ليس من المألوف رؤية حيوان يعزف ألحانه الخاصة به على قيثارته - بيد أن سارا ليست مجرد فظة عادية (والفظة من الحيوانات الثديية البحرية الشبيهة بالفقمة) - ذلك أن هذه المخلوقات ذات الزعانف والشوارب دأبت إلى إمتاع النظارة والمشاهدين وإتحافهم بمهاراتها التي تضاهي مهارات بني البشر، وهي تعزف أعذب الألحان على آلة الساكسوفون أو تعزف على مزمار أو تطلق تعبيراً شمولاً للإعراب عن الشعور بالملل والرغبة في الانعتاق من العزلة. وعندما تتسلم سارا تلك الآلة النحاسية فهي تتشبث فيها بزعانفها فتحاكي بها إيقاعات موسيقى جاز تضاهي بعض المعزوفات الموسيقية التي تستخدم كمؤثرات صوتية. يشار إلى أن سارا تعد إحدى النجمات اللاتي يستقطبن المشاهدين والزوار إلى حوض الدولفينات في اسطنبول بتركيا. أما مدربها الروسي سيرجي فقد عكف على تدريبها وتلقينها سلسلة من الخدع الفنية كما أنها تعلمت أيضاً إنزال وجهها والتقاط وردة يلقيها عليها أحدهم. ويقال إن سارا تستمتع بالاهتمام الذي تحظى به من قبل المشاهدين المعجبين بمهاراتها. يشار إلى أن الحيوانات الثديية البحرية الضخمة تقتات على الوجبات الغنية بالرخويات من سبيدج وحلزون ومحار ونحو ذلك مما درجت على جمعه من خلال التطواف والتجوال بحثاً عن الطعام في قاع البحار. وهي تعيش نحو خمسين عاماً في البرية.