أيدينا عنهم وأن نبارك كل خطوة تعزز تلاحمهم..وتقوي شوكتهم..بدل أن نستخدمهم لتحقيق أهداف لا مصلحة لهم فيها.. ** فهل نخاف الله في أبناء فلسطين.. ** ونقف وراءهم..بنفس الإحساس الإنساني..والأخلاقي..الذي جسده الملك عبدالله..ويتابعه مع إخوته وأشقائه المخلصين لقضية الأمة الأولى.؟ ** وهل نقول لمن يخرج على الإجماع الفلسطيني..وعلى المصالحة الوطنية الفلسطينية..وعلى التوحد الفلسطيني..أنت مخطئ..وإن علينا أن نقف ضدك إلى أن تعود إلى الصواب..وتخاف الله في شعبك.. وقضيتك..ومستقبل أجيالك.. ** إن العرب..ومن ورائهم المجتمع الدولي..لا يستطيعون تقديم حلول سحرية..لدعم شعب فلسطين..إذا لم تلتق إرادة قياداته..وتتوحد.. ** وما يحتاجه أبناء الشعب الفلسطيني الأبي منا في هذا الوقت بالذات..هو..هذه الوقفة المتجردة..الخالصة..الصادقة.. لوجه الله تعالى..ثم لصالح أبناء هذا الشعب الصامد والمستنزف..وما عدا كل هذا فإن علينا أن نرفضه..ونحاربه..ونمنع استمراره بكل ما أوتينا من قوة..والله ينصر من ينصره ويثبت أقدامه.. ****** ÷÷ ضمير مستتر: ** (التاريخ لن يغفر لمن يخطئون بحق شعوبهم..ويعرضونها للهلاك والضياع..)