رعت نيابة عن حرم خادم الحرمين الشريفين سمو الأميرة حصة الشعلان صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبد الله أول من أمس تدشين حملة دعم المرأة التي ينظمها الفرع النسوي بهيئة حقوق الإنسان والتي تستمر لمدة عام تحت شعار "إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم" في قاعة نيارة للاحتفالات. وبحضور عدد من الأكاديميات والإعلاميات وبعض مسئولات ومنسوبات في القطاعين الحكومي والخاص وبدأ الحفل بعد السلام الملكي فتلاوة لآيات من القرآن الكريم ثم ألقيت كلمة الفرع النسوي للهيئة بالرياض أعلن خلالها تضامنهن مع الأشقاء في غزة، ودعين هيئات ومنظمات حقوق الإنسان في العالم إلى التضامن ورفع الظلم والعدوان عن الشعب الفلسطيني الشقيق. بعدها ألقت د. وفيقة الدخيل المشرفة على الفرع النسوي بالهيئة كلمة عرفت خلالها بدور الفرع النسوي بالهيئة والمهام الموكلة إلية وفق رؤية ورسالة متطلعة إلى رفع المستوى الحقوقي لدى أفراد المجتمع من النساء والأطفال. وقالت ان هناك حالات متعددة تتعرض فيها النساء لبعض مظاهر القهر أو التهميش من قبل القادرين من الرجال وقد يرتقي الأمر إلى العنف النفسي والجسدي والجنسي مشيرة إلى ان قضية العنف أخطر القضايا التي تواجهها المرأة لأنها تؤثر بتشكيل حالتها النفسية وتركيب شخصيتها ، وتفقدها الثقة بنفسها وعدم قدرتها على إقامة علاقة متساوية ومتوازنة مع أعضاء مجتمعها. وأضافت ان هذه الأمور لا تمثل ظاهرة كاملة ولكنها تحدث في مجتمعنا للأسف الشديد، وقد تنطوي تحت العنف أغلب مشاكل المرأة وقضاياها وتلازمها طوال حياتها. وبينت أن المكتب تلقى منذ افتتاحه وخلال ستة أشهر 200حالة تقريباً، مؤكدة أن عدم معرفة الناس بافتتاح الفرع لا يعني أن هذه الحالات هي الموجودة ، فالموجود أضعاف هذه الحالات إلا أن أصحابها يؤثرون الصمت أو قد لا يعرفون عن افتتاح الهيئة ولأسباب أخرى يضيق المجال عن ذكرها. وذكرت أنه من هنا جاء انطلاق حملتنا الإعلامية الأولى لدعم المرأة بتوجيه الخطاب للمتسبب الرئيسي في العنف ضد المرأة وهو الرجل ، وتوضيح أثر بعض العادات الاجتماعية والثقافية الذكورية التي تمنحه التبريرات في التعدي على المرأة ثم السعي لإيجاد آلية لمعالجتها بقصد متابعة تطبيق التشريعات التي تكفل حقوق المرأة تحت مظلة الإسلام الذي يمنحها الحماية والحصانة الكاملة. وفي ختام كلمتها ذكرت أن خطط التنمية وخاصة الخطة الثامنة قد رسمت بهدف تحقيق تلك الحقوق ، سياسات وبرامج من شأنها ضمان مستقبل أفضل للمرأة ، ولكن الأمر لم يحظ بالعناية والاهتمام بتنفيذه من قبل المنفذين لعدم وجود متابعة حول ما نفذ وما لم ينفذ، وتحتاج أن تتولى قضايا المرأة والأسرة لجنة عليا على مستوى وزارة تقوم بمتابعة ما تم تحقيقه ، وتقديم صورة لمعرفة التطور الحاصل على قضايا المرأة والأسرة في بلادنا وذلك من خلال معطيات تشمل جوانب عديدة من مشاركة المرأة في الحياة العامة وتساعد المهتمين والمعنيين بملف (تمكين المرأة) بما تضعه في متناولهم من معلومات وإحصائيات ودراسات ورسوم بيانية إيضاحية تطلعهم على مؤشرات الواقع في هذا الجانب، ويستفاد منها في كافة الدراسات المتعلقة بالموضوع كإعداد التقارير المطلوبة وبذلك نكون قد وضعنا قدمنا على الطريق الصحيح المؤدي لرفع شأن المرأة للمكانة التي تستحقها. بعدها كرمت الهيئة ضيفة الشرف الأميرة حصة تسلمته عنها سمو الأميرة صيتة وكان درع التكريم عبارة عن رمز للملك عبد العزيز طيب الله ثراه لارتباط بواكير عزة المرأة مع بدايات عهده. وخلال الحفل تم الإعلان عن مسابقة الحملة لاختيار أفضل مقال حول العنف ضد المرأة والذي سيتم الإعلان عن تفاصيله عبر صحيفة الرياض الراعي الإعلامي للحملة. وقد افتتحت فعاليات الحملة بندوة العنف ضد المرأة للدكتورة حنان عطا الله الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود تناولت عبرها تعريف العنف وأشكاله وأنواعه. وذكرت أن الموروث الثقافي والاجتماعي والفهم الخاطئ للدين ساهم في تحفيز العنف ضد المرأة خاصة ما يتعلق بالقوامة في الإسلام حيث أنه مفهوم شابه كثير من التحريف واللغط، فالقوامة كما أرادها الله جل وعلا تشريف وليست استبدادا أو تسلطا. وفي ختام ورقتها ذكرت مقترحات لكيفية معالجة العنف ضد المرأة منها تنمية الوعي لدى المجتمع بمكانة المرأة ودورها، فهي مثلها مثل أخيها الرجل من خلق الله وكلفهم بعبادته وعمارة الأرض. وأكدت أهمية تنقية برامج التعليم والإعلام من كل ما من شأنه تكريس النظرة الدونية للمرأة ومس كرامتها والحط من قدرها ووضع قوانين حازمة وصارمة وسن عقوبات رادعة لكل من يمارس العنف ضد المرأة اضافة إلى أهمية التوعية بمشكلة العنف ضد المرأة.وإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث عن العنف ضد المرأة وكذلك توفير مأوى للنساء المتعرضات للعنف واللاتي لا يجدن مأوى يلتجئن إليه، وتفعيل الدور الإيجابي لوسائل الإعلام، في التصدي للعنف ضد المرأة بشكل خاص، وكذلك تكثيف خطب الجمعة والمحاضرات الدينية للتوعية بمشكلة العنف ضد المرأة. "الرياض" التقت بالسيدة هدى النقية العضو المتعاون بهيئة حقوق الإنسان حيث ذكرت أن هذه الحملة الداعمة للمرأة تدعم في جوهرها الحقوق الشرعية التي أكدت عليها الشريعة الإسلامية وضمن منهج نبينا الكريم في دعم ورعاية وصيانة المرأة بقوله الشريف "استوصوا بالنساء خيراً" وفي بلادنا ولله الحمد نعمد إلى تطبيق الشريعة في كل مناهج ومجالات حياتنا ولكن تبقى هناك حالات فردية خارجة عن المسلك القويم تحتاج إلى توعية وتبصير بتلك الحقوق كما أن المرأة نفسها ينقصها المعرفة بهذا الجانب للمطالبة بحقوقها ومعرفة واجباتها.