يرى الكثير من رياضيي الخليج، أن دورتهم الكروية التي انطلقت في العام 1970بفكرة سعودية من الأمير خالد الفيصل وبتفعيل بحريني في اجتماع "الفيفا" ساهمت بشكل كبير في إيصال صوتهم الرياضي إلى باقي أنحاء المعمورة. وهم محقون في نظرتهم تلك، فعن طريق هذه الدورات وصلت منتخبات الكويت (1982) ثم العراق (1986) فالإمارات (1990)، ثم استلمت السعودية الراية لأربع مرات متتالية في مونديال أميركا 1994وفرنسا 1998واليابان وكوريا الجنوبية معاً 2002وأخيراً المونديال الالماني 2006.وتنافست أربعة منتخبات خليجية من أصل عشر دول آسيوية لبلوغ مونديال جنوب افريقيا 2010وهي السعودية والإمارات وقطر والبحرين. إلى جانب هذا الحضور الخليجي الطاغي في الساحة الدولية، فإن دورات الخليج أسهمت بإيجاد البنية التحتية التي أسست لكرة القدم في المنطقة، ففي كل بطولة كانت الملاعب تنشأ لإقامة مباريات الدورة، ففي السعودية مثلاً تم افتتاح استاد الأمير فيصل بن فهد (الملز سابقاً) في العام 1972عندما دشن الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله بطولة الخليج الثانية، وكرر السعوديون ذاته عندما افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز استاد الملك فهد في دورة الخليج التاسعة، ولم تكن البحرين والامارات وقطر في منأى عن هذه الحالة الخاصة. شكك رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام بفائدة الدورة الأهم في المنطقة عندما وصف البطولة بأنها بطولة شيوخ، متجاهلاً أنه كان الدورة وشيوخها هم من أوصله إلى منصبه القاري، وكان الشيخ أحمد الفهد قد قال عن ابن همام إنه يعرف جيداً أن هذه البطولة تهم أبناء الخليج قاطبة ولا تقتصر على فئة معينة. وزاد الأمير سلطان بن فهد عندما قال الكلام ذاته معتبراً أن حديث ابن همام ينقصه الكثير من الحصافة. بعيداً عن المشككين في أهمية دورات الخليج، فإن أكبر ميزة تمتاز بها البطولة الخليجية هي استمراريتها طوال 39عاماً، وهذا يدل على اهتمام مسيري الكرة في المنطقة على دوامها، وهذه الاستمرارية جعلت دورة الخليج تتفوق على نظيراته العربية التي عرفت التأجيل أكثر من إقمتها. نجحت دورات الخليج في تقديم النجوم الكبار من أمثال السعوديين ناصر الجوهر وعبدالرزاق أبو داود وأحمد عيد والصاروخ والغراب ومن جايلهم ثم أتى جيل صالح النعيمة وماجد عبدالله وعبدالله الدعيع ومحيسن الجمعان وتاليا سامي الجابر وفؤاد أنور وسعيد العويران ومحمد الدعيع وخالد مسعد وحسين عبدالغني ثم ياسر القحطاني ومحمد نور، وفي الكويت لا يمكن تجاهل كتيبة نجوم الأزرق جاسم يعقوب وفيصل الدخيل والحوطي وأبو حمد والعنبري، وفي قطر منصور مفتاح وبدر بلال، وفي الإمارات الطلياني وخميس إخوان وفي عمان غلام خميس وناصر حمدان وفي البحرين أبو شقر وحمود سلطان. طورت دورة الخليج نفسها كثيراً بإضافة العراق في الدورة الرابعة ثم اليمن في خليجي 17، ثم بإضافة الألعاب المصاحبة، وهذه ميزة أخرى تحسب للدورة العجوز في منطقة الخليج.