حلت سنة جديدة بعد أن رحلت السنة الماضية. يا ترى ما هي أهم أحداث تلك السنة سواء على المستوى العالمي أو الوطني أو حتى الفردي؟. سألت طالباتي فكانت الإجابة حذاء منتظر. ولعل قيمة حذاء منتظر أنه جاء والسنة الراحلة تلفظ أنفاسها الأخيرة وبالتالي من السهل تذكره. والا لماذا لم تذكر الطالبات فوز أوباما بالانتخابات كأول رئيس أمريكي من عرق أسود؟ بالطبع مع الفرق بين حذاء منتظر وفوز أوباما. ولا عتب على طالباتي لاختيار هذا الحدث فلقد جاءتني مكالمات تهنئة بعد الحج وكنت أسمع المتصل أو المتصلة وكل منهما يقول لي مبروك .. وللحظة تختلط لدي الأمور ولا أعرف وأتذكر أن التهنئة بالأعياد لدينا ليست "مبروك" بل "كل عام وأنتم بخير" ثم ليس هناك إنجاز حققته فلم يتزوج أحد من أولادي ولم أحصل على الترقية بعد كأستاذ مشارك ولم اشتر بيتا ملكا ولا سيارة جديدة والحمد لله إنها ثوان معدودة من الحيرة لأسمع على الطرف الآخر مبروك ضرب بوش بالحذاء. على الأقل أو حتى هي المصادفة أن زار بوش العراق في آخر السنة لنخرج بالحذاء نتبادل من أجله التهاني وكأننا حققنا فوزاً وليس مجرد إهانة محتملة لرئيس سيترك الرئاسة في أيام معدودة ينزوي بعدها في مزرعته في تكساس وينسى الحذاء وننساه نحن. المهم حتى الأزمة الاقتصادية العالمية رغم فداحتها والتدهور المستمر لسوق الأسهم عندنا كلها لم تكن من أهم أحداث عام 1429ه المهم لا أعلم كم منا كتب وعرف إنجازاته الشخصية للسنة الماضية؟ من منا عرف الصعوبات التي مر بها العام الماضي؟ من كتب أمانيه وأحلامه وكم حقق منها؟ وماذا خسر منها. أتمنى لكم أعزائي القراء أن يحمل لكم عامكم الجديد كل ما فيه الخير والسعادة والرضا لأرواحكم وقلوبكم. وأن يكون عاما من التغيير على المستوى الفردي والاجتماعي وأن نعقد النية جميعاً على أن نستقبل عامنا الجديد بتفاؤل وأمل، وأن يكون العام القادم حافلاً بإنجازات تستحق الحديث والإشادة وذات جدوى أكثر من حذاء منتظر .. وكل عام وأنتم بخير.