" بدأ والدي الغني في تعليمي كي أصبح مستثمرا وذلك من خلال ممارسة لعبة " مونوبولي " لساعات عديدة ... " روبرت كيوساكي – مستثمر ومؤلف خالد الفالح المدير التنفيذي لشركة أرامكو العملاق النفطي , أتهم بتصريحات صحفية القطاع الخاص الصناعي بأنه لا يملك قاعدة صناعية كافية ومؤهلة لكي تغطي احتياج شركة أرامكو إلا بمقدار 22 % تقريبا والباقي يستورد من الخارج , مشاريع المطارات , والطرق , والتوسعات , وكل مشروع عملاق لا نجد من يتقدم لهذه المناقصات إلا شركات محدودة جدا وتحديدا " شركتين معروفتين " وحين سألت رجال أعمال ورئيس غرفة تجارية معروفا ومن بيت تجاري , أكد لي أنها ليست صحيحة النظرة أن القطاع الخاص لا يملك القاعدة والكفاءة , بقدر هي " الفرصة " لا تتاح لنا كقطاع خاص وشركات مقاولات " , إذا هل هي تقصير من القطاع الخاص ؟ أم عدم كفاءة وقدرات في شركات المقاولات ؟ وإلا لماذا تنحصر المشاريع الإنشائية والمقاولات بشركتين أو ثلاث على أكثر تقدير ؟ الأكثر غرابة ومثير للدهشه أنه لا توجد شركات مقاولات واحد بسوق الأسهم السعودية نهائيا فقط شركات عقارية , رغم أن بلادنا بطولها وعرضها تقوم على البناء والتشييد , لكن شركة مقاولات ببناء وتشييد المعروفة ليست موجودة لدينا للأسف وهذا يطرح أكثر من سؤال , فلدينا شركات عقارية تقوم ببناء مراكز تجارية وتنتظر ريعها السنوي , في حين لو كانت شركات مقاولات ببناء وتشييد وعقار لكانت حققت عوائد وأرباح عالية جدا كما تقوم بها " شركة دار الأركان " نسبيا لأنها تحصر عملها بما يخصها فقط . ولكن شركات مقاولات كما هو متعارف عليه غير موجودة . الأكثر أهمية الآن لماذا نعاني أزمة " مقاولين " ونجد " احتكار " عالياً للمشاريع الكبرى , وأن المناقصات ليست متاحة بطريقة يتنوع معها المنفذون للمشاريع , رغم أن المقال الذي يحصل على المناقصة قد يمنحها من الباطن لمقاول آخر وهكذا وبربح بالطبع دون أن يكلف ذلك المقاول الرئيسي شيئا . أن اتهامات القطاع الخاص وأقصد به المقاولين أنه غير كافٍ وأقل كفاءة وقدرات ليس دقيقا بتقديري , باعتبار أن المقاولين يحتاجون إلى الدعم من خلال توزيع المشاريع حين تكون مستوفية الشروط , وتوفير العمالة الكافية لهم , وتسهيلات أكثر من قبل الجهات الحكومية في مختلف اختصاصات هذه الوزارات , انحسار شركات المقاولات لم يأتِ بسبب ضعفهم ولكن بسبب العوائق التي يعانون منها بمختلف قطاعات المقاولات وليس جانب دون جانب آخر , ولعل ذلك يقتل روح التنافس والمنافسة بين شركات المقاولات , والأغرب أننا لا نجد " تجمعاً " أو " لجنة " للمقاولين تطالب بتحسين ظروف " التنافس " وغياب كبير للغرف التجارية أين من ضعف وتراجع المقاولين , لأن وجود المنافسة كما يعرف الجميع يزيد فرص الوظائف والربحية والكفاءة وتحسن الأسعار لا أن يكون هناك حصر وإغلاق لشركات عملاقة على حساب شركات أيضا عملاقة أخرى وأقل , خلق أجواء التنافس ومساعدتهم من أرامكو ومن أي مشروع للدولة هو في صالح الجميع ولن يكون هناك متضرر إلا المحتكر .