شدد القائد يحفظه الله وهو يعلن إطلاق اكبر ميزانية في تاريخ البلاد على أهمية قيام كل مسئول ورئيس جهاز بواجبه كاملاً والحرص على إدارة الميزانية المقرة لجهازه بإتقان ودقة . وأكد على الأهمية القصوى لتنفيذ المشاريع والاستغلال الأمثل للإنفاق الحكومي لكي يحقق الغرض في نمو الاقتصاد الوطني وحمايته. خاصة أن العالم يمر بأزمة مالية واقتصادية تقتضي من الجميع اليقضة والمتابعة والتعامل مع ما وفرته الميزانية من إمكانات بكفاءة. ومرة أخرى يوضع الجهاز التنفيذي في تحد كبير أمام اهتمام القيادة وتطلعات الشعب. فإذا الجميع يقدرون بإعجاب أولئك الذين سهروا على تنفيذ ما عهد إليهم القيام به بأمانة وإخلاص من وزراء وأمراء مناطق ومسئولين . إلا أن هناك من عجزوا عن مجاراة تطلع القيادة ممن ارتبطت سمة الأزمات بأداء أجهزتهم، أو تعطلت المشاريع التي في عهدتهم . وإن كان هناك مبررات وأعذار كالتضخم وخلافه، فالمتوقع أن تتلاشى تلك المبررات مع الظروف الراهنة، ويشتد التنافس على الفوز بنصيب من الإنفاق الحكومي الضخم . فاليقظة والحرص والمتابعة تقتضي الاستناد إلى تنفيذيين مهرة ممن يقتربون من الميدان، ويهتمون بالتفاصيل،ويقدرون قيمة المال العام، ويكشفون المقصر، ويقدمون الكفء الأمين، ويعملون على إزكاء الروح الوطنية في العاملين معهم من الشباب السعوديين، ويحرصون على تأهيلهم وتشجيعهم على تملك ثمار العلم والمعرفة والتدريب ، والإقدام على العمل ويحذرون من إقصائهم، أو تفضيل الوافد عليهم، أو بث الإحباط في نفوسهم. إن الظروف الحالية تحتم إعمال المقولة الشهيرة " أن لا يقدم من القوم إلا خيارهم " في تولي المناصب الحساسة في الجهاز التنفيذي ، تلك التي لها صلة بمفاصل الاقتصاد الوطني مهما كان اسمه أو لقبه. فالمهم ماهي حدود علمه وقدراته، ومهنيته وإمكانياته.ومدى استيعابه لآليات العمل المعاصر. والقدر المتوقع أن يضيفه للنهوض بالمصالح الوطنية التي يشرف عليها. وبراعته في خلق صفوف من المبدعين في الجهاز الذي يشرف عليه. وباختصار.. أن يعمل من منطلقات وطنية مجردة.